سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: لهذا السبب الصغير سقط الحل السياسي للأزمة السورية الجمعة أغسطس 09, 2013 6:05 am | |
|
لهذا السبب الصغير سقط الحل السياسي للأزمة السورية
[rtl]إتهم الغرب روسيا سابقاً بأنها تدافع عن مصالحها في سورية, وقال بوتين في تلك الأيام: الغرب هو من له مصالح في سورية ولا مصالح لروسيا في سورية, وبعد عامين على الأزمة السورية لاتزال الأسواق السورية تعج بالبضائع الأمريكية والآوروبية وخالية من المنتجات الروسية, وحتى في السلاح قسم كبير من السلاح الروسي يتم شرائه من الصين التي تملك تراخيص لصنع بعض أنواعه, ولازالت روسيا على ذات الموقف المبدئي, وبل أكثر من ذلك رفضت رفضاً قاطعا التدخل الأمريكي في الشؤون السورية الصغيرة, حيث أن مصادر مطلعه على المحادثات الأمريكية الروسية أفادت بأن وزير الخارجية الأمريكي أثناء مفاوضاته مع وزير الخارجية الروسي في أيار الماضي تنازل عن كل المطالب الأمريكية ووافق على حل سياسي بشرط وحيد وهو “حصول المعارضة على مناصب مهمة في الحكومة السورية”, فكان جواب الوزير الروسي:” لنبقى دول كبرى ولا ندخل بالتفاصيل الصغيرة, دع السوريين يقررون مصيرهم”, فكان جواب كيري “معك حق”, والوزير الأمريكي كان يقصد بكلمة (معك حق) بأنه لن يتدخل لمنع دخول السلاح والمسلحين الى سورية من أدواته الإقليميين, وبالتالي قصد بأنه لن يتدخل وليبقى القتال قائماً في سورية وبعبارة أخرى سيصب الزيت على النار عبر أدواته في تركيا وقطر والسعودية, ولكن الطلب الأمريكي لم يلغي مؤتمر جنيف2, وما أن ترك كيري المقاتلين يقاتلون في سورية, حتى قام الجيش العربي السوري وبعملية خاطفة بتحرير مدينة القصير آخر قلاع المشروع الأمريكي لتقسيم سورية جغرافياً وليس ديموغرافياً, ليجن جنون الأمريكي ويتم تأجيل جنيف2 الى شهر آب, في حين بدأ شهر آب ولم يتم تحديد موعد للمؤتمر, وأكثر التوقعات تفائلاً, أن يعقد بداية الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة, وأكثر من ذلك الرئيس السوري أكد أن مفتاح الأزمة السورية بيد السوريين, ومعارضة الخارج أدوات لا يعول عليها, لترد الخارجية الأمريكية بأن خطاب الأسد هو رفض لنتائج مؤتمر جنيف أي رفض لوصول عملاء واشنطن الى مناصب هامة في الدولة, وهي النظرة الأمريكية لمؤتمر جنيف2.[/rtl]
[rtl]الطلب الأمريكي الصغير أمريكيا والكبير جداً على السوريين بضمانات وصول معارضين الى مناصب حكومية رفيعه, ودون إنتخابات, ودون لعبة ديمقراطية, ربما كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير, فمنذ ذلك اللقاء والتصعيد سيد الموقف, وليس فقط في سورية بل التصعيد أصبح بين الدول العظمى, حيث أن روسيا كشفت لأول مرة أنها تصنع أكبر منظومة ليزرية في العالم, في حين لوحت واشنطن بخرق التوازن العسكري في الكوريتيين عبر توريد صواريخ جو جو متطورة, بينما موسكو كشفت عبر زيارة إسطولها البحري الى كوبا عن تحسن العلاقات الروسية الكوبية في إستنذكار لأزمة الصواريخ النووية, هذا وبدأت حملة إستفزازات للإدارة الأمريكية كان آخرها منح الفار من جهاز الإستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن حق اللجوء لمدة عام في روسيا في أكبر تصعيد روسي يعكس مدى الإحباط الروسي من المراوغة الأمريكية, لترتبك واشنطن ولا تجد رد على القرار الروسي سوى بإلغاء لقاء بوتين أوباما المرتقب.[/rtl]
[rtl]ورغم أن هناك لقاءات أمريكية روسية يوم غد يقودها رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف, فإن تقديرات المقربين من دوائر القرار في روسيا لا تدعو الى التفائل بشأن الوصول الى موعد لمؤتمر جنيف2, رغم التغيرات المتفائلة في الموقف الأمريكي تجاه الملف السوري قبل أزمة سنودن, فيما القيادة السياسية في سورية من الواضح بأنها حسمت أمرها الى تفعيل تجربة الدفاع الوطني التي نجحت تماماً في حمص على مستوى كل سورية حيث لازالت تعاني بعض الثغرات في بعض المحافظات, وهذا ما أكده الرئيس السوري حين أكد أن الحل في سورية سيكون عبر الحرب الشعبية في إشارة لقوات الدفاع الوطني, بينما ثبات الموقف الروسي المبدئي يتعدى الثبات السياسي وظهر ذلك في تصريح قائد قوات الإنزال الروسية بأن قواته جاهزة للتدخل في أي مكان في العالم دون أن يستثني سورية.[/rtl]
[rtl]ومع غياب أي تفائل بحل سياسي خارجي, وإستمرار واشنطن بقيادة الحرب ضد سورية, وترك الميدان يفرض نفسه تشير التقارير الى أن سورية ذاهبة في معارك الحسم على غرار ما حدث في حمص, وكل المعارك الجانبية والإنتصارات الوهمية التي تحاول العصابات خلقها فإن قوات الجيش العربي السوري تسير على قدم وساق في عملية قلع شوكنا بيدنا, ورغم وجود بقايا عصابات في بعض مناطق حمص الا أن الوضع الإجمالي والإستراتيجي يشير الى وصول حمص الى بر الأمان تماماً, في حين أن ريف دمشق ما أنجز أقل مما تبقى بكثير, والتحضير قائم لمعركة تحرير وتطهير حلب, ورغن التصعيد الإرهابي الكبير داخل سورية الوضع يشير الى إمكانية الحسم في الميدان وفرض أمر واقع, بينما في الخارج القوى العظمى مقسومة حيث أن روسيا ترى أن أي حوار جاد مع الأمريكي يتطلب مبادرة حسن نية بوقف إرسال السلاح والمسلحين الى سورية, بينما الأمريكي يربط كل الملفات بأمن الكيان الصهيوني وما طلبه الوزير كيري من لافروف بأن يحصل المعارضين السوريين على مناصب في سورية ليس سوى تعبير عن القلق الصهيوني من إنتصار سورية, وبالتالي في الخارج ما بين الطرح الروسي سورية أولاً, والطرح الأمريكي إسرائيل أولاً أصبح الحل في الميدان كما أكد الرئيس السوري الذي لم يغلق كل الأبواب شرط الحفاظ على السيادة السورية.[/rtl]
[rtl]وتعقد الوضع السياسي إنعكس إرتباكاً على على إدارة الملف من قبل الأمريكيين, وبالطبع الإرتباك ليس لجهة تسليح المعارضة فهذا الملف ليس سوى لعبة أمريكية لمنح المقاتلين أمل بوصول اسلحة متطورة لأيديهم كي يستمر القتال, ولكن الإرتباك هو عبر قيام الإدارة الأمريكية بدفع العصابات الى الكشف عن أوراق على الأرض تبين أنها أوراق خاسرة وعوضاً عن تقوية الموقف الأمريكي أضعفته, وإستمرار واشنطن بالسير في ملف الأوراق البديلة من المؤكد سيدفع سورية الى الكشف عن المفاجئات القادمة, لان من يبدأ الحرب هو من يتلقى الضربة الأخيرة.[/rtl]
[rtl]بانوراما الشرق الأوسط[/rtl]
| |
|