خدم إسرائيل في الخليج ولبنان – غالب قنديل

كشفت الوقائع الإسرائيلية التي وضعت في التداول يوم أمس حقيقة معروفة لكل ذي بصيرة وهي أن إسرائيل بمخابراتها وبمجموعات الضغط التابعة للحركة الصهيونية في اوروبا وبجهاز ما يدعى وزارة الخارجية في تل أبيب تقف وراء التحضيرات و النصوص واللوائح والتقارير والضغوط التي أفضت إلى قرار الاتحاد الأوروبي ضد حزب الله .

أولا ليس الهدف الصهيوني من عرض تفاصيل التحركات والمراسلات والضغوط التي مارسها الكيان الصهيوني وصولا إلى ذلك القرار مجرد التباهي السياسي والإعلامي بل إن الغاية الأكيدة هي كشف جميع المتعاونين مع إسرائيل في هذا التحرك وقطع الطرق على تراجعهم أو تنصلهم من مسؤولية تنفيذ الطلبات الصهيونية والعمل بها وهذا تقليد في التعامل الصهيوني مع العملاء والخدم الذين ينشطون في ركاب مخططات إسرائيل ويحاولون إبقاء أنشطتهم في الخفاء فما يهم إسرائيل هو ترسيخ وقائع العلاقة بها والانصياع لطلباتها وقطع طرق التراجع على المتورطين في خدمتها وإبقاؤهم تحت السيطرة والابتزاز لتحقيق المزيد وقد أراد نتنياهو ان يقول عبر دعوته للاحتفال إن كل من رحب بالقرار وساهم فيه هو خادم لإسرائيل ولعله لم يجانب الحقيقة في ذلك أبدا.

ثانيا تلتقي على أولوية استهداف حزب الله جميع حكومات الخليج التي اخترعت قبل القرار الأوروبي وبالتعليمات الأميركية وبالرغبات الإسرائيلية لائحة إرهاب في مجلس التعاون لتدرج الحزب عليها بينما تجعل المملكة السعودية من استهداف حزب الله وعزله سياسيا عبر منع مشاركته في الحكومة المنوي تشكيلها ، محور ما سمي بتسلمها الملف اللبناني منذ التكليف الشهير للرئيس تمام سلام بواسطة النائب وليد جنبلاط وقبله عبر الاستقالة المعلومة للرئيس نجيب ميقاتي في حصيلة ضغوط و شروط وتعهدات .

يتضح لكل ذي عقل من هذه الوقائع أن حكومات الخليج وحكومة المملكة السعودية هم في طابور خدم إسرائيل بدون أي مواربة من خلال العمل على الأولويات الإسرائيلية وثمة دور لتلك الحكومات في استصدار القرار الأوروبي وقد تداولت التقارير الصحافية معلومات عن دور مباشر لمدير المخابرات السعودية بندر بن سلطان في هذا القرار خلال زيارته الأخيرة لباريس وعبر اتصالاته بحكومات اوروبية عديدة وثمة تقارير تحدثت عن رشى مالية سعودية خلف جميع القرارات الأوروربية الأخيرة الموجهة ضد سوريا وحزب الله من العقوبات على المؤسسات الإعلامية وصولا إلى العقوبات ضد بعض الشخصيات وانتهاء بالقرار الأوروبي الموجه ضد حزب الله.

ثالثا طابور المحرضين على حزب الله و المتبرعين بتقديم لوائح المتعاطفين معه من اللبنانيين في الخارج لمحاصرة الحزب وللضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة اجتماعيا عبر العقوبات المالية والمصرفية العابرة للقارات وممارسة الترهيب ضد اللبنانيين لفك ارتباطهم بالمقاومة ولو معنويا يضم زعماء تيار المستقبل وقوى 14 آذار عموما وارتباط هؤلاء الوثيق بالمخابرات الخليجية والغربية غني عن البيان ومعروف جيدا وهم يعملون بإمرة السفارات و القناصل ودوائر الاستخبارات وقد قدموا الدليل القاطع عبر ما قاموا به خلال حرب تموز 2006 في مثل هذه الأيام وما تزال بصماتهم على كثير من جرائم العدو في تلك الحرب ولم تطلق في لبنان أي محاسبة على تلك الفصول التي نجا فيها المرتكبون من حاصل أفعالهم التي تفترض المحاسبة و العقاب الشديد في أي بلد يحترم نفسه ويقيم اعتبارا للكرامة الوطنية وللاستقلال والسيادة فالفجور الكبير للخونة و العملاء في لبنان ونجاتهم من القصاص عبر احتمائهم بالعصبيات الطائفية هو علة لبنانية مزمنة لم تجد قوة سياسية وطنية تضع خاتمتها المحتومة التي تطهر البلد من آفة الجواسيس والمأجورين ،خدم إسرائيل المتربعين في أعلى سدد القرار السياسي .

» سوريا ولبنان وقدر المصير – غالب قنديل
» حكام الخليج و لبنان و سورية – غالب قنديل
» أكاذيب عربية لحماية إسرائيل – غالب قنديل
» إسرائيل محور الحرب على سورية - غالب قنديل
» عصابة بندر خادمة إسرائيل – غالب قنديل