بعد ان تمكنت سورية من "عزل" حدودها..من يتحمّل مسؤولية التكفيريين العالقين بلبنان؟

بعد ان تمكنت سورية من "عزل" حدودها..من يتحمّل مسؤولية التكفيريين العالقين بلبنان؟

كما كان متوقَّعاً، تمكّن الجيش السوري من عزل المناطق الحدودية السورية عن بعض المناطق في الضفة اللبنانية المقابلة، والتي كانت تشكل ممرات لتسلل المسلحين وتهريب السلاح إلى الداخل السوري، وأبرزها جرود عرسال، ومشاريع القاع، ووادي خالد،
حسب ما تؤكد مصادر معنية، لافتة إلى أن عمليات تصدير الإرهاب وعدّته من لبنان إلى سورية باتت شبه معدومة، لا سيما بعد التقدم الاستراتيجي الذي حققته القوات المسلحة، خصوصاً في أرياف دمشق وحمص والقصير، ما أدى إلى قطع أوصال أوكار المسلحين وخطوط إمدادها من لبنان في شكل كامل تقريباً.
لاريب أن الإنجازات الاستراتيجية للجيش السوري ستكون لها انعكاسات خطرة على الأوضاع الأمنية اللبنانية، خصوصاً أن لبنان شرّع حدوده لعبور المسلحين وعدة تخريبهم إلى الجارة الأقرب، تحت شعار "النأي بالنفس" الذي اعتمدته الحكومة المستقيلة، إضافة إلى التورط المباشر لـ"تيار المستقبل" وبعض التكفيريين في المؤامرة على سورية، إن من خلال إيواء المسلحين التكفيريين في مناطق نفوذ "المستقبل" وحلفائه وتزويدهم بالمال والسلاح، تمهيداً لتسللهم إلى الأراضي السورية، أو من خلال حملات التحريض المذهبية التي يشنها بعض رجال الدين ووسائل الإعلام التابعة لفريق الحريري، والتي تهدف إلى تمزيق البينة الاجتماعية في لبنان وسورية، خلافاً للدستور اللبناني وميثاق العيش المشترك.
والأخطر من ذلك، هو وجود مئات المسلحين التكفيريين الأجانب على الأراضي اللبنانية، الذين لم يتسنّ لهم الدخول إلى سورية بعد نجاح جيشها في ضبط الحدود مع لبنان، ويقدّر عددهم نحو خمسمئة مسلح، موزعين بين جرود عرسال وبعض قرى وادي خالد في عكار، على ما أكدت مراجع مختصة.
لاشك أن هؤلاء المسلحين لن يستطيعوا دخول الأراضي السورية، ولن يتمكنوا أيضاً مغادرة لبنان، فمن البديهي أن ترفض الدول كافة استقبال إرهابيين على أراضيها، ما ينذر بعواقب خطرة الوضع الأمني اللبناني.
وفي هذا الصدد يسأل المراقبون: ماذا سيكون مصير هؤلاء المسلحين؟ وهل يتم إنهاء حالتهم؟ ومن هي الجهة المؤهلة التي يمكن أن تأخذ على عاتقها مهمة دقيقة من هذا النوع؟ وهل لبنان اليوم بات محكوماً بتكرار تجربة "نهر بادر" جديدة، بكل ما قد ترتب من نتائج كارثية على البنية الاجتماعية اللبنانية، ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية؟
لا ريب أن أي تجاوز أمني قد يحدث في لبنان جراء وجود المسلحين تتحمل مسوؤليته التيارات اللبنانية التي انغمست في الأزمة السورية أمنياً وإعلامياً ولوجستياً، وعرّضت لبنان لمخاطر جمة، تنفيذاً للإملاءات الخارجية، بالرغم من أن أحد هذه التيارات رفع شعار "لبنان أولاً"، ويرفض المشاركة في حكومة تضم ممثلين عن "حزب الله"، لأنه يدافع عن ثلاثين ألف لبناني موجودين في ريف القصير كانوا مهددين بالإبادة الجماعية!
وفي ضوء هذا الواقع الأمني المتردي، يشير مرجع عسكري واستراتيجي إلى أن ليس لدى المعنيين خطة لمواجهة الواقع المذكور، خصوصاً في ظل الانقسام السياسي اللبناني في شأن الأزمة السورية، وفي ظل حكومة تصريف أعمال غير قادرة على اتخاذ قرارت مهمة، متوقعاً تكرار تجربة "نهر البارد" عاجلاً أم آجلاً.
حسان الحسن - "الثبات"

» مجلس الشعب: من يرفض الحوار الوطني يتحمّل مسؤولية استمرار نزيف الدم السوري
» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين في سورية (ح1)>>>خضر عواركة
» الاتحاد الأوروبي يطلب من تركيا فتح حدودها مع سورية لمساعدة "كوباني"
» النأي بالنفس امتد الى الحدود فلا تلوموا سورية ان ضبطت حدودها بما هو مناسب ..بقلم بهاء نصار خير
» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين في سورية (ح1)