لماذا يولول قادة العرب ؟ ...نبيه البرجي

لماذا يولول قادة العرب ؟ ...نبيه البرجي

آن الاوان لكي نمشي،كما الطوفان، في الشوارع، وان نصعد، جميعاً، الى سطوح منازلنا، ونصرخ لكي يسمع الخالق ولكي تسمع الخليقة، بأننا نصر على وقف العمل بليلة البرابرة في سوريا التي فلاحوها سنابل، رجالها رماح، نساؤها قصائد…

هؤلاء الآتون من اصقاع الدنيا، الآتون من اصقاع جهنم، لكي يعلّموا محيي الدين بن عربي كيف هو الله، وكيف ان الوصول إليه، لا يتم بالتأمل،او بالتصوف، او بالفناء في الآخر، وبالتفاني من اجل الآخر، وانما عبر تلك الاشرعة الهمجية. لماذا يريدون ان يكون الله وثنياً الى هذا الحد؟ اجل…وثنياً الى هذا الحد.

اتصل بي احد منظري السلفية هائجاً ومائجاً، وبعدما صنفني في فريق الزنادقة، معترضا على حديثي عن» الآلهة الذين حلوا عنوة محل الله»، هدأ بعض الشيء ورغب في مناقشتي. وقعت في الفخ، كيف لاحدهم ان يناقش الثيران او يناقش الضباع او ان يناقش المغول؟

لعلكم تأملتم في الصور التي ترد من سوريا. ذاك الآتي من البنجاب، وقد حافظ على زيه باعتبار ان هذا هو زي المسلمين (حتى الملابس يفترض ان تحافظ على وثنيتها)، والذي يتلذذ بلحوم القتلى، ودائما تحت الراية السوداء إياها. من قال ان الرسول العربي جاء من اجل هذا السواد العظيم؟

آخر، وآت من شبه الجزيرة العربية التي هي مهد الاسلام، اي، وكما قلنا اكثر من مرة، الارض التي استضافت عبقرية التسامح وعبقرية الرحمة، يفاخر بأنه، في امارته داخل سوريا، طبق الشريعة بحق 700 شخص. قطع ايدي 700 سارق. قد يكون احدهم سرق رغيفا من الخبز، وقد تكون احداهن قد سرقت حفنة من الدراهم. لم يقل لنا الامير اياه ما هو عقاب الذين يسطون على… الله.

لاحظتم تصريحات المسؤولين في الغرب. ألا يمضغ هؤلاء الدم، تماما مثلما يمضغون الوحول. قال لهم ريجيس دوبريه ان آلهة الاغريق، وهم آلهة الهولوكوست، يحومون فوقنا.اي ثقافة الآن في الغرب عندما لا تساوي جثثنا – نحن العرب – جثث القردة؟ هل نبالغ؟ كاتب في احدى الدوريات العلمية الكبرى يطلق صيحة استغاثة من اجل الحيلولة دون نوع معين من القردة والانقراض. غريب ألا احد اطلق مثل هذه الصرخة لا من اجل سوريا، ولا من اجل العراق، ولا من اجل الصومال، حيث مهرجان الجثث الذي هو مهرجان الجماجم قائم على قدم وساق!

هل يمكن للدين ان يكون قبيحاً وصاخباً ومتهتكاً الى هذا الحد؟ اخبرونا عن ذلك الشهريار في منطقة الرقة. احلّ لنفسه الزواج كل ليلة من امرأة لكي ينتشر المسلمون في ارجاء الارض، ويحررون نيويورك وموسكو وشنغهاي من ايدي اهل الشرك، ودون ان نستغرب، ودون ان نستهجن، فهل آتاكم حديث ما يحصل في قطاع غزة، وحيث اصحاب اللحى اقل وطأة، واقل هولاً؟ مرة اخرى، وبوضوح، تصلنا قهقهات…حائط المبكى.

نسأل العرب، ونسأل الاتراك، كما نسأل احفاد بنيامين فرنكلين وجان جاك روسو وبرتراند راسل، ما اذا كان هذا هو النظام البديل، النظام الديمقراطي الذي يكرس ديناميكية الحداثة، في سوريا؟ بكل دقة نقول، ولمسنا ذلك على الارض… الآلاف، الآلاف الذين رفعوا قبضاتهم في وجه الاهمال والقمع، ومن اجل الخبز والعدالة، لا نقول انهم تخلوا عن شعاراتهم، ولا عن قبضاتهم، لكنهم رأوا كيف ان السيناريو الذي يطبق منهجياً على الارض ليس معنياً لا بحرية السوريين، ولا بعنفوانهم. كما يحدث لمصر من تقويض للدولة، وللدور، كما للناس، يحدث في سوريا التي يقال انها تاريخياً، وسوسيولوجياً، اكثر قابلية للتفاعل مع غواية الدم، كما لو ان دمشق ليست، وكما وصفها نزار قباني، المدينة التي كان فيها القمر شاهداً على « زفاف الازل على الياسمين».

ثمة وحيد قرن ويدعى المجتمع الدولي. يتابع بدقة قصة غاز السارين، ويغفل تلك التقارير الاستخباراتية التي تحدثت منذ سنوات عن ان تنظيم القاعدة قد يكون في صدد انتاج القنابل القذرة لاستخدامها في المدن الغربية. مهزلة ان يحكى عن غاز السارين الذي يمكن لاي جهاز استخبارات تسريبه وفي اي اتجاه، كما لو ان الذين يتحدثون عن الاخلاق وعن القيم من ابراجهم العالية، ليسوا هم اصحاب الايدي الملطخة.

هذه هي القضية الآن. شاهدنا في مدينة طرابلس البعيدة كل البعد عن ثقافة الاجتثاث مظهرا من هذا القبيل سيق ذلك الرجل المحطم مثل الدابة في الشوارع، وقد كتب اسم طائفته على صدره كما على ظهره. ولقد عاتبنا مسؤول كبير لاننا تحدثنا عن خطة للسيطرة على المخيمات، ومنها السيطرة على المدن، من بيروت الى طرابلس وصيدا وصور و بعلبك. الآن ترفع تقارير الى مراجع كبرى وفيها التفاصيل، وفيها الهواجس….

حتى لينقل عن احد قادة «جبهة النصرة» قوله ان «حزب الله» ضربنا في ظهرنا في ريف حمص فلنضربه في ظهره في كل مكان».

الضرب في الظهر، ودائماً لخدمة راحيل وصرخة راحيل، فيما القادة العرب والاتراك يولولون ويعلنون الحرب على جنيف-2. ماذا اذا حصل الاتفاق وعاد مصاصو الدماء الى ديارهم؟ الارائك الوثيرة، مثل الرؤوس الوثيرة ، تهتز. ليلة البرابرة تقضّ مضاجع…ألف ليلة وليلة!

الديار

» لماذا يزدري الاميركيون العرب؟ نبيه البرجي
» نبيه البرجي: كتابة في سذاجتنا … العرب البائدة
» لماذا ادار الجولاني ظهره للجمهور؟ ....نبيه البرجي
» نبيه البرجي: ذلك الشيء الذي يدعى العرب – انتظروا، قريبا دول اخرى تتحطم و…تتناثر!!
» لماذا غاب اردوغان !.....نحن العرب نعلن فشلنا ....نبيه برجي