دام برس:
قال "تشارلز لستر"، الخبير في شؤون الارهاب والتمرد، "اذا استمرت الأوضاع كما هي فان النظام السوري سيحظى بميزات عديدة في أية مفاوضات،ولو توقف الأمر على ما هو عليه الآن، فانه من الواضح أن المعارضة لن تمثل تهديدا وجوديا لنظام الأسد".
حيث بدأت القوات الموالية للرئيس بشار الاسد بتحويل مجرى الحرب في البلاد،وذلك بفضل استراتيجية جديدة بدعم من ايران وروسيا ومساعدة مقاتلين من حزب الله في لبنان، وفق صحيفة الواشنطن بوست.
وتوضح صحيفة واشنطن بوست أنه ورغم أن هذه المكاسب لم تفض الى اختراق حاسم بمسار الحرب، الا أنها أحدثت تقدما للحكومة في أماكن ذات أهمية استراتيجية. وأضافت أن هذه المكاسب -إذا تم الحفاظ عليها- ستجعل الحكومةهي الطرف الأقوى في أي مفوضات يتم اجراؤها.
واشارت الصحيفة الى ان الحرب التي ازدادت عنفا خلال السنة الماضية، قد تجذب لاعبين اقليميين واحداث ليست في الحسبان، كالتفجيرات التي اودت بحياة 40شخصا على الاقل في بلدة تقع على الحدود التركية والغارات الجوية الاسرائيليةعلى دمشق نهاية الاسبوع الماضي اضافة الى القرارات من قبل القوى الخارجية لتسليح المتمردين مما قد يغير موازين اللعبة.
ووفق المحللين فانه لا يوجد شكوك كثيرة في أن الكفة تميل لصالح "الأسد"الآن، الأمر الذي ربما يضعه في موقع قوي لفرض الشروط لو حدثت المفاوضات مع المعارضة التي وافقت الادارة الأميركية وروسيا الأسبوع الماضي على رعايتها.
واوضحت صحيفة أن المحللين الموالين للأسد يرجعون الفضل في هذا التغير الىاعادة الهيكلة الكبرى التي تمت في القوات الحكومية قد تم تجهيزها بشكل أفضل للسيطرة على المعارضة، بحيث ان صفوف الجيش السوري النظامي، التي سادها حالة من الضجر ، تم تضخيمها بنشر أكثر من 60 ألف من عناصر غير نظامية تمتدريبها جزئيا.
ويشير سالم زهران، وهو صحافي يجتمع بشكل دوري مع قادة سوريين ان 70%من افراد الجيش هم من السنة، مضيفة ان قوة الدفاع الوطني تتكون من الناس الذين يؤمنون بالنظام السوري.
واعتبرت الصحيفة ان النظام سيتمكن من استغلال التفوق التقليدي لاستعراض قوته في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة الثوار،
استراتيجية جديدة للاسد
في الضواحي الشرقية من دمشق التي تشهد تنافسا كبيرا، وتحديدا في احدى المناطق التي تحقق فيها قوات الجيش النظامي تقدما على الأرض، يقول مقاتلون في الجيش السوري الحر الذي يعاني قلة التنظيم، ان دمج المقاتلين في صفوف الجيش التقليدي عزز حجم القوة البشرية لجيش النظام بمقدار الثلث،ويشير الثوار الى أنه، على الرغم من احتفاظ المقاتلين بغالبية المعاقل التي تمكنوامن السيطرة عليها، خلال العام الماضي، فان القوات الموالية للأسد كثفت الهجمات عليهم، وعزلتهم عن بقية كتائب الحر، وقطعت طرق الامداد، حتى تستنفدالوحدات الذخيرة، ويغلب عليهم الاحباط.
وفي هذا السياق يقول زين الدين الشامي أحد مقاتلي السوري الحر: "اننا قلقون بشأن مستقبلنا. نحن نواجه كل أنوع الأسلحة ولا يمكننا الدفاع عن أنفسنا. نحن بحاجة الى دعم واسع النطاق".
ولعل كان العامل الأبرز وراء هذه التقدم تعديل قوات النظام نهجها تجاه الحرب،فبدلا من الانتشار الضعيف لقواتها في محاولة للقتال على عدة جبهات في البلاد،ركز النظام على ما سماه بعض "المحاور"، التي تشكل أهمية خاصة في سيطرته على ميزان القوة، بحسب سوريين وعسكريين على دراية بهذه الاستراتيجية.
وتشمل هذه المحاور ضواحي دمشق وشريط الأرض الذي يمتد من الموانئ الساحلية للاذقية وطرطوس، شمال غربي العاصمة، والمدن الرئيسة في البلاد، التي تشكل أهم مسارات الدعم بالنسبة لها.
وبالعودة الى زهران فقد شدد على أن التركيز الجديد لا يمثل مؤشرا على نيةالجيش السوري النظامي بتحرير مناطق واسعة في الشمال والشرق الهدف الرئيس لقوات النظام الآن هو تأمين المركز ثم الأطراف لاستعادة باقي البلاد،محافظة تلو الأخرى.
واوضحت الصحيفة ان نجاح هذه الاستراتيجية يتوقف على محافظة حمص، حيث حمل المسلحون السلاح للمرة الأولى ويتدفق مقاتلو حزب الله، فالسيطرة على حمص التي تتقاطع مع 5 محافظات سوريا أخرى و3 دول ستكون نقطة انطلاق لاستعادةالسيطرة على الشمال والشرق في الوقت الذي ستحرم فيه قوات الثوار من امدادات السلاح المقبل من لبنان والعراق والأردن، ووفق ما يقوله زهران فان "حمص هي الجزء الحيوي".
دور حزب الله
لم يعد حزب الله يخفي تورطه في الحرب الدائرة في سوريا، حتى ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اعرب عن ثقته العالية وارتياحه الكبير وتقديره لحزب الله الذي وفق رأيه على استعداد لتقديم الدعم اللازم للقوات الموالية للاسد.
وربط نصرالله تدخل حزب الله في الحرب السورية بالكفاح من اجل بقاء الشيعة في المنطقة باسرها خاصة في ظل المد المتصاعد للتطرف السني، وبحسب المحلل السياسي محمد عبيد فان الضربات الجوية الاسرائيلية ساهمت في جعل حزب الله يبرر مشاركته في الصراع السوري على اعتبار ان القتال في سوريا هو امتدادللحرب ضد اسرائيل، اذ انه بعد الغارات الاسرائيلية بات بامكان حزب الله ان يقول علنا انه يقاتل اسرائيل في سوريا.