دام برس:
تاريخ حافل وسجل إجرامي مميز ومجازر جماعية واحتلال وتهجير ونشر لأفكار ظلامية , هذا هو عنوان سياسة بني عثمان، لن ينسى التاريخ ما ارتكبه بني عثمان بحق الشعوب التي احتلوا أراضيها ونهبوا ثرواتها.
مهما فعل العثمانيون الجدد من أجل تغطية جرائم أجدادهم بحق الشعوب المستضعفة لكنهم ما استطاعوا أن ينسوا العالم مجازرهم وانتهاكاتهم لحقوق الانسان ومنها مجزرة الأرمن التي ارتكبوها بدافع إجرامي عرقي حيث تم حرق المواطنين الأرمن على يد الجيش العثماني وألقيت اجسامهم في الوديان العميقة او في مياه دجلة والفرات او على هوامش القرى والأرياف.
تعد مسألة إبادة الأرمن الجماعية في الامبراطورية العثمانية مسألة مؤلمة في تاريخ الانسانية ويعتبر يوم الرابع والعشرين من نيسان يوما يتذكر فيه العالم بشكل عام والأرمن بشكل خاص مجازر اغتيل فيها مليون ونصف مواطن ارمني على يدالامبراطورية العثمانية.
ولأن إجرامهم بلا حدود تم تهجير الباقي من الأرمن الأتراك إلى بلاد الرافدين ولبنان وسوريا، وذلك عبر مناطق صحراوية حيث هلك أغلبهم جراء المجاعة والأمراض وتم الفصل بين النساء والأطفال من جهة والرجال من جهة أخرى حيث تم ابادة الرجال ابادة تامة , أما النساء الارمنيات فواجهن في بعض الاحيان حالات المتاجرة كونهن سلعة حية وتم تشتيت ما يزيد عن مليون واحد من اللاجئين الارمن في العالم كله.
تركيا الأردوغانية وعبر تدخلها بالشأن السوري وتحت شعارات التحرر والديمقراطية وحقوق الانسان ما هو سوى اعادة لتاريخهم الدموي تركيا هي نفسها التي تمتلك ارثاً دموياً مع مكونات الشعوب التي حكمتها ولم تعترف تركيا بمسؤوليتها عن تلك المجازر , وبالتالي لم تعتذر عن هذا الارث الملطخ بالدماء، وتدافع عنه امام اتهامات الاخرين ولعل ابرز الامثلة لتلك التجاوزات التي لم تعتذر عنها تركيا، وتحاول تكرارها فيسوريا وفي العراق هي مجازر الارمن في العام 1915.
تركيا العثمانية في زمن السلطان اردوغان تحتفل بهذا الارث الدموي الذي يجسدعقليتها الامبراطورية غير العابئة بالحياة الانسانية، وهي على استعداد لإعادة التاريخ مرة اخرى في سوريا كما هو حاصل الآن او اعادته في العراق لو قدر للمخططات القطرية والتركية والسعودية ان تنجح في إقامة امبراطورية عثمانية جديدة تحمل الفكر الإخواني المتطرف.
كتب التاريخ وثقت تلك المجزرة بالصورة التي لا تكذب ولكن كل الحكومات التركية إلى الآن لم تقدم أي اعتذار من الشعب الأرمني بل على العكس تماما استمر العثمانيون الجدد بسياستهم العدوانية حيث أقاموا معسكرات التدريب ومولوا العصابات الإرهابية المسلحة وارتكبوا المجازر في جسر الشغور والحولة وغيرها من المدن السورية.
ولأننا شعب لا ينسى فنحن نمتلك ذاكرة حية توثق ما يرتكبه المتأسلمون الجدد بحق الشعب السوري ولابد أن يأتي يوم الحساب كما أننا ننحني اليوم امام ذكرى الضحايا الابرياء.