القصير وأردوغان ونتنياهو

القصير وأردوغان ونتنياهو

القصير وأردوغان ونتنياهو خاص توب نيوز - كميل زيادة
مع انتهاء مهلة المئة يوم الأولى من ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي منحها لأطراف المؤامرة على سوريا لترمي بكل أوراقها بدأ الجيش العربي السوري معركته الاستراتيجية للحسم في سوريا مستهدفاً عدداً من المناطق الحساسة في سوريا وكالعادة وكما في كل المراحل التي مرت بها الأزمة السورية كلما أوشك الجيش السوري على الاقتراب من منطقة محرمة يعلو الصراخ
لو عدنا في الذاكرة لشهور مضت عندما هم الجيش العربي السوري بالدخول لحي بابا عمرو وتطهيره من العصبات الإرهابية المسلحة عندها شهدنا هجوماً غير مسبوقاً من قبل أردوغان وحكومته وقامت تركيا حينها بالعديد من المناورات السياسية والميدانية على الأرض لمنع تقدم الجيش السوري وكان دخول بابا عمرو نقطة تحول فاصلة بعد أن كان يعول عليها الكثيرون في الداخل والخارج
تكررت ذات العملية عند دخول مدينة حماه والذي ترافق بتصعيد عربي قطري على الصعيد السياسي والإعلامي متمثلاً بالأذرع السعودية والقطرية الجزيرة والعربية وبدأت المبادرات والحراك السياسي تارة بموضوع المراقبين العرب وتارة أخرة بالتهديد بتعليق عضوية سوريا تكرر هذا العمل مع السعودية في مدينة دير الزور ومنطقة الميادين تحديداُ
طبعاً القرار السوري كان دوماً بعدم التوفق طالما أنه اتخذ قراراً بذلك ودخل الجيش السوري بابا عمرو كما دخل مدينة حماه ليتبين لاحقاً من نتائج العمليتين سبب السعار الذي انتاب كل من الفريقين المعنيين بكل منطقة فبابا عمرو كانت تحوي العديد من الضباط الأتراك وأجهزة التنصت والعديد من المكاسب منها ما سرب ومنها ما أعلن عنه ومعظمها ما لم يعلن عنه إضافة إلى تبعية كل مجموعة إرهابية فإرهابيو حماة من عصابة الإخوان المسلمين والذين يحركون من قطر وفي دير الزور كان المد العشائري مع مملكة آل سعود واضحاً من خلال ولائهم لبندر
الآن يتكرر المشهد ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة فقد بدأت وحدات الجيش العربي السوري منذ اسابيع تنظيف منطقة القصير وأخذت مواقع المسلحين في ريفها بالتهاوي تبعاً على الحدود اللبنانية شرق وغرب العاصي وكان من الواضح أن لا قدرة للصمود أمام ضربات الجيش السوري وأن هذا الجيش لو استمر في تقدمه فإنه سيطهر المدينة وريفها بفترة وجيزة
شهدنا على الأثر حراكاً وتصعيداً على أعلى المستويات ولكن هذه المرة يختلف الأمر قليلاً فالأطراف التي أخدت على عاتقها القيام بذلك تركيا في الدرجة الأولى وشهدنا وللمرة الأولى تدخلاً اسرائيلياً مباشراً على خط الأزمة بهذا الشكل المفضوح
حاول الطرفان التركي والاسرائيلي القيام بكل جهدهما لمنع تقدم الجيش العربي السوري وكلما لاحت بوادر اقتراب المعركة النهاية كلما زاد السعار فقد حاول الطرفان اقناع الأميركي بتأخير استدارته التي أعلنها لدى زيارة وزير خارجيته جون كيري لروسيا وإعلانه بشكل مباشر فتح باب الحل السياسي والتنازل عن شرط رحيل الأسد والذي شكل اعترافا رسمياً من قمة هرم العدوان على سوريا بفشله في تحقيق أهدافه
بعد ذلك بدا المشهد واضحاً ووضع القطار على سكته الصحيحة وبدأ الحراك السياسي يتجه مترافقاً مع استمرار وحدات الجيش العربي السوري بالتقدم على كافة المحاور ما دفع التركي والاسرائيلي للتحرك للفت الأنظار وتأخير تقدم الجيش السوري وعرقلتها فقام أردوغان بزيارة إلى أوباما وخرجا بنتيجة خلافاً للالتزام مع الروسي كنوع من الضغط السياسي والمناورة حتى الرمق الأخير حاول نتنياهو في زيارته لموسكو منع أو تأخير روسيا عن التزاماتها المتعلقة بصفقات الأسلحة والأهم من ذلك منع تسليم سوريا تكنولوجيا تصنيع تلك الأسلحة وهذا ما يشكل خطورة على كيان العدو أكثر من الأسلحة عينها
أخذ هذا التصعيد ذروته عندما تجاوز البعد السياسي ليأخذ المنحى الأمني متمثلاً بتفجيرات الريحانية والذي لجأت حكومة أردوغان على استثماره منذ اللحظة الأولى واتهام الحكومة السورية بالوقوف وراءه حتى قبل بدء التحقيقات والاستنجاد كالعادة بحلف الناتو ومجلس الأمن
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فالأمر الأكثر خطورة والذي يدلل على مدى أهمية القصير تحديداً وموقعها في معادلة الصراع عندما لدرجة تدفع كيان العدو لتنفيذ غارة جوية على منطقة جمرايا والدخول على خط الأزمة السورية عسكريا بشكل مباشر رغم معرفتها بمخاطر هذا الفعل والذي قد يجر المنطقة لحرب
القيادة السورية فهمت الرسالة جيداً وقرأت الحراك الحاصل والتمست الهدف المبطن منه وهو السعي جاهداً لإيقاف تقدم الجيش السوري في القصير وكان الرد الأمثل بمتابعة العمليات العسكرية وعدم الإصغاء لكل ما يجري من حولها
ما السر الذي يدفع تركيا وقطر لكل هذا التحرك سياسياً وأمنياً إن لم تكن القصير ذات أهمية استراتيجية وأن خسارتها تستدعي كل هذا الضجة الحاصلة الأمر الذي لم يحدث مثيله في ريف دمشق وحلب علماً أنها مناطق شهدت في الفترة نفسها عمليات لا تقل شأناً
البارحة أعلن الجيش العربي السوري وكما هو متوقع بدء العملية العسكرية لتحرير مدينة القصر والتي فاجأت العالم أجمع بسرعتها الخاطفة ودقتها وتمكنها من التوغل داخل المعقل الأشد حساسية وأهمية
كشف الحجاب عما وراء الستار وتبددت كل الاسئلة وأزيل الغموض عن القصير فبعد ساعات من دخول المدينة بدأت الأخبار تتوالى تباعاً مجموعة من ضباط الاستخبارات التركية ومن وحدات النخبة يتولون قيادة العمليات العسكرية والأمنية في غرف عمليات خاصة وهي يتحصنون في حي التركمان والتي تتجاوز تأثيرها منطقة القصير وتعتبر المسؤولة عن قيادة العمليات حمص وحماة ودمشق وترتفع تقاريرها اليومية إلى حكومة أردوغان بالإضافة لتموضع قيادات ما يسمى بجبهة النصرة والتي تدير العمليات في المنطقة الوسطى ككل
بحسب ما كشف عنه حتى الآن فلم تأخذ القصير فقط أبعاداً متصلة في الأزمة في الداخل السوري فأهميتها الاستراتيجية تجاوز ذلك بكثير

موقع القصير على الحدود السورية اللبنانية ومكانها يجعل لها أهمية استراتيجية لأنها تشكل الممر الوحيد الذي يمكن من خلاله إدخال المال والسلاح إلى الداخل السوري عبر السواحل اللبنانية
ليس هذا فحسب فوفق معلومات خاصة بتوب نيوز فإن وحدات الجيش التي دخلت إلى القصير اكتشفت ثلاث غرف عمليات مرتبطة مباشرة مع الموساد وتحوي تجهيزات ووسائل اتصالات دقيقة مرتبطة بالأقمار الصناعية بهدف التجسس على منطقة الهرمل والبقاع وكشف مخازن الأسلحة النوعية والاستراتيجية لدى المقاومة في لبنان والتي تعتقد التقارير الاستخباراتية العسكرية أنها موجودة في هذه المنطقة
فضلاً عن ذلك فقد اعلن الجيش السوري بعد ظهر اليوم عثوره على مدرعة عسكرية اسرائيلية تحمل لوحات وأرقام عبرية وتحوي أجهزة اتصال وتشويش عالية الدقة ليكشف في دليل لا يقبل الشك مدى أهمية المدينة بالنسبة للعدو ومدى الخدمات والترابط الوثيق بينها وبين المجموعات المسلحة
انتهت معركة القصير على الأرض ولكن مفاعيلها ستتجاوز هذه المدينة الصغيرة لتصل عواصم القرار في العالم فمن المؤكد أن ما قبل القصير لن يكون كما بعده وأن فرصة الرمق الأخير الذي منحته أميركا لحلفائها سيكلفها المزيد من التنازلات
Th

» جرحى القصير ..من فتح طريقهم لمغادرة القصير إلى مستشفيات لبنان!؟ حسان الحسن-
» «داعش» على مشارف القدس ونتنياهو مهجوس بإيران!
» ايران تطلّ برأسها من غزة ونتنياهو يحرق أصابعه ...جوني منيّر
» عملية إرهابية مزدوجة لن تُجلس بندر ونتنياهو على طاولة جنيف
» الجيش السوري يسيطر على ريف القصير الغربي و طلائعة تدخل مدينة القصير