سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: لوح الشطرنج الجيو- سياسي: روسيا ترمي طوق النجاة لإنقاذ الرئيس الأربعاء سبتمبر 11, 2013 3:13 am | |
|
لوح الشطرنج الجيو- سياسي: روسيا ترمي طوق النجاة لإنقاذ الرئيس الأمريكي
Share on facebookShare on twitterShare on emailShare on printMore Sharing Services0
|
الأربعاء، 11 أيلول، 2013
أوقات الشام
بيبي إسكوبار
القصة المسعورة للميللي ثانية هي أن البيت الأبيض يدرس "بعناية شديدة"الاقتراحَ الروسي الذي يقضي بوضع بشار الأسد لترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت سيطرة الأمم المتحدة, مما ينزع فتيلَ (أو يؤجل, على الأقل) حرب أمريكية أخرى في الشرق الأوسط. آه, يا لمتعة لوح الشطرنج الجيو- سياسي: روسيا ترمي طوق النجاة لإنقاذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما من "خطه الأحمر" الذي تحامقَ ورسمه من تلقاء نفسه. من المفترض أن يقوم الدبلوماسيون الحقيقيون بمنع الحروب, وليس التحريض عليها. مع استثناء الاستثنائية الأمريكية بالطبع. ولذلك بينما كان وزير الخارجية جون كيري يضغط على دواسة البنزين بكل قواه للترويج لحرب أخرى في مؤتمر صحفي في لندن, تجاوزت سيارة الشيفروليه التي يقودها سيارة مازيراتي دبلوماسية: وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. كانت هذه زلة اللسان التي ارتكبها كيري: " ... بمقدور الأسد أن يسلمَ جميع أسلحته الكيماوية إلى المجتمع الدولي الأسبوع القادم. أن يسلمها. كلها. ودون أي تأخير ويسمح بالتصرف الكامل بها. لكنه لن يفعلَ ذلك, ومن الواضح أن هذا غير ممكن." لكن من الواضح أن هذا ممكن, كما بينَ لافروف الذي قلبَ حركته ضده – حيث قدمَ اقتراحاً من خطوتين إلى دمشق: تضع سوريا أسلحتها الكيماوية تحت سيطرة الأمم المتحدة ثم توافق بعد ذلك على تدميرها, بالإضافة إلى الانضمام إلى "منظمة تحريم الأسلحة الكيماوية". ولم يُضع وزير الخارجية السورية وليد المعلم أي وقت للموافقة على الاقتراح. والشيطان, بالطبع, يكمن في النسخة الأولى. النجدة ! ما هي الرسالة ؟ وكما هو متوقع, فتحت أبواب الجحيم على مصراعيها في وزارة الخارجية. اللعنة! صانع السلام الروسي اللعين هذا! قال متحدث باسم كيري إن هذا "نقاش مجازي". إنه مجرد "كلام". لدى دمشق وموسكو سجلٌ مريع. وهذا مجرد "تكتيك لكسب الوقت". لا تستطيع واشنطن أن تثق بالأسد. وحتى لو كان هناك اقتراح "جدي", فلن يؤخر ذلك البيت الأبيض عن الترويج لحربه في الكونغرس الأمريكي. ولكن بعد ساعتين, رأت مرشحة الرئاسة الأمريكية المستقبلية هيلاري كلينتون أن "الوزير كيري والروس اقترحوا" عرضاً جدياً. وقد عبرت عن تأييدها لهذا العرض بعد لقائها بأوباما نفسه. في هذه الأثناء, استمرت وزارة المجانين في الضغط على دواسة البنزين, حيث كانت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس منهمكة في التحذير من أن الهجمات الكيماوية في سوريا تشكل "تهديداً خطيراً على أمننا القومي" بما في ذلك "مواطنينا في الولايات المتحدة". شو, ما فيه "غيمة فطرية"؟ ومع ظهور عبارة "رسالة" مرسومة بالدخان, بدأ نائب مستشارة الأمن القومي طوني بلينكين, والمتحدثة باسم وزارة الخارجية ميري هارف,وهيلاري نفسها – وبضربة ساحر – بالتحدث بنفس اللغة (نسيَ أحدٌ ما أن يبلغ رايس). وقرر البيت الأبيض "دراسة" الاقتراح. نوعاً ما. لأن التوقعات ليست كبيرة إلى ذلك الحد. كما أن الدفع باتجاه الحرب في الكونغرس سوف يستمر. لم يكن بمقدور حشاشي "بيلتوي" الكبار أن يتابعوا, في الوقت الزمني الحقيقي, "سياسة" إدارة أوباما المتغيرة أبداً. هذا هو الوضع (من الناحية النظرية). "الأسد مسؤول عن الهجوم الكيماوي." الترجمة: هو لم يأمر بالهجوم, بشكل مباشر (لا أحد يملك ذرة عقل, باستثناء محافظي "عودة الموتى" الجدد, يصدق "الأدلة" التي قدمها البيت الأبيض). ولكن مع ذلك فهو "مسؤول". وحتى لو أن "جبهة النصرة" هي من قام بالهجوم – بواسطة سارين المطبخ المستورد من العراق, كما اقترحت في مقالة سابقة – فإن الأسد لا يزال "مسؤولاً. في مقابلته التلفزيونية يوم الإثنين, سارعَ أوباما – المتشبث بطوق النجاة – إلى سرقة مبادرة لافروف, قائلاً إنه "ناقش" الرؤية العريضة لما أعلنته روسيا مع بوتين في قمة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي. لكن موسكو لم تؤكد ذلك. قال أوباما لمحطة "سي إن إن" إن هذه "فكرة إيجابية من حيث المبدأ". وقد أكد أن هذا كله قد حصل ليس لأن "بائع الحرب" الذي كلفه ارتكب زلة لسان, وإنما بسبب "تهديد عسكري محتمل". أما على محطة "إن بي سي", فقد انكبَ على الترويج لما وصفه كيري بأنه هجوم "صغير جداً"؛ بمقدور الولايات المتحدة "أن تضربَ دون التحريض على أي هجوم معاكس". لكنه اعترف لمحطة "سي إن إن" بأن "فكرة أن الأسد قادر على تهديد الولايات المتحدة ليست صحيحة". ما هي الحاجة إذاً لهذه الضربة "الصغيرة جداً"؟ هذا سؤال ميتافيزيقي محير بالنسبة إلى الصحافة الأمريكية. لديك الحق في أن تبقى ... قيدَ التفتيش والآن إلى النسخة المنقحة. الكل يعرف ما حدث لصدام حسين والعقيد القذافي بعد أن قاما بتسليم أسلحة الردع لديهما. إذا افترضنا أن واشنطن ودمشق قبلتا اقتراح لافروف, يمكن لهذا أن يتحول بسهولة إلى نظام تفتيش قاسٍ على النمط العراقي. فعلى الأقل من الناحية النظرية, لن تقوم القوات الجوية الأمريكية بالهجوم على مفتشي الأمم المتحدة في مواقع الأسلحة الكيماوية السورية. أما بالنسبة إلى المزاعم الملفقة, فلا تقللوا من أهمية الجيوب المليئة للأمير السعودي بندر بن سلطان – الملقب "بندر بوش". إضافة إلى ذلك, باعتبار أن واشنطن لن تتخلى عن أجندتها الحقيقية – تغيير النظام – هناك إمكانية إعادة تمثيل أوباما بيده الإمبراطورية بهدف "الإشراف" على تسليم الأسلحة الكيماوية و "معاقبة" أي مخالفة من قبل دمشق, سواء كانت فعلية أم غير ذلك, عبر الجواسيس المعتادين الذين يتم تسريبهم إلى آلية المفتشين. أي على نمط: "إن تذمرتم قصفناكم". لكن النقطة المفتاحية في هذا كله هو أن الأسلحة الكيماوية, بالنسبة إلى دمشق, مجرد تفصيل ليس إلا – فهي عديمة الفائدة في الميدان. المهم في الأمر هو الجيش العربي السوري المكون من 250,000 مقاتل, بالإضافة إلى الدعم المقدم من إيران وخاصة روسيا – مثل أنظمة صواريخ"ياخونت" أو صواريخ "إس-300" (وحتى "إس-400). إن تدمير الأسلحة – في حال موافقة دمشق – هو اقتراح طويل الأمد, يمكن أن يدومَ سنوات؛ فحتى روسيا والولايات المتحدة لم تدمرا أسلحتهما الكيماوية. وفي ذلك الوقت, من المحتمل أن تتم هزيمة عصابات الجيش السوري "غير الحر" بشكل كامل. من المحتمل أن أوباما قد قرأ الكتابة على الحائط (الدموي)؛ انسَ موضوعَ إقناع الكونغرس الأمريكي بضرب دمشق مع وجود حلٍ دبلوماسي حقيقي على الطاولة. ولكن لا شيء يتغير على المدى الطويل. فأولئك الذين يدفعون الأموال أو يهللون على الخطوط الجانبية لهذه العملية – من بندر بوش إلى تل أبيب – يريدون تحطيم دمشق بأية وسيلة ممكنة, وذلك لمصلحة إسرائيل من حيث التوازن الاستراتيجي, ولمصلحة آل سعود من حيث عزل إيران في الشرق الأوسط. لذلك فإن حركة لافروف الشطرنجية ليست "كش ملك"؛ إنها حركة "افتتاحية" تهدف إلى منع الولايات المتحدة من أن تصبحَ بمثابة القوة الجوية للقاعدة, الآن على الأقل. ومن ثم يتحول المأزق إلى طاولة المفاوضات – التي ستشمل عمليات التفتيش على الأسلحة الكيماوية. ليس مستغرباً أن المجانين والجهاديين المسلحين من قبل الغرب والموجودين على الأرض في سوريا لا يطيقون ما يحصل. فالذي يحصل الآن ليس سوى دليل دامغ على عمليات التلفيق والفبركة والكذب الطافية على السطح. تلقى تلفزيون "روسيا اليوم" معلومات تشير إلى احتمال تخطيط "المتمردين" لعملية هجوم كبيرة على إسرائيل تنطلق من المواقع التي تسيطر عليها قوات الأسد. ("مصادر ‘روسيا اليوم’: المتمردون السوريون يخططون لشن هجوم كيماوي على إسرائيل من مواقع تسيطر عليها قوات الأسد", "روسيا اليوم", 9 أيلول/سبتمبر 2013) ثم هناك إطلاق سراح الرهينتين السابقين الذين تم احتجازهما لأشهر من قبل "المتمردين" في ظروف مروعة: دومينيكو كويريكو, مراسل "لا ستامبا", والمؤرخ البلجيكي بيير بيتشيني. ... تحدثت إلى صديق يعمل في صحيفة "لا ستامبا" تكلم مباشرة مع كويريكو. وقد أكد أن كويريكو و بيتشيني سمعا محادثة على "سكايب" بين "متمرد" يتحدث بلغة إنكليزية رديئة, فدم نفسَه بصفته "جنرالاً في الجيش السوري الحر", وشخص آخر يتحدث لغة إنكليزية ممتازة على الطرف الآخر من الخط. بدا واضحاً من المكالمة أن حكومة الأسد ليست مسؤولة عن الهجوم بالغاز في الغوطة. إن كويريكو يعترف تماماً بما قاله بيتشيني للتلفزيون البلجيكي. من الممكن ألا يكون هذا دليلاً كاملاً؛ ولكن من حيث الدلائل, فإنه بالتأكيد يثبت زيف المعلومات الاستخبارية التي تلقاها البيت الأبيض من الإسرائيليين.
على النقيض من بيتشيني, ليس بمقدور كويريكو أن يبوحَ بكامل القصة الحقيقية؛ هذا لأن صحيفة "لا ستامبا" – التي تملكها عائلة آنجيللي المقربة جداً من هنري كيسنجر – تدعم "المتمردين" بشكل كبير. وهذه ترجمة لما قاله بيتشيني: "إن الواجبَ الأخلاقي يستدعي منا, أنا و دومينيكو, أن نقول إن حكومة بشار الأسد ليست هي المسؤولة عن استخدام غاز السارين, أو أي غاز أعصاب آخر, في الحي الدمشقي في الغوطة. نحن متأكدان من ذلك, عن طريق محادثة حصل وسمعناها, على الرغم من الحزن الذي يعتريني؛ فأنا أدعم الجيش السوري الحر بشراسة وأساند صراعه العادل من أجل الديمقراطية. وليس هناك داعٍ للقول إن الإعلام الأمريكي الرسمي لا يأتي على ذكر أي من هذه الأخبار." ويستمر التلفيق والكذب. سوف يتوجه أوباما إلى الرأي العام الأمريكي مساء الثلاثاء. ولا تتوقعون منه أن يعلن التواءً آخر من التواءات "عقيدة أوباما" – تجريم الدكتاتوريين "الأشرار" الذين يستخدمون "العامل أورانج", والنابالم,والفوسفور الأبيض, واليورانيوم المنضب ضد الشعوب الأخرى.
إيشا تايمز – ترجمة الجمل | |
|