قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عبر مقال لها أن "الجيش الحر" يستخدم المراهقين في مخيم الزعتري كوقود لمعاركه في سوريا، وخاصة بعد خسائره الأخيرة.
تقول الصحيفة أن محمد حمد، أحد لاجئي مخيم الزعتري البالغ من العمر 16 عاما، قرر الرجوع إلى سوريا من أجل الانضمام في صفوف "الجيس الحر"، هو واحد من 200 مجند جديد استقلوا الباصات عائدين إلى سوريا من أجل الانخراط في صفوف المعارضة، والأهم من ذلك أن نصف العدد هو من "القاصرين".
يوضح محمد للصحيفة "واجب علي أن أقاتل في سبيل الله من أجل استرجاع البلد من أيدي قوات الحكومة، إذا لم يحمل جيلنا السلاح، فستضيع الثورة".
وترى الصحيفة أن "تدفق المقاتلين سيساعد الجيش الحر على سد الثغرات في صفوفه خصوصا بعد سلسلة الاخفاقات التي مني بها".
أما منظمة الأمم المتحدة فتتحدث عن ازدياد عمليات تجنيد قاصرين في مخيم الزعتري من قبل مجموعات مسلحة، حيث لا تمنع هذه المجموعات من هو دون الـ 17 سنة من الانضمام لها".
ويقول أندرو هاربر، ممثل وكالة الأمم المتحدة في الأردن، أن القلق يزداد بسبب تقارير تتحدث عن جماعات تحاول جعل مخيم الزعتري مركزا للتجنيد، و يكمل"سنحاول جهدنا كي لا يصبح المخيم مخيما عسكريا".
أبو ضياء الحوراني، أحد متزعمي الكتائب في "الجيش الحر"، يقول أن سوريين في عمر 15 سنة يخدمون في وحدته التي تتألف من 800 مقاتل، وأن المعدل الوسطي لعمر مقاتلي وحدته قد أصبح 19 سنة، بعد أن كان سابقا 25 سنة، معتبرا "أنه من الطبيعي أن يحمل الجيل الجديد السلاح".
أما أيمن الحريري، عضو في "الائتلاف الوطني"، فيقول "من نحن لنحكم أنهم لا يستطيعون القتال إذا استطاعوا حمله وكانت لديهم إرادة للقتال ".
وتضيف الصحيفة أن عائلات "المقاتلين القاصرين" تحظى بميزات من "الجيش الحر"، بدءا من رواتب وأولوية استلام الطعام والمساعدات المالية، الأمر الذي أثر على قرار العديد من العائلات في إرسال أولادها للقتال، كما يرى بعض مسؤولو المخيم.
أم ماجد الحمصاني، 45 سنة، تقول أنها سمحت لابنها، 17 عاما واسمه أحمد، أن يعود إلى سوريا من أجل القتال، خصوصا أن "من جندوا ابنها وافقوا على تأمين مقطورة مفروشة ذات تكييف كامل للعائلة".
ويقول مسؤولون في "الجيش الحر" للصحيفة أن قرب موقع مخيم الزعتري من مناطق القتال في سوريا جعله أكبر مزود "للكتائب التي تعاني نقصا، والذي يقدر وسطيا بـ 50 مقاتلا في الأسبوع الواحد".
وتختم الصحيفة أن كل من ممثلي "الجيش الحر" و "الإئتلاف الوطني"، يستقبلون يوميا صفا من مراهقي الزعتري أمام مقطورتهم لتسجيل الأسماء من أجل الانضمام للقتال، يُرفض العديد من المراهقين بسبب ضعفهم أو صغر عمرهم أو عدم لياقتهم للقتال، لكن المراهقين لا يزالون مصممين على الانضمام للقتال. |