التهديدات الامريكية لسوريا بدعوى استخدام الكيماوي هل تخيف فعلا؟
السبت، 27 نيسان، 2013
خاص أوقات الشام
التحليل السياسي بقلم ادارة التحرير
إن إطلاق التهديدات و المواقف السياسية هو جزء لا يتجزأ من تكتيكات الدول للوصول الى أهدافها, أحيانا تنفذ هذه التهديدات و أحيانا أخرى تكون هذه التهديدات مجرد محاولة تخويف الدول المستهدفة بها عل الترهيب و التخويف يثنيها عما تقوم به, كما كان الحل مع كوريا الشمالية و إيران حاليا.
وحتى يمكن التمييز بين التهديدات الحقيقية و التهديدات الجوفاء فعلينا دراسة كل حالة بشكل منفصل فما يجوز هنا قد لا يجوز هناك, أما في الحالة السورية فنلاحظ عدة نقاط تؤكد جميعها أن تهديدات الولايات المتحدة تندرج تحت تصنيف التهديدات الجوفاء, عل الطبل يخيف في انعدام أي خيار أخر:
فأولا: لم تعدم الولايات المتحدة الأعذار و الحجج منذ سنتين وحتى اليوم لو أرادت التدخل العسكري في سوريا حتى تنتظر حجة استعمال السلاح الكيماوي, لا بل إنها هي من لجمت تركيا و حلف الناتو من التدخل العسكري في سوريا لأنها تعرف أبعاد هكذا خطوة و الجميع يتذكر إسقاط الطائرة التركية و كيف كان بالامكان التذرع بهذه الحادثة للتدخل العسكري في سوريا ولكن تم احتواء الموقف تماما.
وثانيا: تعلم الولايات المتحدة تماما أن الحرب على سوريا تعني حربا إقليمية شاملة من إيران و الخليج مرورا بالعراق و سوريا و لبنان حتى اسرائيل, وهذه الحرب الإقليمية الشاملة هي ما يرعب الولايات المتحدة ومن ورائها اسرائيل لأن بداياتها معروفة و لكن خواتيمها غير معروفة وقد تنتهي بزوال الكيان الصهيوني تماما... من يعرف ؟ ألم تبدأ الولايات المتحدة حربي فيتنام والعراق و هزمت ؟ ألم تبدأ اسرائيل حربها على المقاومة في ال 2006 ظنا منها أنها ستنتصر وهزمت ؟ مشكلة المعتدي أنه يظن نفسه سينتصر دائما حتى يهزم... كما أنها قد تتحول الى حرب عالمية ثالثة فالروس و الصينيين قد اتخذوا قرارهم و قرارهم هو المواجهة حتى أخر المطاف.
ولكن.. وعلى الرغم مما تقدم لا يمكن إلغاء احتمال الحرب بشكل كامل, فالحروب العالمية حدثت سابقا و بمكن أن تحدث لاحقا ولذلك كان على محور الممانعة أن يكون جاهزا تماما للحرب أو على الأقل يمتلك الوسائل الضرورية لردعها تماما و هنا تبدأ القصة..
كانت القيادة السورية تعلم أن انتصارها ممنوع إسرائيليا وقد يؤدي الى تدخل عسكري مباشر لقلب هذا الانتصار و ضربه, وعليه كان لا بد من انتظار جهوزية الحلفاء الكاملة للحرب حتى يمكن قطف ثمار النصر دون الخوف من تداعياته, فالحرب لا تعتمد على جهوزية سوريا وحدها, انها مرتبطة بجهوزية من سيدخل معها المعركة أيضا من الحلفاء, وهذا ما تم حاليا.. فبدأت ماكينة الحسم العسكري للجيش السوري بالعمل بشكل سريع و مفاجئ مثيرة ذهول المتأمرين على سوريا حيث تدافعوا الى واشنطن واحدا تلو الاخر لمحاولة فهم ما يجري.
ما يجري حاليا بكل بساطة هو التالي: محور الممانعة أعلن ساعة الصفر بجهوزية كاملة لجميع الاحتمالات ومنها الحرب الاقليمية الشاملة, وتهديد الولايات المتحدة أو حتى تنفيذ تهديدها أصبح الأن يسير على التوقيت المحلي لسوريا و حلفاؤها, و أي حرب أو تدخل عسكري غربي او اسرائيلي أصبح الأن على توقيت دمشق.. انطلقت حملة الحسم في سوريا و لن تتوقف و أي تهديد بالحرب لمحاولة وقفها او تعطيلها لم تعد تجدي الأن, فالاستعدادات من طهران الى لبنان لمواجهتها قد اكتملت الأن والنصر قادم بكل تأكيد.