لماذا قتل مفجر بوسطن ؟

لماذا قتل مفجر بوسطن ؟

بوسطن : وقع تفجيران متتاليان بعد ظهر يوم 15 نيسان 2013 في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية قرب خط نهاية ماراثون بوسطن 2013 الذي شارك فيه أكثر من 27 ألف شخص واحتشد عشرات الآلاف من المتفرجين على جانبي الشارع لمتابعته
في حوالي الساعة 2:50 بعد الظهر بتوقيت الساحل الشرقي "الساعة 18:50 بالتوقيت العالمي المنسق" انفجرت عبوتان ناسفتان بفاصل زمني قدره 12 ثانية في شارع "بويلستون" قرب "ميدان كوبلي" بمدينة بوسطن، ما ادى لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 183 آخرين من العدائين والمتفرجين والمارة.
في 18 نيسان، نشرت ال FBI صور للمشتبه بهما وهما شقيقان من أصل شيشاني، جوهر تسارنايف (19 عاما) وتامرلان تسارنايف (26 عاما)
فجأة اعلن عن مقتل احد المشتبه بهما بعد اشتباك مع الشرطة الجامعية التابعة لمعهد ماساتشوستس للتقنية في ليلة 18 نيسان و قد قتل شرطي جامعي في الإشتباك ايضا وكان المشتبه به الرئيسي قد مات في المستشفى في الصباح التالي نتيجة للإصابات البالغة التي أصيب بها في الحادث فيما أصيب شقيقه المشتبه به الثانوي بعد يومين في عملية مطاردة مشابهة ولم تصدر تقارير عن حالته الصحية.
لماذا تم قتل المشتبه به في احداث بوسطن بدل ان يتم محاصرته او اطلاق رصاص مخدر لاعتقاله حيا و التحقيق معه ؟ اليس من الممكن ان يكون هذا العمل قد اضاع خيوط كشف الحقيقة خصوصا و انه كان من الممكن معرفة الجهات التي كانت وراء دفعه الى الاعداد للتفجير ؟ أم أن قتله كان عملا لا مفر منه لدى مقاومته قوات الشرطة ونتيجة لا يمكن تفاديها ؟
فرنسا : اشتبه بقيام الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح بعدة عمليات إطلاق للنار في فرنسا عام 2012 فطاردته قوات النخبة الفرنسية و قتل أثناء محاصرته في منزله في ضواحي مدينة تولوز الفرنسية في 22 اذار 2012 و ذلك بعد قتله 3 جنود واصابة رابع وقتله ثلاثة اطفال يهود مع حاخام بحجة القضية الفلسطنية وإتهامه بدوافع معادية للسامية.
مقتل محمد مراح اثار موجة من التساؤلات في الصحف و لدى الراي العام الفرنسي يومها ابرزها لماذا تم قتله في حين كان بالامكان اعتقاله بقنبلة واحدة مسيلة للدموع ؟
والد محمد مراح من جهته رفع دعوة ضد مجهول وقالت المحامية ايزابيل كوتان بير التي تعمل مع زاهية مختاري المحامية الجزائرية لوالد محمد مراح انها "شكوى ضد مجهول في جريمة قتل مع ظروف مشددة تستهدف في الواقع الذين اصدروا الاوامر في قيادة الشرطة الوطنية".واضافت "لديكم ما بين 300 و400 شخص مدججين بالسلاح وشخص واحد محتجز في شقته. هذا وحده يكفي لطرح تساؤلات"...
الزرقاوي : صباح 7 يونيو 2006، اعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن مقتل "ابو مصعب الزرقاوي" زعيم تنظيم القاعدة في العراق في غارة أمريكية ووصف الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش مقتل الزرقاوي "بأنه ضربة قوية لتنظيم القاعدة، معتبرا أنه واجه المصير الذي يستحقه بعد "العمليات الإرهابية" التي نفذها في العراق. و قتها
كما اعتبر وزير الدفاع الأميركي وقتها دونالد رامسفيلد أن مقتل الزرقاوي هو "انتصار مهم" في الحرب على الإرهاب.، بعد مقتل الزرقاوي طرحت علامات استفهام عديدة حول من و لماذا تم قتله و ما هو الدور الذي لعبه و ما قد يمكن ان يكون قد دفن معه من معلومات خصوصا بعدما تضاربت المعلومات عن تورط ابو مصعب الزرقاوي بصفقة مع الأميركيين عنوانها التعاون في محاربة إيران وحلفائها في العراق وإستطرادا دور جماعته بقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط 2005 الذي أدى بتداعياته إلى إخراج القوات السورية من لبنان وتوجيه الإتهام بالإغتيال لكل من سوريا وحزب الله الخصمين المشتركين للقاعدة والإدارة الأميركية .

بن لادن : قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر الإثنين – 2 ايار 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة. وحدثت الواقعة إثر مداهمة قوات أمريكية خاصة تدعى "السيلز لمجمع سكني كان بن لادن يقيم فيه مع زوجاته وأبنائه. وداراشتباك بين بن لادن ورجاله من جهة وبين القوات الأمريكية المصحوبة بعناصر من الاستخبارات الباكستانية من جهة مقابلة ونجم عن الاشتباك مصرع أخطر رجل في العالم على الولايات المتحدة كما وصفه رئيسها مرارا بطلقة في رأسه. بعدما تمكن المدافعون يومها من إسقاط إحدى المروحيات الأربع التي هاجمت المنزل كما قيل .
اسئلة عديدة و مثيرة للجدل طرحت وقتها خصوصا بعد اعلان نبأ مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة و التي بنى البيت الابيض سياسات و استراتيجيات بلاده ضمن مخطط محاربة الارهاب وفق تصنيف القاعدة العدو الاكبر و الاخطر للولايات المتحدة ولما بن لادن بين ايدي الاستخبارات الاميريكية تم قصف المبنى الذي كان يتواجد فيه بن لادن ليتم القضاء عليه فورا ..
لكن ...
لماذا لم يتم القاء القبض على بن لادن عبر تنفيذ مخطط لاعتقاله حيا؟ .. الا تستطيع الفرقة المكلفة بالقيام باخطر عملية امنية على مستوى الامن الاستراتيجي الاميريكي بالقاء القبض على بن لادن عبر استخدام غاز الاعصاب بما يؤدي لإدخال كل الموجودين في المبنى وبن لادن على رأسهم في غيبوبة مؤقنة وشلل أعصاب ظرفي وبالتالي إلتقاطهم وهم في حالة أشبه بالسبات العميق فيؤتى ببن لادن حيا و يعترف بكل ما كان يحضر له تنظيم القاعدة منذ سنون و بهذا تكون الولايات المتحدة قد استفادت اكثر من قتلها اياه ؟ علما ان استعمال الغاز طبق في غير مرة بالعديد من الحروب و في انفاق عميقة جدا تمكنت الجيوش من انتشال المطلوبين و اعتقالهم احياء و هذا الاسلوب ليس بفريد...؟ أم أنه كان أفضل أن يموت بن لادن ومعه أسرار ثلاثين عام فيها الحلو والمر بينه وبين الإستخبارات الأميركية والتعاون والتنافر وتبقى تلك الأسرار أسرارا ما بين حرب أفغانستان ضد السوفييت عام 1980 وحرب أفغانستان ضد الأميركيين حتى عام 2012 ؟

لماذا القتل ؟
لم لم يعتقل كل هؤلاء احياء ؟
لم تتم التصفية ؟
قد يتبنى البعض فرضية القول ان لا مجال او لا حل سوى قتل المشتبه به اثناء عمليات المداهمة او المطاردة لدقتها ان كان في بوسطن او تولوز او بحالة قتل الزرقاوي و صولا الى بن لادن و في كل هذه الحوادث الطرف المقابل اميريكي او استخباري غربي ، لنجد ان عملية القاء القبض على صدام حسين حيا و اخذه الى المحاكمة دليل ينقض فورا فرضية " لا حل سوى قتل المشتبه بهم" ففي تفاصيل حادثة اعتقال صدام حسين يومها أن القوات الاميريكية ألقت القبض عليه باستخدام قنبلة غاز اعصاب في مكان اختبائه بتكريت فاعتقلته وسلمته للمحاكمة لذلك فان اعتقاله دليل على سقوط فرضية العجز لدى المطاردة خصوصا و ان هذا التبرير يقدم صورة غير متكافئة بين المطاردين و الجيش الاميريكي و القوات الخاصة وقدراتهما لوجستيا و تقنيا .
سيق صدام حسين للاعتقال و المحاكمة بعد العثور عليه و هو رئيس دولة بينما تمت تصفية معمر القذافي فورا و الغاية بالنسبة للاميريكي في كلا الحالتين كانت "التصفية" لكن لكل منهما ظروف اتقنت الولايات المتحدة و الغرب استغلالها ..ففي حالة صدام حسين و دولة العراق التي تعتبر اقوى مؤسساتيا لناحية القضاء و المؤسسات الامنية بعد صدام حسين طبقت خطة اعتقال صدام حسين و محاكمته لكي يقتل فيكون القضاء العراقي قد قرر ذلك فلا تتردد . بينما بحالة القذافي الذي يشبه حالة المشتبه بهم في بوسطن و تولوز و ان اختلفت المعايير انما الخطط واحدة و امر القتل واحد نجد ان بين القذافي و الغرب صفقات ورشاوى فساد تطال رموزا كبار من ديك تشيني و طوني بلير وما عداهما من مسؤولين أميركيين أداروا معه التفاوض على أسلحة الدمار الشامل وإمتيازات النفط الليبي و غيرها من الفضائح التي لا يمكن ان يسكت القذافي عن قولها فاتى قرار تصفيته لان لا ثقة ان بان القضاء الليبي قادر على محاكمة و تنفيذ حكم الاعدام بالقذافي بسبب ضعف ليبيا بعد الثورة و تفككها مؤسساتيا و فكريا و ذلك عكس ما جرى بالعراق من جهة وحجم الضغوط التي كانت تمارسها منظمات حقوق الإنسان من جهة والمحكمة الجنائية الدولية من جهة أخرى لضمان محاكمة علنية وعادلة بعيدة عن فرص تطبيق حكم الإعدام .

اذا و بالعودة لما جرى في بوسطن فان احتمال ان تكون السلطات الاميريكية قد فضلت الا يتم اعتقال المشتبه فيهم بل اتخذت القرار بالتصفية فمات الاول وتم القبض على اخيه بعد اصابته بالرصاص يبقى احتمالا قائما خاصة أن المفجر الاساسي كما اعلنت الاجهزة الامنية " هو من قتل و ربما صدفة؟ " رغم ان المنطق ياخذ الى التساؤل عن قصد الولايات المتحدة من عدم الاحتفاظ بهم كخيط يوصل الى الجهات الاكبر و الاعداء الرئيسيين ؟ اليس الاهم من اعتقالهم معرفة من وراءهم ؟. ما جرى يدل ان الولايات المتحدة ربما لا تريد الحقيقة ... ربما لانها تمتلك و تعرف الحقيقة ..فلدى البحث عن الحقائق يبحث عن الخيوط و لا يفرط بها كما جرى ..

قد يعني الكثير ان يكون المشتبه به شيشاني و ذلك للايحاء بانه مسلم او له ارتباط بتنظيم القاعدة فهل يملك معلومات يخشى الاميريكي كشفها ؟.. هل عمدت الولايات المتحدة الى استحضار الرعب مجددا في سلسة تفجيرات بين بوسطن و تكساس و رسائل سامة و طرود لتعيد الى اذهان الاميريكين خطشر القاعدة و الارهاب ؟ هل نحن على موعد جديد مع حدث عالمي هام او خطة اميريكية جديدة غالبا ما تحضر اليها الولايات المتحدة بعد ان يتم استهداف امنها ؟ ام أن ما جرى لتبرير التفاوض مع الروس لمعادلة اولوية الحرب على الارهاب على تغيير الانظمة ؟ خصوصا بعدما ظهر في سوريا ان مواصلة حرب تغيير النظام تجلب القاعدة وتقويها وتسلمها الساحل الاخطر في العالم وهو ساحل المتوسط ؟ فصارت المعادلة لم لا ترضى الولايات المتحدة بالسيئ و تبرر العودة للتعاون معه بدلا من ان تستحضر الاسواء ؟

» من هاجم الاميركيين في بوسطن ...وكيف سترد واشنطن على الانفجارين؟
» سورية في بوسطن
» بعد أحداث بوسطن.. من الأجدر بالتنحي: الأسد أم أوباما ؟
» هل يرتبط خطف المطرانين إبراهيم ويازجي بتفجير بوسطن؟
» انفجار بوسطن والاصابع الاسرائيلية وأدواتها - حسين الديراني