الملخص
- الحجم العربي والدولي لمعركة صيدا يؤكد مكانتها وأهميتها بصورة جعلها توازي معركة القصير في سوريا بتداعياتها
- إنتقاء الأسير وصيدا وإختيار قناة الجديد و الكتلة الوسطية في الدولة اللبنانية في الأمن والسياسة حساب مدروس للحظة حاسمة وخطة تطال المنطقة كلها وليس لبنان وحده - يجب أن تنفجر المنطقة مذهبيا حتى يصير الحل السياسي وفق الأجندة الأميركية السعودية لجنيف ممكنا وقد فضح حمد بعد مؤتمر الدوحة الخطة بالقول ، أن هناك قرارات سرية لا يمكن إعلانها ، فكانت معركة صيدا
- كان واضحا من المواكبة الإعلامية والسياسية اللبنانية أن خطة يشارك فيها كل الفريق السعودي القطري التركي الأميركي تقف وراء حرب صيدا بتناوب الأدوار - صيدا أسيرة الأسير هذه هي المهمة لينفجر بوجهها الجنوب ويجتاحها - تحسبت المقاومة وأعدت وسلمت الجيش القطب المخفية لصناعة نصره وكان الجيش
- إنتهت محنة صيدا وسقط مخطط سعود وبندر - سقطت قناة الجديد وكل لعبة الوسط الكاذبة في لبنان في السياسة والأمن
- سيواصل سعود الصراخ والإرتجاف لكن لن يتغير شيئ إلا لمن يقدر أن يغير في الميدان
[b style="padding: 0px; margin: 0px;"]النص الكامل:[/b] - الحجم العربي والدولي لمعركة صيدا يؤكد مكانتها وأهميتها بصورة جعلها توازي معركة القصير في سوريا بتداعياتها - العنوان هو المعركة التي فجرها احمد الأسير ضد الجيش اللبناني و إنتهت بتصفية عصابته المسلحة ، والأسير وعصابته حديثا الظهور على المسرح وإرتبط حضورهما ببداية الحرب على سوريا
- الرابط مع ما يجري في سوريا ليس إستنسابا ، فكل الكلام الذي قيل من الاسير ومن قدموا له الغطاء ، بصورة مباشرة قبل هزيمته ، أو مداورة مع وقوعها ، أو إستثمارا بعد نزولها على رؤوسهم ، يربط الأمر بما يجري في سوريا وخصوصا سلاح المقاومة ودوره هناك - العصابة و رئيسها تميزوا بنقل الخطاب ضد حزب الله إلى مرتبة كانت تصعب على سواهم، سواء لجهة إعلانها حربا مذهبية عنوانها نحن أهل السنة نريد رأس سيد المقاومة ، أو مضمون التطاول والتمادي في الشتيمة ، التي تدخل في باب ضرب المهابة كأحد اشكال الحرب التي أسسها وليد جنبلاط قبيل وخلال حرب تموز ضد المقاومة ، قبل إستسلامه في 7 أيار 2008 - كانت قناة الجديد هي المنبر الذي أشترته قطر لتقديم الأسير للبنانيين والعرب والمسلمين، وتحويله عصبية مستنفرة بوجه المقاومة على أرضية مذهبية ، وكان وزير الداخلية اللبنانية ومواقع حكومية وأمنية أخرى هي الحمايات التي وفرتها المداخلة القطرية مع قادة كبار في الدولة اللبنانية ، لترك العصابة تنمو بإنتظار لحظة المهمة الحاسمة
- إذن هو ثلاثي البعد الحاضن الخارجي والإعلام والرعاية الأمنية والسياسية وتطورات كل منها في المسار والمصير
- إنتقاء الأسير وصيدا وإختيار قناة الجديد و الكتلة الوسطية في الدولة اللبنانية في الأمن والسياسة حساب مدروس للحظة حاسمة وخطة تطال المنطقة كلها وليس لبنان وحده
- كانت كل مرحلة من تقدم ونجاحات الدولة السورية تحرق اوراق عنوان من عناوين الدول التي ربطت مصيرها بمصير الحرب على سوريا ، والواضخ أن فشل حرب حلب تكفلت بفتح مصير أردوغان وحزبه وإطلاق إشارة البدء للثورة في تركيا ، وأن معركة القصير كانت اللحظة الأخيرة في مصير حكام قطر ، وفشل حماس والتجمعات الأخوانية في دخول دمشق من بوابة الأردن بداية النهاية لحكم الأخوان في مصر ، وأن الإمرة تنتقل في إدارة آخر فصول الحرب لثنائي سعود الفيصل وبندر بن سلطان وتوضع أرصدة الآخرين في حسابهم
- حمد وأردوغان ومرسي رغم كل التناقضات صاروا في الرصيد السعودي وأوراقهم صارت في دفتر سعود وبندر
- ليست حديقة جيزي التي أسقطت اردوغان ، ولا حملة تمرد التي اصابت حكم الأخوان في مصر ، ولا الديمقراطية التي تقوم على تسليم الأبناء الحكم التي اودت بامير قطر، وإلا لإنتهت قضية جيزي بليلة ، وصارت التسويات المصرية ممكنة ، و صار المطلوب من الرئيس الأسد أن يقوم بعد بلوغه الستين بتسليم نجله حافظ وتنتهي الحرب على سوريا - هو مستقبل المنطقة كله وفي قلبه مصائر الدول والحكومات والحكام في ضوء ما سترسو عليه السفينة السورية - عنوان الحل السياسي الذي تبنته واشنطن بمشورة سعودية لتوائم بين قبولها الحل السياسي ومواصلة الحرب ، هو إعادة تنظيم الدولة السورية على اساس طائفي ، فيصير الأمر كما اورده كيري ، لتسلم الأقلية العلوية الحكم للأغلبية السنية ، وهذا يبدو غير واقعي في المشهد السوري الراهن ، عندما ترد الدولة السورية لنبسط الأمر وبلا وصايات خارجية تعالوا لصندوق الإقتراع لنعرف ماذا يريد السوريون ؟ فترد السي آي أي سيفوز الرئيس بشار الأسد ب 75% من اصوات السوريين - إذن يجب أن تنفجر المنطقة مذهبيا حتى يصير الحل السياسي وفق الأجندة الأميركية السعودية لجنيف ممكنا ، بعدما سقطت اوراق التغيير العسكري في سوريا فلم يتبق شيئ ذي قيمة رغم كثرة الكلام عن التسليح ، وقد فضح حمد بعد مؤتمر الدوحة الخطة بالقول ، أن هناك قرارات سرية لا يمكن إعلانها ، فكانت معركة صيدا - كان واضحا من المواكبة الإعلامية والسياسية اللبنانية أن خطة يشارك فيها كل الفريق السعودي القطري التركي الأميركي تقف وراء حرب صيدا بتناوب الأدوار - لا تقع الفتنة المذهبية في المنطقة إلا إذا تورط الشيعة برمزهم الذائع الصيت الذي يمثله حزب الله بعمليات قتل وتهجير ضد حاضرة وازنة للسنة في لبنان ، هذه معادلة بندر ووفقها يجب أخذ صيدا كما اخذت الدامور خلال حرب العام 75 ، وممارسة كل التنكيل بالشيعة عبرها ، وهم الذين تشكل صيدا ممرهم الإحباري بين عمقهم الأكبر في الجنوب والعاصمة بيروت ، ليطفح الكيل وتنفجر الغضبة خارج القدرة على السيطرة ، فتهجر صيدا وتحرق بيوت اهلها ، فتنتفض المنطقة كلها تحت عنوان نصرة اهل السنة ، وتمتد الفتنة إلى سوريا كنار في الهشيم ، بتهجير متبادل وتطهير طائفي مذهبي بين السنة والعلويين - عندها يمكن توقع إنشقاقات تهد بنيان الجيش السوري ، وعندها يصبح للحل الطائفي مكان في جنيف ، ويصير تنحي الرئيس الأسد مطلبا لا يمكن تجاهل بحثه وفقا لمعادلة توزيع المناصب بين الطوائف - لا طرابلس ولا عرسال ولا طريق الجديدة تمثل ما تمثله صيدا ، فكلها مناطق هامة و إستراتيجية ، لكن تعطيلها يصيب الحركة الطبيعية في البلاد دون تحضير مسرح التهجير والقتل على الهوية ، ففي طرابلس قد يحدث العكس من تهجير للعلويين ، وفي عرسال تحسبت المقاومة وجمهورها ووضعت ضوابط الإمساك بردرو الأفعال والتعايش البادر ممكن ، وفي طريق الجديدة قدرة تعايش وإمتصاص ، أما صيدا بوابة الجنوب فهي عقدة الربط والوصل - صيدا أسيرة الأسير هذه هي المهمة - الرهانات كانت على نهر بارد جديد يصمد لأشهر بوجه الجيش ، و تدور خلاله مساومات مع قيادة الجيش تشبه ما دار قبل ترشيح الرئيس ميشال سليمان للرئاسة من جرح نهر البارد، والمعطيات والإتصالات كانت مبنية على هذا الأساس ، بعدم قيام الجيش برد سريع وكبير وإمكانية إستهلاك الوقت بالمفاوضات ، وبينما الأسير يكسب المزيد من المسلحين والدعم عبر الجغراقيا الطائفية ، وتتسع رقعة التمرد على الجيش و تصبح الفوضى الأمنية عنوانها ، خروج مناطق تلو مناطق عن السيطرة ، بما يتيح فتح باب لبنان لإستقبال الآلاف من المسلحين والأطنان من السلاح عبره نحو سوريا - ليست رعونة جماعة الأسير التي أجهضت الخطة بعدد شهداء الجيش في الضربة الأولى رغم دورها ، ولا عدم قدرة الجيش على تلقي ضربة قوية مشابهة لعرسال و عكار والصمت رغم دورها ايضا ، بل لأن هناك من كان يعلم ويتحسس خطورة صيدا وما يجري تحضيره لها وهو قيادة المقاومة ، التي إنكفأت من امام الأسير وعصابته وتفادت الصدام من حساب عنفوانها ، وحضرت ممرات إستراتيجية تحت السيطرة ، تسمح ببلوغ وكر الأسير بدقائق معدودة و جهزت مواقع إشتباك مميتة لمواقع العصابة - كانت تنتظر ساعة التفجير التي يقدم عليها الأسير كساعة صفر للحرب الكبرى ، فتضع كل ذلك دفعة واحدة بتصرف الجيش الذي ستجد قيادته والطبقة السياسية والأمنية انها امام إنجاز محقق لا يمكن رفضه ، فوكر الأسير في قبضة الجيش بعد ساعة من الإعتداء الذي أدى إلى مقتل جنود وضباط وسيطر المسلحون بعده على كل صيدا بدقائق ، و إذ يجد الجيش نفسه يحاصرهم دون أي طلقة رصاص ، وبيده زمام المبادرة والأسير يستغيث ، فالمعركة قد إنتهت قبل أن تبدا ، ووحدها بهية الحريري تنبهت لخطة دعم قدمت للجيش دون تدخل فوجهت سهامها نحو حزب الله - إنتهت محنة صيدا وسقط مخطط سعود وبندر ، فظن الحريري إمكانية عرض مقايضة على قائد الجيش بالتمديد له كما قدم العرض لسليمان من قبل لوقف الحرب ومنع الإنجاز ، لكن سبق السيف العذل - سقطت قناة الجديد وكل لعبة الوسط الكاذبة في لبنان في السياسة والأمن ، من الرئاسات إلى الوزارات و الإعلام ، بعدما سقط الحمدان والجزيرة وسقط اردوغان و معه سقط الأخوان - سيواصل يعود الصراخ والإرتجاف لكن لن يتغير شيئ إلا لمن يقدر أن يغير في الميدان
[b style="padding: 0px; margin: 0px;"]ناصر قنديل[/b] |