بالارقام ...ما هي القدرة الحقيقية للدفاعات الجوية السورية ؟ وهل هي الاولى عالميا؟
السبت، 18 أيار، 2013
خاص أوقات الشام
حسن الحسيني
منذ بداية الفتنة في ربيع 2011 في سوريا، بدأت الأصوات ترتفع والحديث يتداول حول "التدخل العسكري" لحلف شمالي الأطلس "الناتو". كيف هو هذا التدخّل المطلوب حينها؟ إنه شبيه بالتدخل الذي حصل في ليبيا أيام الرئيس معمر القذافي وفي العراق أيام الرئيس صدام حسين: الخطوة الأولى هي فرض حظر جوي على الدولة أو على منطقة معينة منها؛ بمعنى منع طيران الدولة المعنية (مثل ليبيا أو العراق) من الطيران والتحليق والهجوم على منطقة معينة، تعتبر منطقة آمنة وعازلة. وفي هذه المنطقة العازلة يتم إنشاء دويلة مستقلة تشكّل ملاذً آمناً لكل المنشقين من جيش وسياسيي الدولة المعنية، وكل المرتزقة الأجانب الذين يتم جلبهم من الخارج، كما تشكّل موطئ قدم للقوات العسكرية البرية الأطلسية، ولأجهزة الاستخبارات والقيادات العملياتية الأجنبية. ومن هناك يتم الانقضاض على المناطق الاستراتيجية لهذه الدولة أو تلك، حتى يتم إخضاعها وإخضاع مناطقها المختلفة عسكرياً، ومن ثم تنصيب حكومة موظفة من قِبَل الغزاة الأجانب وعملائهم.
ولكن الناتو – منذ ذلك الوقت – رفض التدخل في سوريا؛ وحتى إنجلترا وفرنسا (رأس الحربة والأشد حماساً لمشروع "إسقاط النظام") لم تجرؤا على إرسال طائراتهما إلى الأجواء السورية. ولا تركيا فعلت أكثر من "التهديد"؛ وهاهي تستعد للتدخل العسكري في سوريا منذ خريف 2011 وحتى اليوم! وكذلك الولايات المتحدة لم تقم بالعمل المنفرد وهي تملك من حاملات الطائرات ما تملك. وحتى إسرائيل – التي دفعتها الولايات المتحدة مرغمةً على المخاطرة بطائراتها إف-15 وخاصةً من طراز "راعم" أو "الرعد" – لم تجرؤ على دخول الأجواء السورية عملياً، وقامت بالقصف الصاروخي من الأجواء اللبنانية من جهة. وقيل أن هنالك طائرات دخلت وتم إسقاط إحداها، ثم تمت "لفلفة" المسألة والتراجع عن هذا الخبر. وعلى الفور هرع "نتانياهو" إلى روسيا يستجديها أن تتوقف عن بيع سوريا المضادات الجوية المتطورة وأن تمنع سوريا من الرد على الغارات، وبعدها راح يهدد ويتوعد بشكل هستيري – يعكس الرعب أكثر ما يعكس القوة – في حال ردت سوريا عسكرياً على إسرائيل. فما الأمر ما هذا السر في قصة سوريا؟ لماذا هي ليست كليبيا ولا كالعراق؟
موقع سلاح الجو والدفاعات الجوية في البنية العسكرية
لعل الجيل الحالي من السوريين – بذاكرته القصيرة للأسف – نسي الكثير مما يحفل به تاريخ الجيش العربي السوري من القصص والبطولات والإنجازات التي تحسب له؛ ومن جملتها (على سبيل المثال) إسقاط الدفاعات الجوية السورية لمقاتلتين أميريكيتين هاجمتا مواقع سوريا في شمال لبنان في 4/12/1983، وأسر طيار إحدى الطائرتين – وكان أسوداً من الأميريكيين الأفارقة – جاء حينها القس الأميريكي "جيسي جاكسون" يتوسّط لدى الرئيس الراحل حافظ الأسد ليطلق سراحه. ومن ذلك إسقاط طائرتي استطلاع إسرائيليتين بعد تلك الحادثة بخمسة أيام. نعم، ربما نسي السوريون من مواليد الثمانينيات – الذين كانوا حينها أطفالاً – والتسعينيات الذين لم يشهدوا تلك الأيام (وهم الذين صاروا شباب ورجال سوريا اليوم)؛ ولكن الأميريكيين والأوروبيين والإسرائيليين لم ينسوا أبداً، والدول لا تنسى وإنما تتعلم من العبر والدروس. والدرس المعروف والمشهور مع سوريا أنها غدت في عهد الرئيس حافظ الأسد إحدى أشرس الدول عسكرياً، وإحدى أكثر دول المنطقة والعالم حماية ًبالدفاعات الجوية؛ التي هي عبارة عن مدافع أو بطارية صواريخ أرض-جو تستطيع أن تطلق النار إلى علو مرتفع جداً مما يؤدي إلى إصابة الطائرات المعادية إذا حاولت الهجوم على الدولة.
بالإضافة إلى كل المضادات الجوية، فإن حماية المجال الجوي لدولة ما – مثل سوريا – يساهم فيه سلاح الجو الدفاعي، وتحديداً الطائرات المقاتلة التي تمتاز بصغر الحجم وخفة الوزن فتكون أسرع وأرشق ودورانها في الجو أسرع من أن يتيح المجال إلى الطيران المعادي بإصابتها؛ وذلك بخلاف الطائرات الاستراتيجية أو القاذفات الاستراتيجية الكبيرة والتي تمتاز بقدرتها على حمل القنابل والأسلحة من الأوزان الثقيلة.
فإذا افتقرت دولة ما إلى العدد الكافي من الطائرات والقاذفات الاستراتيجية المتوسطة والكبيرة – وهي أسلحة هجومية – لا يعني أن سلاحها الجوي ضعيف من الناحية الدفاعية. فالمقاتلات الصغيرة تمنع الطائرات الاسترايجية من قصف المواقع المطلوبة من الجو. وفوق هذا وذاك، فإن الطائرات المقاتلة، والحوامات المقاتلة تستطيع تدمير سلاح المدرعات – ابتداءً من الدبابات ووصولاً إلى أصغر مدرّعة أو آلية أو حتى سيارة عسكرية، بالإضافة إلى القدرة على تصفية الأفراد الراجلين. وبالتالي، فمن امتلك السيطرة على سلاح الجو (المقاتلات الحربية والحوامات المقاتلة) سيطر وتفوّق على كل الأسلحة البرية الأخرى. وهذا ما وراء تكرار المسؤولين الأميريكيين تصريحاتهم بخصوص التزام الولايات المتحدة بالتفوق الجوي الإسرائيلي على باقي دول المنطقة، وآخرها التصريحات الصادرة خلال أيار 2013؛ ولكن هذا يعكس – في نفس الوقت – أهمية الدفاعات الجوية السورية من طيران ومن مضادات جوية موجودة على الأرض: فهي قادرة على تحويل "التفوق الجوي الإسرائيلي" إلى مسألة لا قيمة لها، لأن الطائرات الإسرائيلية – برغم تفوقها – لن تستطيع أن تحلق فوق الأجواء السورية عن قرب (أي بشكل منخفض) وبالتالي لن تتمكن من قصف أهدافها بدون التعرض للإصابة والدمار. وفي حالة التحليق المرتفع ستكتشفها الرادارات مبكراً قبل وصولها، وبالتالي ستخرج المقاتلات السورية للتصدي لها قبل أن تتمكن من الوصول إلى أهدافها.
مؤخراً، انتشر في الإعلام خبرٌ مفاده أن "سورية في المرتبة الأولى عالمياً في قوة الدفاع الجوي ولديها مايعادل ضعف فرنسا بعدد الطائرات"، ويرد فيه أنه "بعد حصول سوريا على ال (إس-300) المضاد، سوريا في المرتبة الأولى عالمياً، في قوة الدفاع الجوي لديها، ويعتبر الجيش العربي السوري عاشر جيوش العالم من حيث القوة والأول عالميا من حيث حرب العصابات والمدن ، والخامس عالمياً من حيث مضادات الدروع علما ان الولايات المتحدة سادساً. (تجدر الإشارة بأن هذا التقييم سابق للأزمة وللخبرات الهائلة التي اكتسبها الجيش العربي السوري في أحدث تقنيات واستراتيجيات حرب المدن والعصابات، وفي مجال المناورة ونقل الجنود وإدارة العمليات، واكتسبتها أيضاً الحاضنة الشعبية السورية التي أصبحت قادرة على إنتاج أحد أذكى وأشرس منظومات المقاومة الشعبية في العالم كرديف حقيقي لهذا الجيش، مما يرعب أي طرف يفكر للحظة بأن يقدم على محاولة غزو أو تدخل بري).
من حيث الصواريخ تعتبر سوريا الأولى عالميا من حيث الكثافة والسادسة عالميا من حيث القوة.
الدبابات السورية في المرتبة ١٢ عالمياً. وتعتبر سوريا بصفقات طيرانها الجديدة من اقوى منظومات الطيران الحربي في المنطقة حيث لدى سوريا مايعادل ضعف فرنسا بعدد الطائرات بحسب وزير الدفاع الفرنسي." كما يرد أيضاً أن "موسكو سلَمت مجموعة من صواريخ إس-200 ومنصات إطلاقها للجيش السوري بعد اندلاع الأزمة السورية، وأن خبراء سوريين أنهوا تدريباتهم على تلك المنظومة الصاروخية التي باتت منذ فترة تحت إشراف وتحكم الطرف السوري بالكامل، من دون حاجة لإدارتها من قبل خبراء روسيين. ويبلغ مدى صواريخ إس-200 أكثر من 150 كلم، ويمكنها إصابة الهدف بدقة، وصواريخ مرصاد إضافة إلى اختبار صواريخ تور إم 1، وهي منظومة دفاعية قصيرة المدى روسية الصنع". والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا معقول؟ هل هو ممكن أن يكون تصنيف سوريا قد أصبح الأول في المنطقة في الدفاع الجوي متقدماً على تركيا وإسرائيل ومصر وإيران؟ هل اكتشاف إسرائيل – أثناء الغارات الجوية الأخيرة – لمنظومات إس-300 هو الذي أرعب "نتانياهو" ودفعه لتأجيل سفره إلى الصين، ومن ثم عقد اجتماع أمني مصغّر في نفس الليلة، والمسارعة إلى نصب بطاريات "باتريوت" في "الجليل" وإغلاق المجال الجوي لشمال إسرائيل؟ لماذا لم يتخذوا كل تلك الإجراءات قبل بدء الغارات أو أثنائها؟
لنعرف مدى مصداقية هذا الخبر الهام بخصوص الدفاعات الجوية السورية – والتي تلعب دوراً أساسياً في التوازن الاستراتيجي للشرق الأوسط – نقوم باحتساب ما عند كل جيش رئيسي في المنطقة من دفاعات جوية ومن مقاتلات وحوامات مقاتلة، ثم نتذكر دوماً أن قوة الدفاع الجوي مرتبطة بالمساحة الجغرافية. وسوف نرى فيما سيأتي أن سوريا بحسب الإحصائيات التي كانت متوفرة في بداية 2011، أي أنها تعطينا الصورة التي كانت سائدة حتى عام 2009، نجد أن سوريا كانت بالفعل الدولة الثانية في الحماية الجوية بعد إسرائيل بفارق صغير يجعل سوريا وإسرائيل ندين حقيقيين، وتفصلها عن الحماية الجوية لكل من تركيا ومصر وإيران والسعودية فجوات هائلة؛ إلى درجة أن سوريا قادرة على حماية نفسها من هجوم تحالف تركي-إسرائيلي مع دولتين أخريين لديهما نفس عدد طائرات تركيا وإسرائيل. وبالتالي فإذا استلمت سوريا هذه المنظومات فمن الناحية الكمية بالنسبة إلى مساحتها الجغرافية ستتحول بكل تأكيد وبساطة إلى المرتبة الأولى. وإذا كانت هذه المنظومات من الناحية النوعية المذكورة (مثل إس 200 وإس 300)، فهذا يعني أن سوريا تستطيع أن تضع هذه المنظومات على حدودها مع لبنان ومع إسرائيل ومع الأردن فتصبح قادرة على إسقاط الطائرات التي تحلّق فوق أي من هذه الدول (لأن مسافة 150 كيلومتر من الحدود السورية تغطي كامل لبنان طولاً وعرضاً)، وكامل الشمال الإسرائيلي (منطقة الجليل) حيث تقع "تل أبيب" على بعد 167 كلم من جنوب سوريا، وكذلك كامل الشمال النصف الشمالي من الأردن، فضلاً عن شريط ضمن الحدود التركية محظور الطيران عرضه أكثر من 100 كلم. وهذا يفسّر سبب مسارعة إسرائيل إلى إغلاق مجالها الجوي في الشمال فقط ونصب صواريخ باتريوت (المضادة للصواريخ) هناك فقط، خوفاً من رد سوريا؛ كما ويفسر قلق نتانياهو وإسراعه إلى روسيا!
لقد كان هذا أحد أهداف الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي من دعم "العصابات المسلحة" التي دعت نفسها باسم "الجيش الحر"، وهو: تدمير الدفاعات الجوية السورية، واحتلال المطارات السورية وما فيها من طائرات، ودفع الطيارين السوريين للانشقاق، قبل أن تتمكن قوات الأطلسي من التدخل. ولذلك تعرّضت "المخابرات الجوية" إلى أضخم هجوم وأكبر حملة استهداف من بين باقي الأجهزة الأمنية، وتم الاعتداء على الطيارين وقتلهم وهم في الحافلات يتجهون إلى أماكن المبيت؛ هذا دون الحديث عن معارك "المطارات" الشهيرة. ولكن هل تمكنوا من تدمير الدفاعات الجوية السورية؟ بحسب العمليات التي أعلنوها فالضرر الحاصل في الدفاع الجوي السوري بسيط جداً، والمنظومات التي استلمتها سوريا خلال 2010 و2011 و2012 عوضتها وزادت عليها؛ ولكن لا نعلم إذا كان هؤلاء قد أعلنوا عن جميع عملياتهم. ومع ذلك فرد فعل الإسرائيليين والأميريكيين والأتراك واضح جداً ويدل على أن قدرات سوريا في الدفاع الجوي لا تزال عالية جداً.
الوضع المقارن للدفاعات الجوية في الشرق الأوسط:
فيما يلي بعض الإحصائيات المقارِنة بين الجيوش الأساسية في الشرق الأوسط حتى نهاية عام 2009، بحسب عدة مؤسسات بحثية متخصصة في دراسة التوازن الاستراتيجي ومتابعة صفقات التسلح في الأقاليم المختلفة من العالم.
المملكة العربية السعودية:
المساحة: 2,149,690 كيلومتر مربع
المضادات الجوية: 3,065 قطعة مضاد جوي
مقدار التغطية: مضاد جوي واحد لكل 701 كيلومتر مربع من الأرض
عدد الطائرات: 435 طائرة مقاتلة
مقدار التغطية: طائرة مقاتلة واحدة لكل 4,942 كيلومتر مربع من الأرض
عدد الحوامات: 428 حوامة
مقدار التغطية: حوامة واحدة لكل 5,022 كيلومتر مربع من الأرض
الجمهورية الإسلامية في إيران:
المساحة: 1,648,195 كيلومتر مربع
المضادات الجوية: 1,776 قطعة مضاد جوي
مقدار التغطية: مضاد جوي واحد لكل 928 كيلومتر مربع من الأرض
عدد الطائرات: 189طائرة مقاتلة وهذا يدل على أن إيران لا تفكر في مهاجمة السعودية
مقدار التغطية: طائرة مقاتلة واحدة لكل 8,720 كيلومتر مربع من الأرض
عدد الحوامات:30 حوامة
مقدار التغطية: حوامة واحدة لكل 54,940 كيلومتر مربع من الأرض
جمهورية مصر العربية:
المساحة: 1,002,450 كيلومتر مربع
المضادات الجوية: 300 قطعة مضاد جوي
مقدار التغطية: مضاد جوي واحد لكل 3,342 كيلومتر مربع من الأرض
عدد الطائرات: 220 طائرة مقاتلة
مقدار التغطية: طائرة مقاتلة واحدة لكل 4,556 كيلومتر مربع من الأرض
عدد الحوامات: 149 حوامة
مقدار التغطية: حوامة واحدة لكل 6,728 كيلومتر مربع من الأرض
إسرائيل:
المساحة: 20,770 كيلومتر مربع
المضادات الجوية: 1,888 قطعة مضاد جوي
مقدار التغطية: مضاد جوي واحد لكل 11 كيلومتر مربع من الأرض
الميزان مع سلاح الجو: 10 مضادات جوية لكل مقاتلة إيرانية، 4 مضادات جوية لكل مقاتلة سورية ، 8 مضادات جوية لكل مقاتلة مصرية، 4 مضادات جوية لكل مقاتلة سعودية، 5 مضادات جوية لكل مقاتلة تركية.
عدد الطائرات: 395 طائرة مقاتلة
مقدار التغطية: طائرة مقاتلة واحدة لكل 52 كيلومتر مربع من الأرض
الميزان مع سلاح الجو: 2 مقاتلة لكل مقاتلة إيرانية، 1 مقاتلة لكل مقاتلة سورية ، 2 مقاتلة لكل مقاتلة مصرية، 1 مقاتلة لكل مقاتلة سعودية، 1 مقاتلة لكل مقاتلة تركية.
عدد الحوامات: 65 حوامة
مقدار التغطية: حوامة واحدة لكل 320 كيلومتر مربع من الأرض
الجمهورية العربية السورية:
المساحة: 185,180 كيلومتر مربع
المضادات الجوية: 6,171 قطعة مضاد جوي
مقدار التغطية: مضاد جوي واحد لكل 30 كيلومتر مربع من الأرض
الميزان مع سلاح الجو: 15 مضاد جوي لكل مقاتلة إسرائيلية، 16 مضاد جوي لكل مقاتلة تركية، 28 مضاد جوي لكل مقاتلة مصرية، 14 مضاد جوي لكل مقاتلة سعودية، 32 مضاد جوي لكل مقاتلة إيرانية.
الميزان مع تحالف إسرائيلي-تركي-سعودي: 5 مضادات جوية لكل مقاتلة متحالفة
عدد الطائرات: 440 طائرة مقاتلة
مقدار التغطية: طائرة مقاتلة واحدة لكل 421 كيلومتر مربع من الأرض
الميزان مع سلاح الجو: 2 مقاتلة لكل مقاتلة إيرانية، 1 مقاتلة لكل مقاتلة إسرائيلية، 2 مقاتلة لكل مقاتلة مصرية، 1 مقاتلة لكل مقاتلة سعودية، 1 مقاتلة لكل مقاتلة تركية (تعتمد تركيا وإسرائيل في التفوق الجوي على نوعية الطائرات)
عدد الحوامات: 190 حوامة
مقدار التغطية: حوامة واحدة لكل 974 كيلومتر مربع من الأرض
الجمهورية التركية:
المساحة: 783,562 كيلومتر مربع
المضادات الجوية: 314 قطعة مضاد جوي
مقدار التغطية: مضاد جوي واحد لكل 2,495 كيلومتر مربع من الأرض
الميزان مع سلاح الجو السوري: أقل من مضاد جوي لكل مقاتلة سورية
الميزان مع سلاح الجو الإيراني: أكثر من مضاد جوي لكل مقاتلة إيرانية
عدد الطائرات: 377 طائرة مقاتلة
مقدار التغطية: طائرة مقاتلة واحدة لكل 2,078 كيلومتر مربع من الأرض
الميزان مع سلاح الجو السوري: 1 مقاتلة لكل مقاتلة سورية
الميزان مع سلاح الجو الإيراني: 2 مقاتلة لكل مقاتلة إيرانية
عدد الحوامات: 81حوامة
مقدار التغطية: حوامة واحدة لكل 9,673 كيلومتر مربع من الأرض
وهذا يبيّن بوضوح التفوق السوري الهائل في مجال الدفاعات الجوية وندية سوريا الحقيقية لإسرائيل؛ وهذا يفسّر لنا بشكل عسكري سرّ الجمود الحربي بين سوريا وإسرائيل: فهنالك توازن ردع قائم منذ 1983؛ فلا إسرائيل تستطيع مهاجمة سوريا جواً في وجود هذه الدفاعات الجوية، ولا براً بدون تفوقها الجوي. ولا سوريا ومعها كل جيوش المنطقة قادرين على مهاجمة إسرائيل – وإن اجتمعوا بكل صدق – في وجود الحماية الجوية الكثيفة والتفوق الجوي النوعي. وفي مقابل الصواريخ الإسرائيلية هنالك الصواريخ السورية والإيرانية، وفي مقابل النووي الإسرائيلي هنالك الكيماوي السوري، وقريباً سيكون هنالك النووي الإيراني. ولذلك، لم يعد هنالك ما يسمى بهيمنة إسرائيلية على المنطقة، ومع ذلك لا تستطيع سوريا "إزالة إسرائيل من الخارطة" بالعمل العسكري النظامي. ومن هنا جاء الوضع البديل: الحرب الباردة (المقاومة) أو السلام بالتفاهم على مبدأ "الأرض مقابل السلام"، لتخطي هذا الجمود والخروج من هذه الحالة العالقة والتركيز على مستقبل هذه الأمة وهذا الإقليم وهذا الوطن. ولكن كان الأمريكيون دوماً يفسدون أي سلام!
من هنا نستطيع أن نفهم سبب جنون إسرائيل والولايات المتحدة من العقد الذي أبرمته إيران مع روسيا لشراء منظومات "إس-300"، والذي اضطرت حينها روسيا لإلغائه – نتيجة الضغط الإسرائيلي والإميريكي – مما أدى إلى قيام إيران برفع دعوى قضائية حمّلت فيها روسيا الملايين من الدولارات. واليوم يحاولون تكرار ذات الأمر مع سوريا، ولكن البشرى أن إيران بدأت منذ أعوام بالتحضير لإنتاج مضادات جوية هي "نسخة مطابقة" لمنظومات "إس-300" الروسية، وسيبدأ إنتاجها محلياً في إيران خلال عام 2014؛ وسيكون بوسع سوريا شرائها من الإيرانيين بأسعار أقل! وحتى ذلك الحين سيكون علينا أن ننتظر انتهاء تركيا من "الاستعداد للتدخل" العسكري في سوريا.