أجوبة على سؤال: هل سيُصلِّي الرئيسُ الأسد في إستانبول ؟ - بقلم: د. محمد ياسين حمودة

شكراً لكم أعزائي الشرفاء في سورية الأبية لإجابتكم على سؤالي: " هل سيُصلِّي الرئيسُ الأسد في إستانبول ؟ "ساقني إلى طرح هذا التساؤل أكثر من سبب .
أهمها ما سمعناه قبل عامين على لسان أردوغان أنه سيفتح بلادَ شام شريف وسيُصلي في الجامع الأموي بدمشق ! خزاه الله  !
وأنه سيزعق من أعلى منبره أمام العالَم فـرِحاً بأنه حقَّق حِلمَ " الذئب الرمادي " الذي كان رائد أجداده البدائيين الهمَج في آسيا الوسطى في غابر الزمان .
كان ينطق بهذا الكلام بكل غباء وسذاجة ويَعد بالنصر ! وما يعدُ أولياءَه الحمقى إلا غروراً !
تماما ً كما وعدَهم مفتي الناتو الشبق ( الله يُقصف عمرَه ويَقطع نسلَه) بأنه - بعد أن يُحرِّر دمشق سيصلِّي في  مسجدها الكبير بعد قتله ثلثَ شعب سورية الكافر والمرتدّ أو نِصفه   !  وما لو ؟
ثم ليملأ بطنه فيأكل لحومَ السوريين " دون شيّ " – حسب فتوى أزهريٌّ متخلِّف وقح - قبل أن يأكل من زَقُّوم وضريع جهنَّم في الآخرة التي لم يؤمن بها ساعةً واحدة .
( أنا كنتُ أحذِّر من ذاك الشقيّ ، أعني القرضاوي ، منذ عام 1978 ولكن أين مَن يفهم ما يقرأ أو يسمع ؟ مَن شاء منكم فليراجع مجلة العربي الكويتيه كتبَ فيها هو ومعه ستةُ وعاظٍ مرتزقة تحت عنوان " التطرُّف إلى أين ؟ لتَروا بأم أعينكم صدقَ ما أقوله هنا ).
وعَدهم ذاك الخبيث– قاتله اللَّه -  أن يُصلِّي إماماً في مسجد دمشق الكبير !!!
حيث سيَرفع تحت منبره الأذانَ جون ماكين دون لفظ الشهادتَيْن !!!
ويُقيم لهم الصلاةَ برنارد ليفي يختمها بشالوم !!!
ويَصُفُّ أقدامَهم ورؤوسَهم الملتحية أخونجية سوريون حمقى !  فرِحون بما آتتهم أمريكا ....    وأسبغت عليهم من فضلِ الخلافة في القرن الأمريكي !!!! قرن الخلافة الإسلامية الفوضويَّة الربيعيَّة الديموقراطيَّة العصريَّة الجديد .
أرجوكم ألا تسألوا هؤلاء الذين سمَّاهم أبو العلاء المعرّي " بهائم زمانه " أما سمعتموه يقول:   وألفيتُ البهائمَ لا عقولٌ   ***  تُقيم لها الدليلَ ولا ضياءُ
كلُّنا يعلم أن قائدنا المنصور الرئيس بشار الأسد لا يُتاجر بالدِّين وليس من دُعاته  .فإيمانُه  ونزاهتُه يشهدان له بذلك ، ولستُ أنسَى توجيهَه يوم استقبلَ وفدَ علماء بلاد الشام – رحم الله الشهيد محمد سعيد البوطي -  فعرَّف لهم الإسلامَ في هذه الأيام بكلمات يتوجَّب على الجميع حفظُها ودراستُها وفهمُها وهي أنه ليس هناك إسلام معتدل وإسلامٌ آخر متطرِّف !إنما هناك " إسلام " !
لعمري هذا ما يجب أن يفهمه المسلم وغير المسلم في هذا الزمان ! وهو تماماً ما أقوله بالحرف منذ زمن بعيد هناك إسلام واحدٌ فقط .
غنيٌّ عن القول أيضاً أنني لست داعية إلى دين أو إلى مذهب كما صرحتُ بذلك في جميع بحوثي وكلماتي .
إذن  ، فالمقصود من سؤالي في بداية الأمر هو التبشير بأمرٍ صارَ محسوماً !!!  ألا وهو النَّصرُ المؤزَّر الذي صار خلفَنا جميعاً بعد سحقِ فلول أجَراء وأزلام الصهاينة في القصير ، ولم يعد ينفع  تهويلُ الغرب المستعمر ولا المكابرة على ألسنة المخذولين من أدواته أعراباً كانوا أم ترك أم أخونجية كتبوا على أنفسهم الفشل والشقاء والتبعية للنعاج وخفافيش الصحراء ممَّن خلَقهم اللهُ تعالى على صورة بشَر – وليسوا كذلك - قبيحَ الوجه .... إني أرى في سحناتهم - منذ زمن بعيد - مخلوقاتٍ أخرى خفيَّة مُرعبة ... قميئة ... ومفزعة !
أمَّا ثورجية سورية المساكين فلقد رأوا فيها الحُسنَ والجَمال (بفتح الجيم) فما أذوَقهم !!!  يذهبون إليهم فيعطونهم جوازات سفرهم ليحتفظوا بها في جيوب دجداجاتهم الفضفاضة ( كما فعلَ ميشيل كيلو في باريس ) فيستعبِدونهم ويذلُّونهم ويركبونهم فيطيعون !!!
إذن ، فالرئيس الأسد سوف لن يحجّ إلى استانبول ...  وسوف لن يصلِّي هناك ...  ولا حاجة به إلى مسرحيّات من هذا النوع الهزيل ... فتلك متاجراتُ أدعياء الدِّين بعد أن قيل لهم : لا حـيــاء في الدِّين . فنشطوا وفرحوا وطبَّقوا هذه القاعدة السيئة التي يجب محوُها من كتب المسلمين لأنه في اعتقادي أتانا بها واحدٌ لم يعرف الحياءَ ولم يكن من أهله ...        فانطلت تلك المقولة رغم فسادها على عقول الجميع ... وصارت عُكَّازا يتوكَّأ عليها لتبرير فسوقه وفجوره كلٌّ كذَّاب وقحٍ لا أخلاق له ولا دين .
إعذروا استطرادي في هذه بعدما عرفتم هذا الأسلوب القهريِّ لديَّ).
بل سترون المقهورينَ الفاشلين – هذا فيما لو بَقوا على الساحة ، ولست أتوقَّع لهم بقاءً - يحاولون مسحَ عتبات باب الرئيس الأسد بوجوههم إذا سمح لهم بذلك وما أخالُه يفعل !لأن أولئك الذين رضعوا حليبَ الغدر لا توبة لهم !
أما رأينا أغرار السياسة في لبنان حضروا إلى دمشق صاغرين ...   يرفعون أصابع التوبة بين يدي الرئيس الأسد فعَفا عنهم بحِلمه وكرمِ أخلاقه رأفةً منه بشعبِ لبنان الشقيق المستهدَف وليس تحنُّنًا عليهم أبداً ...
كان يعرفهم جيداً ويعرف اللَّبنَ الذي نبتت لحومُهم وألسنتُهم البذيئة عليه .
كان لسان حال الرئيس يوم استقبلَهم يذكر قولَ الفرزدق لذاك الذئب الغدَّار الانتهازي يوم كان جالساً أمامه يتربَّص:

وأطلَسَّ عسَّالٍ (لربَّما أتاه من قرية عسال اليوم ؟) وما كان صاحباً *** دعوتُ بِناري موهناً فأتاني
فقلتُ له لمَّا تكشَّرَ ضاحكاً  ***   وقائم سيفي مِن يدي بمكانِ  
وأنتَ امرؤٌ يا ذئبُ والغدرُ كنتُما    ****    أخيَّيْن كانا اُرضِعا بلبانِ
إذن ما أظن الرئيس الأسد المنتصر سيرغب بالصلاة في استانبول بعد زوال أردوغان واندثار حُكمه .كما ترون بدأت الأرضُ تتزلزل تحت قدمي أردوغان فظهرت على سحنته ونطقت على لسانه هستريا الديموقراطية والغرور والخوف والهلع فبدأ يسبُّ ويشتم شعبَه بأوقح الألفاظ واشدّ عبارات التهديد والوعيد .
بينما يقف الرئيس الأسد المُربَّى المؤدَّب شامخاً يبتسم ... يراقب سقوطَ أولئك الأقزام واحداً تلو الآخر .... والحبلُ على الجرَّار لعمري لقد حسدتنا أممٌ كثيرةٌ  وتمنَّوا لو كان فيهم قائدٌ واحدٌ بتلك الأخلاق والصفات والمؤهلات . ففاخِروهم بزعيمكم دون تردُّد أو وجَل وقولوا لمَن تحت الشمس:
 أولئك آبائي فجِئْني بمثلهم  ...  إذا جمَعتنا يا جريرُ المجامِعُ
أعزائي سورية بخير وستكون بألف خير
--------------------