حسين ايوب يخرج من الأرض ويهز الكيان الصهيوني من السماء ...محمد حمية

حسين ايوب يخرج من الأرض ويهز الكيان الصهيوني من السماء

محمد حمية

لم يتفاجأ جمهور المقاومة والجماهير العربية والاسلامية على امتداد العالم بالإنجاز الأمني الجديد الذي اعلن عنه سماحة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله امس فقد عودها على مفاجآت نوعية تسجل في تاريخ الصراع مع هذا العدو الاسرائيلي الذي ازل العديد من الجيوش العربية وخضعت له معظم الأنظمة العربية كأنظمة الخليج العربي وغيرها التي تآمرت على الامة العربية،اما السيد نصرالله فقد قلب الموازين وفتح عصر الانتصارات والمفاجآت وكانت احدى هذه المفاجآت تبني المقاومة في لبنان ارسال الطائرة التي عبرت الحدود اللبنانية واخترقت اجواء فلسطين المحتلة حاملة على جناحيها مجموعة من الرسائل الامنية والسياسية:

تأكيد واصرار على حق المقاومة في الدفاع عن ارضها ومياهها وشعبها ومؤسساتها وسيادتها واسقاط نظرية فريق 14 اذار ان سلاح المقاومة لم يعد له اي جدوى بعد القرار 1701 بل ثبت ان لهذا السلاح دور استراتيجي في حماية لبنان في اطار استراتيجية الردع .
دليل جديد يثبت نجاح استراتيجية المقاومة الدفاعية وشكلت احراج كبير للذين ينظرون لدمج المقاومة في الجيش ووضع قرار الحرب والسلم في امرة الدولة وللذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة، كما قدمت تجربة ثبت نجاحها عمليا على ارض الواقع في امكانية الردع الجوي للعدو الاسرائيلي في حين يتلهى بعض اقطاب طاولة الحوار في البحث عن استراتيجية دفاعية كستار لدمج سلاح المقاومة في الجيش اللبناني لإلغاء دور هذا السلاح تمهيدا لنزعه.
رسائل الى كل الذين يعتقدون ان حزب الله اصيب بالإرباك بسبب الأزمة السورية ويشعر بالاحراج بعد الحملة الاعلامية الممنهجة وحملة الأكاذيب وحرب الإشاعات التي استمرت اسابيع بهدف الهاء حزب الله عن صراعه الاساسي مع العدو الاسرائيلي بالبحث عن كيفية حماية نفسه في حال سقوط النظام السوري كما يعتقدون، بل جاءت هذا الإعلان في هذه الظروف بالذات تأكيدا على صلابة المقاومة وعلى استمرار حرب الادمغة والعقول مع العدو الاسرائيلي.
سقوط نظرية التفوق الجوي الإسرائيلي وارساء معادلة جديدة تقول ان الجو لم يعد حكرا للطيران الاسرائيلي ولم تعد طائراته تستبيح الأجواء اللبنانية دون رد بل اصبحت طائرات المقاومة تحلق في سماء فلسطين المحتلة وفوق اي مكان تريده قيادة المقاومة وتستطيع تصوير ومراقبة اي هدف امني او عسكري او مرافق ذات طبيعة جيواستراتيجية تتعلق بالصناعات البتروكيميائية والنووية كمفاعل "ديمونا" وشركات تكرير النفط واماكن صناعة وتخزين السلاح الإستراتيجي للعدو الاسرائيلي وكل هذه المراكز الحيوية هي تحت رصد اعين المقاومة.
صحيح ان الطائرة "ايوب" عبرت مسافة كيلومترات فوق المياه في فلسطين المحتلة لكنها عبرت المحيط الأطلسي ايضا وحلقت فوق سماء البيت الابيض بابعادها السياسية موجهة رسائل الى الدول الداعمة للإرهاب في سوريا وخاصة الولايات المتحدة الأميركية مضمونها ان استمرار الحرب على سوريا عبر ادخال المجموعات الارهابية وامدادهم بالسلاح والمال وان الذهاب بعيدا في اسقاط النظام السوري وتجاوز الخطوط الحمراء يعني ذهاب المنطقة الى المجهول وان المقاومة في لبنان في حال تدهور الوضع الى الأسوأ فإنها قادرة على تهديد الأمن القومي الإسرائيلي وحتى تهديد وجوده.
الإنتقال من استراتيجية الدفاع الى استراتيجية الهجوم وهذا تحول نوعي واستراتيجي في عمل المقاومة منذ انطلاقتها لأنه صحيح ان دورهذه الطائرة هو مهمات استطلاعية او تجسسية لكنها تعتبر جزء من الحرب الإلكترونية بين المقاومة والعدو الإسرائيلي لأنه وبعد حربي افغانستان والعراق وهزيمة الجيش الاميركي وهزيمة الجيش الإسرائيلي في حرب تموز 2006 حصل تحول كبير في مفهوم الحروب واخذت اتجاه جديدا يعتمد على الحرب التجسسية والاستخباراتية بديلا عن الحرب العسكرية وحرب الاغتيالات وتجميع المعلومات بديلا عن اجتياح الجيوش اي ما يسمى بالهجوم الالكتروني وهذا ما تتعرض له ايران دائما، كما ان هذه الطائرة وبحسب خبراء عسكريين يمكن ان تحمل صواريخ متوسطة او قنابل متفجرة او مقاتلين يحملون طرودا متفجرة وهذا ربما يكون ترجمة عملية او تمهيد لما اعلن عنه السيد نصرالله في احد خطاباته عندما قال "يا رجال المقاومة استعدوا يمكن ان تطلب منكم قيادة المقاومة احتلال الجليل" عبر رصد وتحديد الاهداف التي ستضرب في اي هجوم قريب للمقاومة.
ان عبور الطائرة مدة 44 دقيقة فوق فلسطين المحتلة وتصويرها اهداف حساسة جدا في كيان العدو دون ان يتم التعرف اليها من كل المنظومات الدفاعية الالكترونية لدى العدو سيعيد النظر بجدوى هذه المنظومات، وكما تشكل رعبا حقيقيا للقيادة العسكرية والسياسية والامنية الاسرائيلية وخاصة عنما كشف السيد نصرالله انها من صنع ايراني وهذه رسالة اضافية من ايران لإسرائيل اننا قادرون على اختراق منظوماتكم الامنية في اي لحظة ومنذ زمن طويل، كما شكلت نموذجا جديدا في الحرب اعطى دفعا جديدا للمقاومة الفلسطينية في حربها مع العدو الإسرائيلي واكدت على خيار المقاومة كسبيل وحيد للتحرير وخاصة في وقت يتعرض المسجد الاقصى والقدس المحتلة الى اعتداءات اسرائيلية وهذا ما عبر عنه ممثل حركة حماس في لبنان الأستاذ علي بركة في حديث الى شبكة "توب نيوز" " في اعتباره ان هذا الاختراق للمقاومة للمجال الجوي الصهيوني هو انتصار جديد للمقاومة على العدو الصهيوني وهذا يؤكد ان المقاومة بات لديها قدرات تكنولوجية قوية تستطيع من خلالها ان تواجه العدو الصهيوني واعتبران المقاومة الاسلامية في لبنان هي قوة للمقاومة الاسلامية في فلسطين وان المقاومة في لبنان وفلسطين في خندق واحد ضد العدو الصهيوني وفي اي معركة قادمة تستطيع المقاومة سواء في لبنان او فلسطين ان تتعاون من اجل انزال اشد الخسائر في صفوف العدو الصهيوني والتعاون والتنسيق بين المقاومات هو امر ضروري في هذه المرحلة ولا بد ان يكون هناك تعاون لان العدو الصهيوني هو عدو الامة ولا يفرق بين لبناني وفلسطيني .

هذا الإنجاز ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير كما قال السيد نصرالله

بل سيتبعه انجازات جديدة تقرأ بعيون سيد الإنجازات والإنتصارات،

ولكن السؤال اذا كان حسين ايوب هز الكيان الصهيوني وهو في مرقده وبعد ست عشر عاما ماذا سيفعل عشرات الآلاف من المقاومين الأحياء المرابضين الذين ينتشرون من اقصى الجنوب الى اقصى البقاع ينتظرون قائدهم ليطلب منهم الدخول الى الجليل!.

» «جنيف 2» يؤجّل الاستحقاقات : «القاعدة» أولاً .....حسين ايوب
» هل بدأ الكيان الصهيوني وواشنطن بشن حرب بيولوجية من نوع آخر على المسلمين..؟!
» هل بدأ الكيان الصهيوني وواشنطن بشن حرب بيولوجية من نوع آخر على المسلمين؟!
» الكيان الصهيوني ...نقطة القوة والمقتل
» الكيان الصهيوني :ليس منطقيا ً أن تهاجمنا المعارضة السورية