هل تحدد التسوية الأميركية الروسية الأحجام والأوزان الاقليمية؟

هل تحدد التسوية الأميركية الروسية الأحجام والأوزان الاقليمية؟

توقف دبلوماسي غربي يعمل في لبنان عند جملة مؤشرات ومواقف ليؤكد ضرورة التعاطي بحكمة زائدة مع قرارات الكبار وتسوياتهم التي وصلت في بعض مفاصلها الى حد الصفقات واقتسام مناطق النفوذ وتوزيع المغانم السياسية والنفطية على حد سواء، منطلقا من مواقف الرئيس الايراني حسن روحاني التي أطلقها عشية توجهه إلى الأمم المتحدة، والتي أوحت بأنّ الاتصالات بين طهران والعواصم الغربية مفتوحة منذ اشهر وهي قطعت اشواطا بحيث تقاطعت مع تلك الجارية على قدم وساق بين موسكو وواشنطن.

هل تحدد التسوية الأميركية الروسية الأحجام والأوزان الاقليمية؟ Oi8vc3lyaWFub3cuc3kvYXJjaGl2ZS9hcnRpY2xlcy9uMTM3OTY1OTg2OC5qcGc%3D

وبرز في هذا السياق الموقف الأميركي الصادر عن الرئيس باراك اوباما المرحب بأيّ حوار ثنائي مع إيران بشرط تخليها عن برنامجها النووي من دون أن يحدّد ما إذا كان المقصود بهذا الكلام برنامجها العسكري او السلمي مع الاشارة إلى أنّ هذا الموضوع مطاط للغاية ويحمل في تفاصيله أكثر من تفسير بما يوحي بأنّ المحادثات الاميركية الروسية الاخيرة في جنيف حسمت الكثير من الامور والملفات، بما فيها الدورين الايراني وهو محوري والسعودي الذي يبدو هامشيا نظرا لحجم كل دولة وفاعليتها وقوتها في محيطها الخليجي خصوصا ان ما تريده واشنطن من المملكة على غرار النفط وصفقات الاسلحة حصلت عليه ولم تعد بحاجة الى المزيد اقله في مرحلة الكباش الحالي، بحسب الدبلوماسي.
في الموازاة توقف الدبلوماسي طويلا امام الغزل الرئاسي الايراني للسعودية، متسائلا في الوقت ذاته عن الثمن الذي ستدفعه المملكة التي خسرت هذه الجولة كما خسرت جولات سابقة في مواجهتها المفتوحة مع طهران، وما اذا كانت تداعيات التقارب الايراني السعودي وتقاطعاته ستريح لبنان في المرحلة المقبلة، بحيث يأتي بترجمة عملية على اكثر من صعيد ابرزها تبريد الساحة الامنية من خلال وقف الدعم عن التنظيمات الاصولية والسلفية وتهدئة الساحة السياسية تمهيدا لتشكيل حكومة توازن بين مصالح الدولتين، خصوصا أنّ هناك معلومات يتداولها اصحاب القرار بان السقف الزمني الممنوح للسعودية انتهى او على وشك الانتهاء، وفي حال تبقى منه القليل فبالكاد يكفي لتجميل صورة المملكة قبل الجلوس الى طاولة جنيف 2 والمخصصة وفق التسريبات لابلاغ الدول الحاضرة بما توصل اليه الاميركيون والروس من جهة والدول الكبرى وايران من جهة ثانية.
ولعلّ ما يبرر هذا الاعتقاد هو اعتبار نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ربابروف أنّ لبنان دخل مظلة الحماية الدولية من جهة وتأكيده بان التسوية الاميركية الروسية ستنعكس ايجابا على لبنان لعلمه بان الاتصالات الايرانية السعودية وصلت الى تقاطع ما دفع بالرئيس الايراني الى الاعلان بان ايران غير راغبة بخوض الحرب مع اي دولة، انما تسعى الى السلام وذلك في خطوة لطمأنة دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا السعودية الواقفة على خط تماس مع طهران باعتبارها الدولة العربية والاسلامية الاكثر خضوعا للمصالح الاميركية.
وفي هذا السياق، يكشف الدبلوماسي أنّ صراعات مكتومة بدأت تشتد داخل العائلة الحاكمة في المملكة بين تيارين الاول يدعو الى ابعاد الاستخبارات السعودية عن ادارة السياسة الخارجية للبلاد والاكتفاء بدورها الطبيعي المعروف تقليديا بحفظ امن المملكة عموما والعائلة المالكة بشكل خاص من خلال اعادة هيكلة كوادرها وتسليم ادارتها الى معتدلين وذلك بعد الفشل الذريع والاثمان الباهظة التي تكبدتها من دون ان تحصل ولو على مكسب واحد بينما يعمل الثاني على اقناع الغرب بتكثيف العمليات الارهابية لتعديل ميزان القوى وهذا ملف دونه عقبات اولها الموقف الروسي المتشدد وثانيها عدم الحماسة الاميركية الضمنية لخوض مغامرات غير محسوبة لارضاء الحلفاء او الاتباع بحسب التعبير، وفقا" للنشرة .

» محاولات لشطب مخيم اليرموك لانة من شواهد النكبة ..و لتمرير التسوية الأميركية الإسرائيلية في تصفية القضية الفلسطينية
» انطلاق القمة الروسية الألمانية الفرنسية في موسكو لبحث التسوية في أوكرانيا
» الخبير في الشؤون الأميركية الدكتور كمال خلف الطويل : التسوية القادمة لن تأخذ سورية من اصطفافها الجيوستراتيجي
» خطاب الأسد والتفاهمات الروسية ـ الأميركية ...سامي كليب
» "غاية بالاهمية"...هذه حقيقة المواجهة الأميركية ـ الروسية ....داود رمال