انتعشت أحلام الحلبيين في فكّ الحصار عن مدينتهم. حصل ما طلبه معظمهم. تغيير في القيادتين الأمنية والعسكرية في المحافظة: اللواء مرشد الضاهر على رأس اللجنة الأمنية، والعميد عصام زهر الدين قائداً للعمليات
باسل ديوب حلب | في وقت تتبدد فيه مخاوف الحلبيين من تهديدات المسلحين من دخول أحيائهم الصامدة كما جرى في رمضان الماضي، ما زال القلق يعتري النفوس من طول الأزمة رغم بوادر انحسارها الذي ترافق مع تغيير في هرم القيادتين الأمنية والعسكرية، حيث عاد اللواء مرشد الضاهر لرئاسة اللجنة الأمنية بحلب، وتمّ تعيين العميد عصام زهر الدين كقائد للعمليات. هذا الأمر لاقى استحساناً من المواطنين، الذين ارتفعت أصوات الكثيرين منهم في الفترة الأخيرة مطالبة بتغيير في القيادة وكسر الحصار عن حلب، وتأمين الطرقات إليها ومدها بمقومات الصمود.
ووجّهت انتقادات شديدة للجهات الرسمية والأمنية في حلب على خلفية قطع الطرقات المؤدية إليها، وفقدان عدد من المواد الأساسية والارتفاع الجنوني في الأسعار، مطالبة بإحداث تغيير في هرم السلطة التنفيذية والأمنية في المحافظة.
ويتقاطر الآلاف يومياً سيراً على الأقدام إلى معبر بستان القصر، الذي بات يعرف باسم معبر الذل والموت، لشراء الخضر والمواد الغذائية. وبات بإمكان الحلبيين عبور الحاجز الذي يسيطر عليه مسلحو «الجيش الحر» و«الهيئة الشرعية»، ونقل كميات قليلة من مشترياتهم دون مضايقة من المسلحين.
ميدانياً، هزت حلب، ظهر أمس، انفجارات ضخمة، حيث لفتت مصادر المعارضة إلى أنّ «حي بني زيد تعرض لقصف بصاروخ نجم عنه مقتل وجرح العشرات مؤكداً أنّ المكان المستهدف «هو مقر لجبهة النصرة وتمّ نقل المصابين إلى مستشفى حريتان الجديد ومستشفيات ميدانية».
بالمقابل، نفى مصدر عسكري أنّ يكون الانفجار «ناجماً عن قصف صاروخي بصاروخ أرض ــ أرض»، مؤكداً أنه «وقع خلال قيام المسلحين بتحضير عبوات ناسفة وأدى إلى انفجارات هائلة نتيجة وجود عدد كبير من العبوات المصنعة والمواد الشديدة الانفجار».
من جهته، قال مصدر معارض إنّ «الثوار صادروا شاحنات اشتبه بأنها كانت مساعدات غذائية إلى نبل والزهراء، وتم حرقها في ساحة عندان لنؤكد على استمرار المعركة مع" الشبيحة"، ولتكون عبرة لكل من يحاول أن يهرب الأسلحة والذخائر لهم» حسب قوله.
وشهد حيّ الشيخ مقصود معارك عنيفة منذ ليلة الأحد وحتى صباح الاثنين قتل فيها سبعة من مسلحي «الجيش الحر»، بعضهم كان يستخدم مدفع هاون لاستهداف حيي السليمانية والجلاء، وفق مصدر عسكري.
بدوره، قال مصدر مطلع لـ«الأخبار» إنّ الجيش السوري «دمّر خمس شاحنات محملة بالسلاح والذخائر كانت قادمة من الحدود التركية، وقتل جميع المسلحين الذين كانوا يستقلونها على بعد أقل من 10 كلم عن الحدود».
وشهدت محاور القتال في الجهات الشمالية والغربية والجنوبية معارك عنيفة وقصفاً مركّزاً أوقع عشرات القتلى في صفوف المسلحين. وطاول القصف مقار المسلحين وتجمعاتهم في شمال الكاستيلو وقرب مطعمي البلاكا وميامي، والمنطقة الصناعية في حريتان ومحيط السجن المركزي.
أعنف المواجهات كانت في جنوب وغرب حلب، حيث توسع نطاق المعارك ليشمل العيس في منطقة الحاضر أقصى جنوب المحافظة، وبنان في أقصى جنوبها الشرقي، بينما استهدفت نيران الجيش مقار لجبهة النصرة في مزارع كفر حمرا وكفرناها وخان العسل، كذلك تدور اشتباكات متقطعة في محيط البحوث العلمية قرب حيّ الراشدين.
وعاد تسيير رحلات السفر بين حلب وبقية المحافظات ولبنان عن طريق ما يسمى «الخط العسكري»، وهو طريق تسيطر عليه قوات الجيش السوري ويمتد من الراموسة جنوبي حلب إلى خناصر، عبر عدد من القرى الخالية من المسلحين، وصولاً إلى أثرية على طريق السلمية ــ الرقة، ومنها إلى السلمية حيث بقية الطرق مؤمنة منها إلى حمص وحماه ودمشق والساحل.
وفي سياق متصل، تمكنت قافلة من الهلال الأحمر السوري من الوصول إلى سجن حلب المركزي، وهي تحمل خمسة آلاف وجبة طعام. إذ تمّ الاتفاق بين إدارة السجن والمنظمة على تزويد السجن يومياً خلال شهر رمضان بالطعام الطازج بعد وساطات شملت المجموعات المسلحة التي استهدفت قبل نحو أسبوعين طاقماً للهلال الأحمر، وأصابت نيرانها خمسة من أعضائه ، وفقا" لصحيفة الاخبار اللبنانية .