سوريا - فرض الجيش السوري سيطرته على معظم بلدة بسنقول، ممهداً بذلك لفتح طريق الإمداد بين إدلب واللاذقية الذي يمر عبر البلدة، وسط خلافات بين ألوية المسلحين بسبب انسحاب بعضها من المعركة بشكل منفرد.
(الصورة) قتل أمس بنيران أجيش العربي السوري خلال الإشتباكات في حرش بسنقولفمنذ عشرة أيام والاشتباكات العنيفة دائرة على محور "بسنقول" الاستراتيجي لوقوعه على طريق إدلب- اللاذقية، والذي تمكنت الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة من السيطرة عليه قبل حوالي شهر، لتقطع بذلك الطريق الوحيد الذي كانت تصل عبره المواد الغذائية والتموينية والإمدادات إلى مدينة إدلب، لاسيما وأن طريق إدلب حلب مقطوع منذ فترة طويلة ويعتبر سلوكه غير آمن.
وقد لجأ لواء "داوود" وهو تشكيل ضخم وقوي أسسه "مجاهدون" سابقون في تنظيم القاعدة العراقي، إلى تفجير الجسرين اللذين يمكن عبور الآليات عليهما باتجاه مدينة إدلب، وذلك منعاً لقوات الجيش السوري من استحضار تعزيزات إضافية.
وقد أفادت مصادر معارضة عن استحضار الجيش السوري لرتل عسكري ضخم مجهز بكل أنواع السلاح بحسب قولها من مدينة اللاذقية بهدف فتح طريق الإمداد إدلب- اللاذقية.
وقد وصف مصدر ميداني من لواء داوود المعارك التي تحدث في بسنقول بأنها أشرس المعارك التي تشهدها مدينة إدلب منذ بداية الأزمة، مشيراً إلى قصف براجمات صواريخ تطلق أكثر من أربعة صواريخ مع بعضها، بالإضافة إلى تساقط قذائف مدفعية الفوزليكا على كل المنطقة طوال الوقت وانهمار طلقات الشيلكا كالمطر.
ويؤكد المصدر أن معركة بسنقول تشبه إلى حد بعيد معركة القصير، "فالجيش العربي السوري قام بفتح ست جبهات في محيط بسنقول محاولاً الالتفاف على "المجاهدين"، مشيراً إلى أن نقص الذخيرة لعب دوراً كبيراً في تحديد نتيجة المعركة التي أوشكت أن تحسم لمصلحة الجيش السوري .
وقد كانت مصادر إعلامية محلية تحدثت عن وقوع خلافات حادة بين لواء داوود من جهة وبين قيادة ألوية صقور الشام التي ينتمي إليها من جهة ثانية، لأن الأخيرة قررت الانسحاب فجأة من معركة بسنقول تاركة لواء داوود وحده في ميدان الحرب مما عرضه لخسائر بشرية وصفت بالكبيرة.
وقد نقلت وكالة "أنباء آسيا" من مصادر مطلعة أن هذا الخلاف تفاقم خلال الساعات الماضية لدرجة أن قيادة صقور الشام أصدرت قراراً يقضي بفصل لواء داوود عنها، مما يشير إلى حجم الخلاف بين الطرفين، لاسيما وأن قيادياً في صقور الشام يدعى "عماد قاسم معري" جرى قتله من قبل مجهولين مع ١٠ من عناصره في الوادي الشرقي ببلدة مرعيان بجبل الزاوية في ريف إدلب خلال عودتهم من معركة بسنقول.
وفي هذا الصدد قال ناشط مقرب من عصابات ألوية صقور الشام، رفض الكشف عن اسمه بسبب الخوف، "إن الانسحاب من معركة بسنقول هو السبب الظاهر للخلاف بين الطرفين أما السبب الحقيقي فهو خلاف على المنهج فلواء داوود يسيطر عليه "مجاهدون" قدامى في العراق ولهم ميول قاعدية تجعلهم أقرب إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، وخصوصاً في هذه الأجواء التي تشهد عداءً واضحاً بين الجيش الحر من جهة ومجاهدي الدولة من جهة أخرى".
ولم يستبعد الناشط أن يسمع في القريب العاجل عن مبايعة قادة لواء داوود للأمير البغدادي أو التحالف معه على الأقل، على حد قوله.
وبينما كان الجيش السوري يواصل تقدمه مسيطراً على معظم بلدة بسنقول، كان المكتب الإعلامي التابع للواء داوود يحاول أن يبرر الهزيمة التي لحقت به، حيث ذكر في بيان صادر عنه "استطعنا الصمود لأكثر من عشرة أيام متواصلة كان فيها" المجاهدين" ينامون ويأكلون بين الأشجار وفي الحفر الفردية".
وأضاف البيان معلناً انسحاب لواء داوود من بسنقول: "لكن في النهاية كنا لواء بمواجهة جيش كبير وأصبح لدينا نقص حاد بالذخيرة وقتل منا ٧ أشخاص وجرح أكثر من ٧٠ اغلبهم اصابات خطيرة فطلبنا العون والمدد ولبّانا الكثير من الألوية ولكن بمؤازرة ضعيفة وضئيلة مما دفعنا إلى الانسحاب من بلدة بسنقول".
المصدر : وكالة أنباء آسيا
سورية الان