سورية: مؤتمر "جنيف ــ 2" إلى تأجيل جديد.. علّ بندر ينجح حيث أخفق الآخرون .

سورية: مؤتمر "جنيف ــ 2" إلى تأجيل جديد.. علّ بندر ينجح حيث أخفق الآخرون .

لافت كان تصريح نائب وزير الخارجية الروسية غينا دي غاتيلوف أن مؤتمر "جنيف–2" حول التسوية للأزمة السورية قد يُعقد بعد شهر أيلول المقبل.

إذا أكد هذا المسؤول الروسي أن موسكو مع عقد هذا المؤتمر بأسرع ما يمكن، فإن ذلك يعني أن الطرف الآخر، أي واشنطن، ليست في هذا الصدد، وبالتالي فإن سورية: مؤتمر "جنيف ــ 2" إلى تأجيل جديد.. علّ بندر ينجح حيث أخفق الآخرون . Oi8vd3d3LnN5cmlhbm93LnN5L2FyY2hpdmUvZG9jcy9JbWFnZS8zXzEyNC5qcGc%3D

سورية: مؤتمر "جنيف ــ 2" إلى تأجيل جديد.. علّ بندر ينجح حيث أخفق الآخرون . Oi8vd3d3LnN5cmlhbm93LnN5L2FyY2hpdmUvZG9jcy9JbWFnZS8zXzEyNC5qcGc%3D

لديها وكل حلف أعداء سورية ما يراهنون عليه لمواجهة الدولة الوطنية السورية، وتحقيق أي انتصار عليها، خصوصاً بعد أن تقدم الدور السعودي إلى الواجهة لقيادة الحرب على بلاد الشام كلها، وليس على دولة سورية وحدها، وتحديداً بعد أن وصلت القيادة القطرية – التركية لهذه الحرب إلى الجدار السميك، ما جعل "القرون الحامية"، وهي نظرية فيليب حبيب خلال حرب فيتنام، تتحطم على صخرة الصمود السوري، كما تحطمت القرون الأميركية عام 1973 على صخرة صمود فيتينام وهانوي، فتراجع القطري إلى الخلف عبر عملية التغيير في السلطة، واهتزاز حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا على وقع تحركات ميدان تقسيم، واندحار "الإخوان" على وقع قبضات عشرات الملايين في ميادين وساحات مصر.

تقدّم الدور السعودي إذن بقيادة الأمير الأسمر الغامق المائل للزرقة بندر بن سلطان، الذي اشترط على الأميركيين و"الإسرائيليين" الإطاحة بـ"الحمديْن"، واختيار بندر يعني عودة إلى اختيار رئيس الـ"سي. أي. أيه" السابق دايفيد مويس، الذي ترك الوكالة الاستخبراتية بسبب فضائحه الجنسية، وهو الذي سبق له أن وضع منذ أن كان قائداً للقوات الأميركية في المنطقة الوسطى مع بندر بن سلطان خطة استعمال التكفيريين على نطاق واسع في العراق، وتسهيل وصولهم إلى دول الجوار العراقي، خصوصاً إلى سورية، ولهذا ما أن اعتمد الأمير السعودي الأسمر المائل للزرقة حتى بدأ عمله "الحربي" في كل الاتجاهات:

أولاً: في الحشد ودق النفير من أجل معركة حلب والسيطرة عليها، وجعلها رأس الحربة في مشروع السيطرة على سورية، أو شرذمتها وتفتيتها.. حسابات حقل مخططاتهم لم تتوافق مع حصيلة بيادر الميدان، رغم كل الزعيق والتهليل للسيطرة على مطار منغ، الذي كلّف المجموعات المسلحة أكثر من 1800 قتيل، بينهم المئات من جنسيات غير سورية، ومضى شهر رمضان المبارك ولم تستطع المجموعات المسلحة، بمن فيها القوقازية والشيشانية والأفغانية، وإنكليز وفرنسيون وجنسيات عربية وغربية، أن تحقق بعض آمال الأمير السعودي الأسمر، وضاعت "نشوة" مطار منّغ مع ما كسبوه من خان العسل، وخسروا أضعاف أضعافه في حلب وإدلب ودير الزور واللاذقية ودمشق ودرعا وأريافها، من دون أن نهمل سيطرة الجيش العربي السوري على مواقع وأماكن استراتيجية هامة، مثل السيطرة على عاصمة جبل الزاوية، ومدينة أريحا، حيث خرج الناس إلى الشوارع في أوسع عملية تأييد للجيش السوري.

ثانياً: في مشروع بندر بن سلطان في الحرب على سورية توسيع رقعة الحرب، وجعلها تمتد إلى دول الجوار، ولهذا كانت سلسلة الأعمال الانتحارية الإجرامية اليومية الواسعة في العراق، التي لم تحصد سوى الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ والعمال والموظفين.

وكانت أيضاً الإرباكات على الساحة اللبنانية، من خلال أحمد الأسير والحركات والتحركات المتطرفة في البقاعين الشمالي (عرسال) والغربي والأوسط (التفجيرات في مجدل عنجر وعلى أوتوستراد زحلة)، والتي ترافقت مع تحركات للعدو الصهيوني على الشريط عند الحدود الجنوبية، بعد استفزازات منطقة الوزاني، والتي جاءها الرد المناسب من خلال التفجير الذي حصل في منطقة اللبّونة، حينما تسللت دورية صهيونية نحو 400 متر في الأراضي اللبنانية الحدودية.

ثالثاً وهنا لا نغفل تفجير بئر العبد الذي يذكر بتفجير 1985: ترافقت الخطة "البندرية" بحركة واسعة نحو الغرب والشرق الأوروبييْن؛ نحو الغرب لتنشيط العدوان على سورية، ونحو الشرق لتقديم الإغراءات لموسكو، من أجل الكف أو تخفيف الدعم لدمشق، وإذا كان الكرملين قد نفى تقديم بندر الإغراءات، فإن في ذلك بعضاً من الحقيقة، فبوتين تعاطى مع عرض الأمير الأسمر باللامبالاة وعدم الاهتمام، وكأنه لم يسمعه، لأن استيراد السعودية لأسلحة بقيمة 15 مليار دولار لا تساوي شيئاً أمام السطوة الأميركية التي تفرض تسلّحاً سنوياً على مملكة الذهب الأسود لا يقل عن 50 مليار دولار سنوياً، إضافة إلى صفقات السلاح المفروضة فرضاً على الرياض أيضاً من الدول الغربية، والتي لا تقل عن المبلغ المفروض أميركياً.

وكما تفيد المعلومات من زيارات ولقاءات الأمير السعودي، فإنه عاد من جولاته الغربية بخُفيّ حنين، وكل ما كسبه هو تسهيل سفر آلاف مما يسمى "الجهاديين"، بالتعاون مع عبد الله الثاني عاهل الأردن، ورجب طيب أردوغان حاكم تركيا، فكان أن ارتفع في هذه الفترة منسوب المجازر والإجرام الذي يندى له جبين الإنسانية.

رابعاً: يؤكد المراقبون أن قرار الاتحاد الأوروبي ضد حزب الله، والذي كان أحد أسبابه حسب المزاعم الأوروبية دخول مقاتلين منه إلى سورية، والذي ترافق مع استنفار لكل وسائل الإعلام العربية والخليجية واللبنانية والواجهات السياسية المموَّلة سعودياً ضد المقاومة، لم ولن يزحزح حزب الله وكل قوى المقاومة والممانعة عن موقفها الحاسم والحازم بأن انتصار الدولة الوطنية السورية هو انتصار لكل حلف المقاومة على الحلف الرجعي - الصهيوني بقيادة الولايات المتحدة.

ثمة حقيقة أخيراً، أنه إذا كانت الكلمة حسب الخطة "البندرية" - الأميركية هي للأدمغة القادمة من العصور الحجرية، ولفوّهات البنادق وجهاد "النكاح" الجاهلية، فإنما هم يشرعون ضمائرهم وألسنتهم وشاشاتهم وجيوبهم أيضاً لكل الغثيان من أجل أن تلفظ بلاد الشام – وروحها سورية – أنفاسها، فتتشظى إرباً إرباً، أو تتلاشى، فإن من حكم التاريخ من يحدثنا دائماً أن كل الغزاة والبرابرة زالوا.. وبقيت سورية قلب العالم وروحه..

أحمد زين الدين- الثبات
...

» فرنسا تسعى لمد حبل النجاة للمعارضة..فابيوس: سورية بلد معرض للتفتت إذا لم يعقد مؤتمر جنيف 2 ولم ينجح ... نضال حمادة
» بندر بن سلطان يسعى لخربطة مؤتمر جنيف
» تفجير الوضع اللبناني ورقة بندر لتأجيل مؤتمر جنيف 2
» أربع نقاط سيبحثها جنيف 2.. فهل ينجح ؟
» سعود الفيصل: من الضروري أن يحقق مؤتمر جنيف 2 وقفا لاطلاق النار في سورية