لهذه الاسباب يقوم جزب الله بقتل السوريين
الأربعاء، 29 أيار، 2013
خاص أوقات الشام
مدير التحرير / أوقات الشام
المشكلة التي تعاني منها جميع المجتمعات العربية و حتى الغربية هي أن النسبة الاكبر من المجتمع هي فئة المتلقين وليس المحللين, والمتلقي هو الشخص الذي تستطيع عن طريق الاعلام اقناعه بأي موضوع أو دفعه للذهاب في أي خيار دون أن يكون بمقدوره تحليل ما يتلقى من أخبار أو مما يدفع اليه من خيارات, بينما فئة المحللين وهي النسبة الأقل للأسف فهي تسمع الخبر, تحلله وتقوم بمحاكمته عقليا ومن ثم تتخذ قرارها بأن هذا الخبر او الخيار صحيح أم لا.
وهذا بالضبط ما استخدمه الاعلام البتروصهيوني في تسويق أفكاره الصهيونية في سوريا و العالم العربي.
مقولة: النظام السوري غير ممانع ولا مقاوم لأنه لم يفتح جبهة الجولان..
المتلقي: صحيح لم يفتح جبهة الجولان = غير ممانع و لا مقاوم.
المحلل: نعم و لكن النظام السوري حارب اسرائيل في لبنان في ال 80 و هو كان الداعم الاكبر للمقاومة الفلسطينية و اللبنانية التي لم تكن لتنتصر لولا أنه مدها بالسلاح والدعم الكامل بينما لم يجرؤ نظام عربي أخر على مدها برصاصة واحدة, عدا عن تعرضه للعقوبات الاقتصادية منذ 30 عاما بسبب مواقفه الوطنية من القضية الفلسطينية فكيف يكون عميلا وغير مقاوم إذن ؟
اليوم وبعد سنتين من تشويه النظام السوري المعادي لاسرائيل و شيطنة ايران المعادية لاسرائيل, جاء دور حزب الله, فجميع من هو ضد اسرائيل شيطان في اعلام البترودولار, اما من ينبطح تحت أقدام السيد الامريكي ومن وراءه الاسرائيلي فهو الملاك الطاهر, كالملاك البحريني في مملكة البحرين الديمقراطية الذي يقتل شعبه بمساعدة القوات السعودية, و كبطل الحرية والديمقراطية أمير قطر المفدى في أمارة قطر الحرة.
تطالعنا اليوم مقولة أن حزب الله يقتل السوريين, هؤلاء السوريون الذين فتحوا له أبوابهم و قلوبهم يوم نزح أهل المقاومة من لبنان أيام العدوان الاسرائيلي في ال 2006.
وهم بالتسويق لهذا الطرح يحاولون كما يقول المثل السوري: ( بدون ياخدونا بالعجقة ).
المتلقي: سيأخذ بهذا الخبر و يبني موقفا عليه لأنه يتلقى المعلومة البسيطة و يعتمدها دون تحليل.
أما في التحليل:
فأولا: لا يمكن بالمنطق البسيط أن تتهم شخصا بأنه ناكر للمعروف و الجميل عندما تساعده في موقف معين و من ثم تحاول قتله بعدها و تطلب منه أن لا يدافع عن نفسه بحجة أنك ساعدته يوما ما.
اليوم, يحاول هؤلاء قتل حزب الله بأوامر قطرية – سعودية – امريكية و اسرائيلية عبر قطع طرق امداده بالسلاح وأهم هذه الطرق هي منطقة القصير.
اضافة الى الزج بالاف المقاتلين الاجانب التكفيريين ( قدر عددهم ب 50 ألف ) الذين يكفرون الجميع من سنة و شيعة و مسيحيين والذين يجاهرون بأنهم بعد سقوط النظام السوري سيأتون لقتال عدو اسرائيل رقم 1 : حزب الله.
عدا عن ان ما يحدث في سوريا لم يعد ثورة و انما حرب عالمية بالوكالة لاسقاط النظام السوري ومن ثم عزل ايران و التفرغ للقضاء على حزب الله.
بعد هذا كله, هل من المطلوب من حزب الله أن يتفرج عليكم تذبحونه من الوريد الى الوريد و عليه أن لا يتدخل لأنكم يوما ما فتحتم بيوتكم لجمهوره لمدة 20 يوما أيام عدوان ال 2006 ؟
أما ثانيا: فحزب الله رد معروفكم معه أضعافا مضاعفة فهو يستضيف الاف الاف السوريين النازحين و المهجرين منذ سنتين وحتى الان أي انكم استضفتم جمهوره 20 يوما و هو يستضيف من نزح من اهلكم لمدة سنتين وحتى الان حيث يقدر عدد النازحين السوريين في لبنان ب 400 الف على الاقل 100 الف منهم يستضيفهم جمهور حزب الله, فهل من المعقول أن حزب الله يستضيف السوريين و يقتل السوريين في الوقت نفسه ؟
نعم حزب الله يقاتل في سوريا ولكنه لا يقتل السوريين و انما يقتل من استضاف الصهيوأميركي جون ماكين البارحة في سوريا, ومن استضاف قبله روبرت فورد.
يقتل من هلل للغارة الاسرائيلية على دمشق و من استضاف الصحفي الاسرائيلي في أدلب والذي أراد الاستعانة بشارون لإسقاط بشار الاسد.
هؤلاء من يقاتلهم حزب الله في سوريا, أعداء المقاومة اللبنانية.. أعداء فلسطين.. أعداء سوريا و الشعب السوري.