بعد ان تبلل بمياه سد النهضة ... مرسي ينتحر غرقا في المستنقع السوري- حسن تاج

بعد ان تبلل بمياه سد النهضة ... مرسي ينتحر غرقا في المستنقع السوري- حسن تاج

يوما بعد يوم يثبت الرئيس محمد مرسى أنه عجز عن إدارة البلاد وسجل العام الذى مر على توليه إدارة البلاد فشلا ذريعا وتدهوراً عاماً فى كل مؤسسات الدولة وبدأ الرجل كما لو كان قد تورط فى المنصب فلا هو قادر على إدارة الدولة ولا يستطيع أن يترك منصبه خوفا من جماعته والدليل الأبرز على ذلك ما حدث فى أزمة مياه النيل والتى استغلتها الجماعة بشكل سيئ وساعدت فى تضخيم الأزمة حتى تغطى على فشلها وعجزها فى الداخل مثلما تفعل الحكومات الديكتاتورية والفاشية فالجماعة أثبتت أنه ليس لديها مشروع لأنها لا تؤمن بفكرة الدولة بقدر إيمانها بأهمية سيطرتها على كل مفاصلها.
وعندما انخفضت شعبية مرسي بشكل كبير حتي وصلت إلى أدنى مستوياتها لم تجد الجماعة سوى تفصيل قضية لرفع شعبية الرئيس وجاء مشهد خطاب مرسى أمام المؤتمر الشعبى الذى اقتصر على بعض الأحزاب الإسلامية والجهادية ومؤيدى الرئيس فقط ليكتب سطور النهاية فى أزمة إثيوبيا وليؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجماعة غير جادة فى علاج الأزمة وانها تريد ان تبقى الوضع الحالى عند مرحلة اللا حسم وهى تريد تجميد الحالة عند تلك النقطة
وتصورت الجماعة أن أزمة إثيوبيا من الممكن ان تحقق لها ما هو أبعد من توحيد الصف خلف رئيسها وتجهيز تهم الخيانة للمعارضين فهى تضع سيناريو آخر فى حالة تفاقم الأمور بتوريط الجيش فى عملية عسكرية فى إثيوبيا لضرب السد وتلك العملية ستتمكن من خلالها من إبعاد الجيش عن المشهد السياسى المصرى لفترة مؤقتة تنتهى من خلالها من كل سياساتها المستقبلية تجاه الدولة وربما تجد مبررا للتخلص من القيادات الحالية للجيش لو فشلت العملية العسكرية.
رهان الجماعة الخاسر على أزمة سد النهضة ربما ينتهى خاصة ان الغضب الشعبى سوف يطيح بها فى 30 يونيو القادم خاصة ان كل فئات الشعب المختلفة ليس لديها ما تخسره وتحضر نفسها الآن للخروج فى مظاهرات الثورة على الإخوان والتى ستحبط من مخططاتها الاستعمارية تجاه مصر وربما تطيح بكل قياداتها إلى خارج البلاد

وكان اللواء محمد شفيق النجومى الخبير الاستراتيجى قد قال إن الجماعة لو كانت تملك قدرا يسيرا من الذكاء السياسى لعالجت أزمة سد النهضة من البداية واستغلت الموتمر الشعبى الأخير والذى أعدته خصيصا للتأكيد على أن مرسى له شعبية فى الإعلان عن انتهاء الأزمة إذا كانت تريد زيادة شعبية مرسى ولكنهم يلعبون على سيناريو آخر أكبر من موضوع الإنجاز.
وأشار إلى ان الجماعة تراخت فى علاج آثار النهضة لعمل حشد وطنى خلفها وحتى تجد قضية قومية تسوق من خلالها إلى الرأى العام بضرورة الاصطفاف الوطنى خلف الرئيس حتى تعالج الأزمة التى تعيشها وان تروج لكل الخارجين عنها بأنهم خائنون فالمعارضة كلها ستكون خائنة لو لم تقف خلف الرئيس فى تلك القضية
. وقال محمود الأشقر المنسق العام لحركة «تمرد»: ان مشهد خطبة الرئيس في المؤتمر الشعبى لسد النهضة وسط أنصاره هو مشهد كوميدى وهو نوع من أنواع البحث عن مخرج لمظاهرات 30 يونيو القادمة خاصة ان هناك حالة من الرعب والخوف داخل الجماعة.
وقال ان الجماعة لم تفعل شيئا تجاه أزمة سد النهضة وإثيوبيا الآن تسخر من موقف مصر نتيجة الحكم الإخوانى الذى يدير بمنظومة مشبوهة لا تحمل إلا الخراب لمصر.
وقالت شاهندة مقلد الناشطة السياسية وأمين عام اتحاد الفلاحين ان مرسى لم يفعل فى أزمة سد النهضة سوى إطلاق جمل إنشائية ركيكة وخطابات تفتقر إلى الصدق والأمن الوطنى.
وبالنسبة لردود الفعل الغربية على هذا الخطاب أشارت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إلى أن «مرسى حاول توظيف قلق المصريين على مصير نيلهم لاحتواء الاحتجاجات الواسعة المنتظر اندلاعها فى نهاية الشهر، ودعا المعارضة لتوحيد الصفوف حول موقف مشترك فيما يتعلق بسد النهضة».
كما اشار التليفزيون الألماني «دويتشه فيله» الى أن المراقبين المحايدين للصراع بين مصر وأثيوبيا يرون أن أزمة «سد النهضة» لا تتعلق بمدى اهمية مياه النيل، وإنما له علاقة بمشاكل كلا القائدين الرئيس «محمد مرسي» و «هيلي مريم ديسلجن» رئيس الوزراء الأثيوبي، فهما بلا شعبية في بلادهما وخاصة بين الشباب.
وأوضح التليفزيون أن القائدين يبدو وكأنهما يحاولان تسجيل النقاط من خلال الخطابات القومية والمبارزات الشفهية
وبعد ان وجد مرسي و جماعة الاخوان المسلمين نفسيهما في ورطه اختاروا
الهروب الى الامام لكسب العطف الداخلي بالمتاجرة بالملف السوري
و لجئ مرسي الى التصعيد مع سوريا فخطب مرسي خطابا تعبويا يحض على العنف والكراهية وقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية , وإغلاق السفارة السورية بالقاهرة، وخروج القائم بالأعمال المصرى من سوريا.
واتى الرد سريعا من الشخصيات والاحزاب الوطنية والاسلامية المصرية
وعلق الاعلامي الساخر باسم يوسف، مقدم برنامج "البرنامج"، على مؤتمر نصرة سوريا، والذي دعت إليه قوى الإسلام السياسي بحضور الرئيس مرسي،
وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أول رئيس طائفي منتخب".
وقال د.شريف فياض - عضو المكتب السياسى لحزب التجمع-:" إن قرار رئيس الجمهورية د.محمد مرسى بقطع العلاقات مع سوريا دليل على العشوائية، وعدم النضج السياسى الذى يتخذ به مرسى قراراته السياسية".
كما شنت جبهة الانقاذ المصرية هجوما عنيفا على مرسي وقالت ان " سيناء ومياه النيل حيث مصالح مصر الحيوية التي تحتاج تهديدات الرئيس وليس سوريا "
واشارت الى ان خطاب مرسي هو لكسب السلفيين في 30 حزيران واستعراض قوة داخلي قبل المواجهة
واعتبر شباب الثورة المصرية ان مرسي يتهرب من المواجهة وقال التجمع في بيان له " بيننا وبين مرسي 30 حزيران ولن يفيده التحايل للتهرب من المواجهة و سوريا لم تعد موضوع يفيد تجارته"
و أكد الدكتور أحمد كريمة - أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر- على أن جماعة الإخوان تتمسح بالإسلام من أجل مصالحها السياسية، مشيرًا إلى أن تاريخ الإخوان المسلمين كله خروج على الحكام.
وأشار كريمة جماعة الإخوان الآن هو تغييب للأمة، لافتا إلى أن الإخوان عندما تقع في مأزق يحتمون في جلباب الإسلام. قائلا:" الإسلام عندهم ما يطلبه المستمعون". مضيفا إلى أن جماعة الإخوان من دعاة الفتنة وأوضح أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن مؤتمر نصرة سوريا الذي حضره الرئيس مزايدة رخيصة بآلام الشعب السورى، مشيرا إلى أن الشيخ العريفى أتى إلى مصر لتهييج الشعب المصرى.
و قال الدكتور عمار علي حسن، الباحث والمحلل السياسي: إن فعاليات مؤتمر دعم سوريا الذي أقيم، مساء السبت، بالصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي، مجرد استعراض للقوى ومحاولة من الرئيس محمد مرسي لاستقطاب السلفيين قبل تظاهرات 30 يونيو، وأنه ليس له علاقة بدعم الشعب السوري.
وقال الدكتور سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتجية، تعليقاً على خطاب الرئيس محمد مرسي في مؤتمر "دعم سوريا": إن الخطاب استمرار لفكرة التناقض في أقل من شهرين بعد أن أعلن موقفه المتطابق مع الموقف الروسي وضرورة الحل السياسي.
مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تريد توجيه ضربة لسوريا وقطع مرسي العلاقات في هذا الوقت وسعيه لإذكاء الصراع السني الشيعي هو فقط رسالة وتنفيذ لأجندة أمريكا في الشرق الاوسط .
وتابع " قرارات الرئيس مرسي جعلت منه مندوباً للولايات المتحدة وهذا يعكس رغبة مرسي في إيصال رسالة لأمريكا أنه يفعل ما في وسعه لتسعى الولايات المتحدة لإطالة عمر نظامه فترة أكبر والحفاظ عليه" .
وفي ردود فعل الاعلام الغربي قالت صحيفة ال "واشنطن بوست"
إن مرسى استغل المناسبة وحذر خصومه داخل الوطن من استخدام العنف فى التظاهرات الحاشدة فى مصر المزمعة 30 يونيو الجارى.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين فى مصر يعتبرون الحكومة الحالية فاشلة فى التعاطى مع أى من المشكلات التى تواجهها الدولة وتبدو وكأنها بلا حل؛ ابتداء من انقطاع الكهرباء ومرورا بارتفاع معدلات الجريمة وانتهاء بالبطالة وارتفاع الأسعار ونقص الوقود.

» السعودية تغرق في المستنقع السوري
» دراسة استخباراتية أميركية : قبل الانتفاضة التركية .. هل يستطيع أوباما إنقاذ تركيا من المستنقع السوري ؟
» القرآن تبلل بالنفط ..من الفرات الى النيل ومن صنعاء الى أربيل .. بقلم: نارام سرجون
» عندما ينتحر البعثيّون!
» رجلاً أراد أن ينتحر