اليوم 105 ... إعلان النصر - ديما يونس

اليوم 105 ... إعلان النصر - ديما يونس

أدى باراك أوباما اليمين الدستوري لولايته الثانية لتبدأ معه شبكة توب نيوز عداً تنازلياً مدته مئة يوم لإعلان نصر سوريا في حربها الدائرة منذ أكثر من عامين. اليوم وفي اليوم 105 تحديداً يجتمع لافروف وكيري في موسكو ليعقدا مؤتمراً صحفياً يحمل معاني النصر السوري.
تسارعت الأحداث في هذه الفترة حيث بدأت حملة عسكرية تحت عنوان الحسم في كافة المناطق السورية وإحراز تقدم لقوات الجيش العربي السوري على كافة الجبهات. ففي حمص تم استكمال حملة التطهير للمدينة وحصر وجود المسلحين في بؤرة ضيقة. أما في الريف فقد شن الجيش العربي السوري حملة واسعة لتطويق القصير واستكمل الطوق حول المدينة مع تحرير الريف مما ساهم في قطع الامدادات من الحدود اللبنانية للمجموعات المسلحة. أما في حلب حيث دارت أشد المعارك على مدى المئة يوم الماضية لتتوج باستعادة الجيش العربي السوري لزمام المبادرة ووصول تعزيزات عسكرية نوعية أسهمت في إفشال معارك المطارات وفتح الطريق الدولي باتجاه مطار حلب واستكمال السيطرة عليه تمهيداً لاستعادة المدينة بشكل كامل. أما في دمشق فقد تكررت محاولات الميليشيات المسلحة لاختراق الطوق المحكم حول المدينة ومحاولة فتح ثغرة تحت مسميات "ملحمة دمشق الكبرى!" بنسخها المتعددة التي كان قاسمها المشترك الفشل الذريع، ولم ينجح قصف العاصمة بالهاون بتواتر شبه يومي تزامن مع عدة تفجيرات ارهابية في كسر عزيمة الجيش السوري الذي أحكم مؤخراً حصار الغوطة الشرقية وأصبح التقدم باتجاه تطهيرها بالكامل متسارعاً.
وقد شهدت هذه الفترة تصعيداً خطيراً من قبل الميليشيات المسلحة التي قامت بقصف قرية خان العسل بريف حلب بصاروخ كيماوي وما رافقه من ازدياد الضغوط على الحكومة السورية بشأن الأسلحة الكيماوية وتوظيفها كذريعة لتبرير التدخل الخارجي. على الرغم من مطالبات الحكومة السورية المتكررة بإرسال لجنة تحقيق دولية نزيهة للتحقيق بهذه الحادثة إلا أن هذه المطالبات لم تلق إلا المماطلة حيناً وربطها بطلبات تعجيزية من الحكومة السورية حيناً آخر ليتم إغلاق هذا الملف بإعلان كارلا ديل بونتي عن استخدام المعارضة السورية لغاز السارين ضد الجيش السوري والمدنيين.
أما دبلوماسياً، فقد استكملت الجامعة العربية ملف التواطؤ والتآمر المستمر منذ بداية الأزمة بالقيام بخطوة يائسة في سبيل تعويم الائتلاف السوري المعارض، ومنحه الشرعية المطلوبة ليكون ممثلاً للشعب السوري وذلك بخطوة مثلت سابقة خطيرة في تاريخ الجامعة العربية بتلسيم هذا الائتلاف الهجين مقعد سوريا في الجامعة العربية بما يخالف ميثاق الجامعة. هذه الخطوة شكلت محاولة من القوة العربية الداعمة لما يسمى بالربيع العربي لإيجاد ممثل لها على طاولة الحوار المرتقبة مع الحكومة السورية ومنحه ما أمكنهم من دعم وثقل سياسي لا يتمتع به على الأرض ليكون أداة تساعدهم في حصد بعض المكاسب السياسية تعوض عن فشلهم في إسقاط النظام فعلياً على الأرض.
واكب هذا التطور الدبلوماسي والعسكري دخول اسرائيل بشكل مباشر على خط الأزمة السورية الذي بدأ بتقديم الدعم اللوجستي للميليشيات المسلحة عند الحدود مع الجولان وإدخال بعض الجرحى إلى المشافي الاسرائيلية للعلاج والتهديد بالتصعيد العسكري الذي تمثل بغارتين للطيران الاسرائيلي الأولى استهدفت مركز البحوث في جمرايا والثانية مؤخراً عبر قصف ما ادعت أنه "مخازن أسلحة إيرانية معدة للإرسال إلى حزب الله". وقد شكلت هذه الغارات ظهور الأصيل إلى الواجهة بعد فشل الوكيل في تنفيذ ما يطلب منه حيث مثلت الغارة الأخيرة غطاء للمحاولة الأخيرة للميليشيات المسلحة بدخول دمشق مما فضح التنسيق العالي مع الكيان الصهيوني.
بقراءة دقيقة لهذه التطورات لابد أن نصل إلى النتيجة المتوقعة بإعطاء الضوء الأخضر للحل السياسي من قبل القوى العظمى ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وقد شكل المؤتمر الصحفي الذي عقد بين وزيري خارجية البلدين حصيلة لكل ما سبق من أحداث وتطورات كرست فشل المؤامرة الكونية على سوريا ففي هذا المؤتمر تم الاتفاق على تفسير مشترك لبيان جنيف من كلا القوتين مع اعتراف الأمريكي صراحة بوجود خطر أن تتعرض سوريا للتقسيم إذا فشلت الجهود السياسية وتنامي خطر "الإرهاب" مع تنامي العمليات الإرهابية. وحمل هذا المؤتمر تطوراً نوعياً عبر اعتراف ضمني من قبل الأمريكي بشرعية النظام السوري الذي كان قد أكد مراراً وتكراراً طوال السنتين الماضيتين أنه قد فقد شرعيته عبر دعوة ممثلين عن الحكومة السورية لحضور مؤتمر الحوار الذي سيجمع كل القوى المتصارعة. حمل اليوم 105 إعلاناً واضحاً للنصر وإطلاق إشارة البدء الفعلية لحل سياسي لا يستثني الأسد الذي يتجه لإعلان فوزه التاريخي على المؤامرة الكونية.

» ما بين ساعة النصر ...واحلام الخونه..رواية إسرائيلية ..إنجازات المقاوم ماهر يونس
» إعلان النصر وإعادة تشكيل الخارطة بات في قبضة السوريين .. معلومات يكشفها السيد نون
» الخيار السوري ...النصر بالتسوية او النصر بالحرب
» يوميات عائدة الى حمص ...قصة "ديما دالاتي "
» ديما صادق وأبجديّة «غوغل»