النووي الايراني والكيميائي السوري على محك العلاقات الايرانية الاميركية

تصدر اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة واجهة الاحداث في العالم ورسمت ملامح المرحلة القادمة لا سيما على صعيد ملفي ايران النووي وسوريا الكيميائي، حيث سلطت الاضواء على مواقف كل من الرئيسين الاميركي باراك اوباما والايراني الشيخ حسن روحاني، حيث خالفوا التوقعات ولم يتم عقد اي لقاء بينهما على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة مكرسين الانقسام الواضح حول عدد من الملفات لا سيما النووي الايراني والكيميائي السوري، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبل العلاقات بين الجانبين بعد اجواء من الايجابية سادت بينهما في الآونة الاخيرة!!
عمق الخلاف بين اميركا وايران بشأن النووي الايراني والكيميائي السوري بدا واضحا في الكلمات، في حين اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما على "تجربة الطريق الدبلوماسية" مع ايران، شدد في الوقت نفسه على ان الخلافات بين الولايات المتحدة وايران لن تحل "بين ليلة وضحاها".قائلا على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة تريد حل القضية النووية مع ايران سلمياً، لكنه مصرّ على منع طهران من تطوير سلاح نووي، مطالباً إيران القيام بــــ"افعال" بما يتعلق ببرنامجها النووي.
الرئيس الايراني يرد على اوباما بالقول في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أنه "لا يمكن منع برنامج ايران النووي السلمي"، لافتاً الى أن طهران جاهزة "للتعاون لكسب الثقة المتبادلة مع الخارج".
ملف آخر شكل تباعدا بين الجانبين حيث دعا اوباما الى صدور "قرار حازم عن مجلس الامن الدولي حول ازالة الاسلحة الكيميائية السورية"، معتبرا ان النظام السوري سيواجه "عواقب" في حال لم يلتزم بتعهداته، معتبراً أن "المجتمع الدولي لم يكن على المستوى المطلوب امام المأساة في سورية". بالمقابل يشدد روحاني على أن حلها "ليس عسكرياً"، مجدداً رفضه لاستخدام اي أسلحة كيميائية.
وحدها ادانة المحرقة النازية بحق اليهود شكلت نقطة مشتركة بين الرئيسين روحاني واوباما حيث اعتبر اوباما إن الاجماع العالمي ضد استخدام الأسلحة الكيماوية عززته ذكريات "الجنود الذين يعانون في الخنادق واليهود الذين قتلوا في غرف الغاز، والإيرانيين الذين تعرض عشرات الآلاف منهم لهجمات بالغاز السام".
لا شك ان اوباما كان تواقا للقاء روحاني وهذا ما كشفته صحيفة "الحياة" نقلا عن مصادر ايرانية ان الوفد الايراني المشارك في اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الامم المتحدة قد استلم طلباً من مسؤولين اميركيين من اجل عقد لقاء بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والايراني حسن روحاني. ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان الاخير "قال انه لاحظ عبارات انفتاح من نظيره الايراني الشيخ حسن روحاني وانه يتوقع ان تترجم الان افعالا".
تلقف الغرب لخطاب روحاني خرقه القلق الاسرائيلي من هذا الإنفتاح حيث أشارت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، الى ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيتصدي لمحاولات الرئيس الايراني حسن روحاني التودد للغرب، بالقول أن الرئيس الإيراني الجديد لا يختلف عن سابقه محمود أحمدى نجاد، الذي كان يدعو للقضاء على اسرائيل".وأكدت الصحيفة ان "نتانياهو الذي يشعر بالقلق ازاء مؤشرات التقارب بين طهران والغرب، سيستخدم كلمته أما الجمعية العامة الأمم المتحدة في الاول من تشرين الاول للتحذير من أن لهجة روحاني التصالحية تخفي نفس نوايا احمدي نجاد العدائية".
اوباما المتألم لضحايا المحرقة اليهودية من قبل النازية مطالب بالجواب على اسألة عديدة: فلماذا لا يتالم ايضا للملييون عراقي الذين قتلوا اثناء احتلال بلاده للعراق؟ ولماذا لا يتوجع على الفلسطينيين الذي يقتلون في كل يوم على يد الاسرائيليين وعلى السوريين الذين قتلوا وهجروا على ايدي المسلحين الإرهابيين الذين تشارك بلاده في ارسالهم ودعمهم؟
بالرغم من المواقف المتباينة بين الجانبين الا ان الإنفتاح والحوار لا يزالان يطفوان فوق سطح هذه الخلافات، فهل ستبدأ المفاوضات المباشرة بينهما وتصل الى نتائج ايجابية ام يفجرها اللعب الاميركي على وتر الكيميائي والرقص الاسرائيلي على حافة النووي؟

محمد حمية

» هل وضعت عجلة العلاقات الاميركية الايرانية على سكة المفاوضات النووية؟
» بان يلتقي أحمدي نجاد في نيويورك ويبحث معه البرنامج النووي الايراني والملف السوري
» النووي الايراني والصراخ السعودي
» عاجل ...الاتفاق النووي الايراني
» العلاقات السعودية ـ الايرانية عادت الى نقطة الصفر