جرحى القصير ..من فتح طريقهم لمغادرة القصير إلى مستشفيات لبنان!؟ حسان الحسن-

جرحى القصير ..من فتح طريقهم لمغادرة القصير إلى مستشفيات لبنان!؟ حسان الحسن-

كثرت التساؤلات لدى بعض الرأي العام اللبناني عن مصير الثلاثمئة والستين جريحاً من مسلحي "القصير" الذين أُدخلوا إلى لبنان للمعالجة، والذي تشير بعض المصادر الصحفية إلى أن عددهم الفعلي يبلغ حوالي الثمانمئة مقاتل تمّ إجلاؤهم من القصير تمهيداً لنقلهم إلى لبنان،

وهل ثمة تفاهم مع المعنيين ينظم أوضاعهم الاجتماعية والأمنية بعد انتهاء المعالجة، أو أن السلطات المختصة حصلت على تعهّد من الجهات الراعية لهؤلاء المسلحين بشكل غير مباشر، أي عن طريق وسيط، قد تكون إحدى المنظمات الإنسانية، بعدم انخراطهم في نشاط تخريبي في لبنان، أو بإخراجهم منه فور المعالجة. جرحى القصير ..من فتح طريقهم لمغادرة القصير إلى مستشفيات لبنان!؟ حسان الحسن- Koussierjar

جرحى القصير ..من فتح طريقهم لمغادرة القصير إلى مستشفيات لبنان!؟ حسان الحسن- Koussierjar

في الواقع ليس هناك جواب شافٍ يبدد هواجس المواطنين، ومن يضمن عدم انخراطهم في الاشتباكات الداخلية ذات الأبعاد المذهبية، لا سيما أنهم مقاتلون متمرسون، ويحملون عقيدة تكفيرية ترفض مبدأ الحق في الاختلاف، بالإضافة إلى أن معالجتهم تتم في مناطق نفوذ بعض الجهات اللبنانية الشريكة في العدوان على سورية، وفي طليعتهم "تيار المستقبل"، وبعيدة من حضور "حزب الله" ونفوذه الأمني.

لكن يبقى السؤال الأبرز: كيف سمح "حزب الله" بإدخال التكفيريين الجرحى الذين قاتلوه وتآمروا عليه إلى لبنان للمعالجة؟

ضمن هذا التساؤل، تشير بعض الأوساط إلى أن الحزب هو حزب إسلامي يحمل القيم الإسلامية الصحيحة، ويترجمها في فعلاً في نهجه الجهادي، وبالتالي التزاماً منه بالفتوى الشرعية التي تفرض على المسلم إغاثة الجريح وتحريم منع تقديم الإسعافات له، سمح الحزب بإدخال "جرحى القصير" ومرورهم على الطرق الواقعة تحت نفوذه، بالتنسيق مع الجيش السوري، الذي سمح بدوره أيضاً للصليب الأحمر اللبناني بإخلاء الجرحى ونقلهم من القصير، تجاوباً مع نداءات بعض المنظمات الإنسانية، ومن خلال هذه الالتفاتة الإنسانية أظهر "الحزب" نموذجاً إسلامياً راقياً حقيقياً في التعاطي، وأبدى تمسكه بالقيم الإنسانية والدينية، فقد أسهم في معالجة التكفيريين الذين يرفضون وجوده، التزاماً بفتوى شرعية، في وقت يفتي هؤلاء التكفيريون بأكل الأكباد والقلوب وشي الرؤس و"جهاد النكاح"، وما إلى ذلك..

وتضيف تلك الأوساط أنه على الرغم من الوجود المقلق لجرحى "مسلحي القصير" في لبنان، لكن الأطراف الخارجية والداخلية كافة تقر بأن لدى "حزب الله" مؤسسات تدرس أي قرار استراتيجي أو أمني قبل اتخاذه، وبالتالي لا يمكن أن يقدم على خطوة بمنزلة "قفزة في المجهول"، لاسيما في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة، هذا من المسلم به، من دون الغوص في التحليل عن ماهية الاتفاق الذي بموجبه تمّ إدخال الجرحى إلى لبنان.

لكن، وعلى الرغم من كل هذه التفسيرات، فإن الأسئلة تضج في أذهان اللبنانيين الذين يشعرون باقتراب الخطر من بيوتهم، بعدما كانوا قد ارتاحوا إلى أن "حزب الله" يقوم بقتال هؤلاء في الأراضي السورية قبل قدومهم إلى لبنان، فما الذي جرى ليتم إعادة استقدامهم إلى الأراضي اللبنانية؟ وما هو دور السفارة الأميركية في بيروت في التأثير على السلطات اللبنانية، خصوصاً على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ليغض النظر عن الاتفاق، ولتقوم وزارة الصحة اللبنانية بتأمين نفقات استشفاء هؤلاء، على الرغم من العجز الحاد في موازنتها وعدم قدرتها على تأمين الطبابة للبنانيين؟

» الجهات التركية تسحب جرحى الناتو وعصابات الجيش الحر الى مستشفيات خاصة وتقوم بانتزاع بعض اعضائهم ومن ثم رميهم على الحدود
» ما بعد القصير: إرتدادات تُصيب لبنان .
» هذا ما سيحدث في لبنان اذا سقطت مدينة القصير
» عد تطهير قرى القصير ..هل يُلهب «جهاد السلفيين» لبنان؟ د.أمين حطيط
» قتيل وثلاثة جرحى من مسلّحي ’’الجيش الحر’’ في سوريا إلى لبنان