آلة فيلتمان ما زالت تعمل – غالب قنديل الحملة الإعلامية و السياسية المسعورة ضد حزب الله بعد معركة القصير تعكس حالة الهستيريا التي أصيب بها حلف العدوان على سوريا و معه جميع المراهنين على إسقاط القلعة السورية و النيل من المقاومة. أولا إن تورط أطراف لبنانية أساسية في فصول الحرب على سوريا منذ انطلاقها ناتج عن ارتباطها العضوي بالمشاريع الأميركية الخليجية التركية في المنطقة ، وهي أقامت حساباتها على وعود جيفري فيلتمان بقرب إسقاط الرئيس بشار الأسد وقد توهمت تلك الأطراف بدون استثناء أنه من بعد تحقيق تلك الغاية سوف تحظى بمؤازرة ذلك التحالف الإسرائيلي من حيث اهدافه العليا و قيادته الفعلية لتكوين توازنات مناسبة للانقضاض على المقاومة في لبنان عبر وضعها في ملزمة محكمة الإغلاق استراتيجيا بين تكفيريي سوريا و لبنان وميليشيات 14 آذار و الجيش الإسرائيلي بعد ضرب سندها و ظهرها وبحيث تكون المقاومة في حالة اختناق متخيلة ،مضطرة للقتال على جبهات دائرية متعددة الاتجاهات ،طبعا هذا لو نجح مخطط فيلتمان و بيترايوس وكلاهما أقصاهما عن مواقع القرار الأميركية فشلهما في سوريا. ثانيا بعد كل ضربة تلقاها المخطط الاستعماري في سوريا كان المتورطون في لبنان يتلقون جرعة وهم جديدة لدفعهم إلى التوغل في خوض الحرب عبر منصة العدوان التي أقاموها وواصلوا تشغيلها بالاستفادة من ميوعة الموقف الرسمي الذي تكفلت بترسيخه تدخلات و ضغوط اميركية و خليجية تعددت وسائلها وادواتها بين التهديد والغواية المادية والمعنوية وقد تكفلت المبادرة الاستراتيجية لحزب الله بكسر تلك الحلقة ومثلت استعادة الجيش السوري لزمام المبادرة مؤشرا على مسار الهزائم المتلاحقة لحلف العدوان وجاء انتصار القصير ليسدد ضربة موجعة لكل الأوهام والحسابات القائمة على كثبان رملية سرعان ما شرعت تتهاوى مع ظهور تداعيات مهمة في تركيا و قطر هي بداية تفشي أعراض الفشل الكبير الذي دفع بندر بن سلطان و سعود الفيصل لطلب نجدة فرنسية يوم امس وكلاهما مهددان بمنصبيهما عندما تكتمل دورة الاعتراف الأميركي بالهزيمة امام الأسد. ثالثا المتورطون اللبنانيون من سعد الحريري إلى سمير جعجع و جماعات التكفير هم فريق فيلتمان اللبناني و معهم وليد جنبلاط بالطبع ، جنبلاط الذي بشر بعد عودته من المملكة و لقائه ببندر بن سلطان بأن معركة دمشق الفاصلة واقعة بعد أسبوعين منذ ذلك التاريخ الذي انقضت عليه تسعة أسابيع شهدت مسارا معاكسا بالمطلق لتمنياته الحاقدة. فريق فيلتمان اللبناني المهزوم مصمم على متابعة خطة استهداف حزب الله و هو يعمل ضمن مشروع تشويه السمعة الذي أعلن عنه السفير جيفري فيلتمان في حزيران عام 2010 بصفته معاون وزيرة الخارجية وقال إنه انفق عليه حتى ذلك التاريخ 500 مليون دولار خلال إدلائه بشهادة امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي. رابعا مئات الملايين الأميركية تنفق و معها مئات الملايين الخليجية و تتلقاها شبكات و مؤسسات إعلامية لبنانية و عربية وظيفتها تشويه سمعة حزب الله و الإساءة إليه و مع كل مرحلة من العدوان على سوريا و لبنان يتحرك فصل جديد من هذه الخطة له شعاراته و اهدافه و مع كل حدث او خبر يلفق شيء جديد لإلصاقه بالحزب و هكذا و بدلا من السؤال البديهي عن التصرف غير المسؤول الذي أقدم عليه عضو جوقة فيلتمان السيد احمد الأسعد الذي أرسل شبابا من الجنوب إلى اعتصام غير مرخص ومن غير حماية القوى الأمنية بالتالي مما ادى لحادث مؤسف يحمل الأسعد مسؤوليته السياسية و الأخلاقية و القانونية ،بات هم إدارات الأخبار التلفزيونية و الإذاعية و غرف التحرير في الصحف التركيز على مرتدي الثياب السود من الشباب الذين اصطدموا بركاب الباص المغرر بهم و الهدف تكوين اتهام لحزب الله خارج أي منطق و على قاعدة "كل احمر طربوش وإن كان حذاؤك أحمر فضعه على رأسك " و بلغ الاتهام المطلوب تعميمه بالأمر الأميركي السعودي القطري بيانات الكتل و الأحزاب السياسية عملا بقاعدة (من يدفع يأمر )علما لو أراد حزب الله استعمال قوته الشعبية لا الأمنية لاستطاع منع الباص وركابه ومحركيه من مغادرة الجنوب أو العودة إليه. احمد الأسعد و غيره من طابور السفارة الأميركية يتحركون و يشتمون و يتحدون في الجنوب ولم يعترضهم احد و لكنهم تعمدوا الاستفزاز و خلافا لأي قاعدة قانونية ( وهم يرفضون المقاومة و حركتها بدعوى تعصبهم للقانون و المؤسسات ) لكنهم ارادوا استدراج الدم للمتاجرة به وسعوا بالفرقعة الإعلامية لإقحام اسم السفارة الإيرانية و موقعها و مراكمة المزيد من ادوات حملة تشويه السمعة التي تفبرك في سياقها آلاف الشائعات والافتراءات والأخبار الكاذبة عن سوريا وعن لبنان عبر آلة فيلتمان التي ما زالت تعمل. |