مشعل رئيساً لحماس بقرارٍ قطري - محمد حسين شكر
خالد مشعل رئيساً لمكتب حماس السياسي خبر عادي إذا كان في ظروف عادية، أما أن يكون مشعل رئيساً للمكتب السياسي لحماس بقرارٍ قطري – مصري فليس بالخبر العادي إذا ما نظرنا نظرةً ثاقبةً إلى مجرى الأحداث على الساحة العربية عموماً والساحة الفلسطينية خصوصاً.
ففي عودةٍ إلى الوراء قليلاً يتضح لنا ومن مصادر إسرائيلية أن النظام المصري الجديد استفاد من هذه حرب "عامود السحاب" لمصالحه الخاصة, كما عملت دولة قطر على احتلال موقعٍ مؤثرٍ لها في العالم العربي من خلال إظهار تأثيرها على حركة المقاومة الإسلامية حماس, فخرجت حماس من العباءة السورية بقرارٍ قطري, وخرجت حماس عن التحالف الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية بقرارٍ قطري, وانتقدت حماس موقف حزب الله من الأزمة السورية بقرارٍ قطري أيضاً, كل ذلك لعيون النظامين المصري السلفي والقطري الذي يتبنى دعم الحركات السلفية.
ولكن ما كان ملفتاً أن حركة حماس حين أخذت خياراتها الجديدة لم تنظر إلى المصلحة الفلسطينية العليا بل كانت مصلحتها هي كحركة سياسية ومصلحة البعض من قادتها فوق كل اعتبار, لأن المصلحة الفلسطينية ومصلحة الحركات الفلسطينية عند من أرسل الصواريخ إلى قطاع غزة, والمصلحة الفلسطينية عند من درّب وجهز رجال المقاومة في قطاع غزة, والمصلحة الفلسطينية عند من أرسل السفينة تلو السفينة المحملين بالأسلحة إلى قطاع غزة.
أليست السفينة الإيرانية كما ادّعى الصهاينة والمصريين والتي تم إيقافها في البحر الأحمر مؤشر إلى من يريد مصلحة الفلسطينيين ومن لا يريد؟.
ألم يلتفت قادة حماس وجمهور حماس إلى أن من منع عنهم السلاح القادم إلى غزة للدفاع عن أنفسهم هم إخوان مصر وبالتعاون مع الموساد كما قال الإسرائيليون؟.
ألم يلتفت قادة حماس وجمهور حماس إلى أن من قطع شرايين الحياة التي كانت تمدهم بآخر مصدر للحياة الكريمة هم إخوان مصر وبالتعاون مع الحكومة الصهيونية أيضاً؟.
إن إعادة انتخاب خالد مشعل على رأس المكتب السياسي لحركة حماس مؤشر واضح على أن الحركة أصبحت بشكل كامل تحت السيطرة القطرية والمصرية والتي لم تكن في يومٍ من الأيام تعمل لتحقيق المصلحة الفلسطينية بل عملت وبشكل دائم إلى تحقيق مصالحها الخاصة على حساب الفلسطينيين, كما إن إعادة انتخاب مشعل تدل على أن حركة حماس ستستمر في الانحدار السياسي والنضالي والذي ستكون نتيجته الحتمية تراجعا في شعبية الحركة ودورها المحوري في قيادة حركات المقاومة الفلسطينية.
إن من المعيب على قيادة حركة حماس أن تعيد انتخاب مشعل على رأس مكتبها السياسي وكأن الحركة تفتقد إلى شخصية يمكنها أن تعيدها إلى الخيار الصحيح, فمشعل شكل وما زال رمزاً لعدم الوفاء والإخلاص وهو تخلى عن نظام هو أكثر الأنظمة التي دفعت وتدفع الأثمان الغالية بسبب مواقفها الداعمة لحركات المقاومة وبسبب احتضانها لعدد من هذه الحركات وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس.
إن من العار على حركة نضالية بمستوى حركة حماس أن لا يخرج أحد من قادتها ويقف أمام الملأ ويعلن أنه لا يقبل أن يكون شريكاً في الخيانة وعدم الوفاء وعدم الإخلاص الذي تسلكه حركته, وأنه سيبقى وفياً لمن قدم وأعطى ودفع الثمن غالياً خدمةً لفلسطين ودعماً لمقاومة فلسطين التي لا بد أن يخرج أحد من شرفائها في يومٍ من الأيام ليعلن التمرد على أموال النفط وعلى تعصب السلفية المصرية التي لا ترى أمام أعينها إلا القتل والدماء والدمار.
فإلى متى سيبقى شرفاء حماس صامتين, وما الذي يمنعهم عن قول كلمة حق في وجه سلطان جائر يهدد بأمواله تارة وبحصاره تارة أخرى, ومما هم خائفون من تشديد حصار الإخوان على القطاع المحاصر أصلاً, أم من وقف ضخ أموال قطر التي لم تقدم للمقاومة في يومٍ من الأيام, ما الذي يسكتهم ويمنعهم ويخيفهم وهم من وقفوا بوجه أعتى وأقسى مجرمي العالم وهم يعلمون أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
محمد حسين شكر