إسرائيل محور الحرب على سورية - غالب قنديل

إسرائيل محور الحرب على سورية - غالب قنديل

في بداية الأحداث السورية قبل عامين عمل القادة الصهاينة بالنصيحة الأميركية التي تبلغوها فابتعدوا عن إعلان المواقف و التعليقات التي اعتبر شركاؤهم الأميركيون أنها قد تضر بخطط الحرب على سورية و تحرق أوراق بعض قيادات المعارضة السورية المرتبطة بهم عبر فضح علاقات أولئك المعارضين الوثيقة بإسرائيل و باللوبي الصهيوني الأميركي خصوصا و في عدادهم يساريون و ليبراليون و إسلاميون.
مع تقدم فصول العدوان العالمي المدبر لتدمير الدولة السورية تتلاحق الوقائع التي تجزم بأن إسرائيل هي محور تلك الحرب و بأن الضالعين في العدوان على سورية عربا و أتراكا و أوروبيين و أميركيين هم جميعا مجرد خدم صغار للمصالح و المشاريع الصهيونية في المنطقة .
أولا تتكشف وقائع و أحداث كثيرة عن حقيقة الاشتراك الصهيوني المباشر في الحرب على سورية من اجهزة التجسس المكتشفة أخيرا إلى مسلسل ضرب الأهداف العسكرية التي تنسق المخابرات الصهيونية مع حكومات خليجية لتدميرها بأيدي عصابات الإرهاب و عملاء الناتو على الأرض و صولا إلى الممرات التي يحميها جيش العدو قرب خط الفصل على تخوم الجولان المحتل و يستخدمها الإرهابيون للتنقل و لنقل السلاح و انتهاءا بالغارة الصهيونية الأخيرة التي مهدت لها عصابة ما يسمى بالجيش الحر عبر ضرب الدفاعات الجوية و مواقع الرادار المحيطة بجمرايا .
ثانيا التصريحات الإسرائيلية تضج زهوا و احتفالا بدوام الاستنزاف في سورية و قد اعتبره قادة العدو هدية ثمينة فهم يعتقدون بحق ان سورية مسؤولة عن فشل مخططاتهم في المنطقة منذ سبيعينيات القرن الماضي فالدولة الوطنية السورية سددت الضربات القوية و الصاعقة للصهاينة منذ حرب تشرين و في جميع فصول الصراع العربي الصهيوني كانت الدولة الوطنية السورية هي الجهة التي تقود و تخطط لمنع تصفية قضية فلسطين فعطلت جميع مبادرات التسوية الأميركية الإسرائيلية بذكاء و دهاء و تغلبت على أحلك الظروف و أشد الضغوط و الاختلالات خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و احتضنت سورية جميع القوى و الفصائل المقاومة في لبنان و فلسطين بينما قامت القيادة السورية و بكل شجاعة ببناء منظومة رادعة أفقدت إسرائيل زمام المبادرة العدوانية من خلال معادلة القائد حافظ الأسد التي اهتدى إليها في ثمانينات القرن الماضي بعقله الاستراتيجي الفذ : حروب المقاومة هي استراتيجية القتال الأنسب ضد الكيان الصهيوني والردع الصاروخي العربي يعطل التفوق الجوي الإسرائيلي و هكذا تحولت سورية إلى دولة تنتج الصواريخ و تطورها و تزود بها حركات المقاومة التي قدمت لها دعما غير مشروط .
ثالثا سورية هي الحاضنة للحلف الاستراتيجي مع إيران الثورة و هي القوة الراعية للمقاومة التي أذلت إسرائيل و أطلقت بشائر انهيار أسطورة العدو الذي لا يقهر و نحن لا نورد الوقائع من زاوية ما تثيره من كراهية و احقاد صهيونية بل من زاوية حقيقة الموقع السوري و الدور السوري في تكوين خريف الصهيونية على ارض الشرق و هذا ما تكفلت به سياسات و مبادرات الرئيس الدكتور بشار الأسد و اختبر بقوة منذ العام 2000 مرورا بهزائم إسرائيل و الولايات المتحدة بعد احتلال العراق الذي نفذ أصلا لتعديل التوازنات الكبرى في المنطقة لصالح إسرائيل و لكن شيئا لم يفلح في تبديل الخيارات السورية او في كسر إرادة سورية شعبا و جيشا و قائدا و هذا ما يعتبر الخبراء الصهاينة انه في صلب خسارتهم لثلاثة حروب في لبنان و قطاع غزة خلال الأعوام السبعة الأخيرة منذ تموز 2006 و هي حروب عالمية حشد فيها الأميركيون حكومات عربية و عالمية و قوى عديدة خلف الجيش الإسرائيلي و في مقدمته احيانا و كانت سورية ركيزة معادلة القوة القاهرة في إفشال العدوان بالشراكة مع إيران و قوى المقاومة .
رابعا على خلفية هذه الحسابات ينبغي النظر بجدية لاحتمالات شن عدوان صهيوني كبير في المنطقة خلال الأشهر المقبلة بعد بروز مؤشرات انكسار العدوان الأميركي الأطلسي التركي الخليجي الصهيوني على سورية و طالما تلوح بشائر انتصار الدولة الوطنية السورية و خروجها صلبة متماسكة على خيار المقاومة و الاستقلال الذي صانه الرئيس بشار الأسد بكل حزم و جدارة تعبيرا عن وجدان شعبه الأبي و جيشه القومي فالمخططون الصهاينة يخشون كحكومات الخليج التابعة للغرب من لحظة النهوض السوري و نتائجها الكارثية عليهم و لكون تلك اللحظة ستكون ولادة جديدة و هادرة لمنظومة المقاومة في المنطقة و ستعقبها مبادرات و تحولات قد تسقط من يد الغرب و الصهاينة كل ما ظنوه مكاسب لهم في حصيلة صفقتهم المشبوهة مع تنظيم الأخوان المسلمين لحماية إسرائيل فعين المستعمرين و الصهاينة على فرصة محتملة و قد لا تتكرر لتسديد ضربات منهكة و هو تهديد بمستطاع منظومة المقاومة تحويله إلى فرصة تاريخية لا تعوض إن هي استعدت و انتبهت و رسمت خططها لتوسيع مسرح العمليات و تهديد الوجود الاستعماري من جذوره ردا على أي عدوان إسرائيلي يستهدف القلعة السورية او أيا من شركاء هذه المنظومة الحرة.

» الدور السعودي في الحرب على سورية ....غالب قنديل
» خدم إسرائيل في الخليج ولبنان – غالب قنديل
» حزب الحرب الأهلية – غالب قنديل
» أكاذيب عربية لحماية إسرائيل – غالب قنديل
» عصابة بندر خادمة إسرائيل – غالب قنديل