لغز ايران - مصر

لغز ايران - مصر
روزانا رمال
فتحت الثورة المصرية الباب امام ايران على مصراعيه لاعادة احياء العلاقات المنقطعة مع ايران منذ اكثر من 34 عاما و ذلك اثناء حكم الرئيس حسني مبارك الذي يعتقد انه كان قد قدم ضمانات للاميريكيين في حينها لقطعها لما في ذلك من مصلحة و طمأنينة لاسرائيل مقابل الرضى و الدعم الدولي و الاميريكي الاقتصادي منه و السياسي لمبارك و تعزيز مكانته كحليف اساسي له ثقله و وزنه الكبيرين في المنطقة يتمتع بنظام قوي داخلي متماسك و صلب مؤساساتيا و قانونيا .

اما اليوم و بعد زيارة الرئيس الايراني الاولى لمصر فقد ترتب خطوات تعزز هذه العلاقة تمت ترجمتها رسميا بعدما صدقت الحكومة الايرانية على مشروع الغاء تاشيرات الدخول للسياح المصريين القادمين الى ايران عشية اول رحلة قادمة من القاهرة الى طهران بعد طول الانقطاع
ترتيبات تعزيز اواصر العلاقة اثارت جدالا واسعا لدى شعبي البلدين على الصعيدين العام و الشعبي بين مؤيد و مستغرب وصولا الى المعترض خصوصا في ظل موقف كل من مصر و ايران المتباعد اليوم من الازمة السورية .
لكن ..
لا تستطيع مصر في ظل حكم الاخوان المسلمين ان ترفض اعادة احياء هذه العلاقة مع ايران لان ليس لها مبرر منطقي اليوم و لانها لو اقدمت على ذلك فهي ستبدو تتصرف تماماً مثل النظام السابق الذي يصفه الاخوان بالديكتاتوري ..خصوصا وان النظامين اليوم يتبعان الشريعة الاسلامية بغض النظر عن الفوارق ما يشكل حرجا اكثر لرفض احدهما الاخر اقله لعدم نشوء مبرر حتى الان .
لا شك ان هناك اسباب منطقية تدفع الجمهورية الاسلامية الايرانية بمنظورها الى العمل سريعا نحو تعزيز و تفعيل هذا الوصال المنقطع منذ عقود و قد ترجم بالدعم الاقتصادي الايراني لمصر و بالغاء التأشيرات على المصريين و يبدو ان هذا اول الغيث . فما هي الاسباب التي تدفع ايران لذلك و الى ما تهدف ؟
اولا : ان الذكاء الاستراتيجي الايراني يدفعها الى التفكير بالتقرب الى اقصى الحدود من مصر و تعزيز العلاقات فيما بينهما لما فيه مصلحة كبرى تتجسد بارباك اسرائيل خصوصا في ظل المتغيرات الدراماتيكية بالمنطقة .
ثانيا : عندما تفكر ايران بهكذا تقارب فهي تفكر " بالجغرافيا " و عندما يتمحور الامر حول الجغرافيا فان ذلك يعني لايران مصلحة لامنها القومي و ليس علاقة عادية لذلك يبدو واضحا اندفاعها و بوادر سياسة اليد الممدودة رغم كل ما يفرق البلدين اقله حول الازمة السورية حاليا .
ثالثا: ايران تسعى و تتمنى ان تعود مصر الى مكانتها العربية القومية و هويتها الحقيقية التي كانت تلعبها ايام حكم جمال عبد الناصر لما في ذلك من تحدي لاسرائيل لذلك فهي لن توفر جهدا في السعي الى تعزيز هذا التواصل ليصبح وطيدا لان اسرائيل ستعرف حينها ان الخناق بداء يضيق عليها .
رابعا : تعرف ايران جيدا ان هذه العلاقة ستجعل اسرائيل تدرك سريعا ان " معاهدة السلام مع مصر اصبحت بخطر "
خامسا : تراهن ايران على جزء اساسي من السلوك الاسرائيلي الذي يعتمد على المعنويات في ممارسة السلطة و اظهار صورة اسرائيل لذلك فهي تعرف تماما انا ما يدور بعقل اي اسرائيلي اليوم سيكون " اصبحت ايران على حدودنا " رغم العقوبات ايران تتقدم " " حزب الله على شمالنا و ايران جنوبنا "
سادسا : في السياسة ان ما تقوم به ايران يؤكد انها تسعى لدور مصري في حل الازمة السورية فهذا التقارب الاقتصادي السياسي سينعكس لا شك ايجابا لمصلحة ايران في موقف مصر من الازمة السورية في نهاية الامر و ستسعى لتكون مصر على راس الدول العربية المشاركة بالحل السياسي للازمة ...
يبدو ان الاسرائيليون سيقولون قريبا ان ما لم يكن بالحسبان قد حصل ...و القيادة الاسرائيلية قريبا ستصل الى خلاصة مفادها " باتت ايران تحاصرنا بعد ان ظننا انفسنا نحاصرها بالعقوبات بسبب نشاطها النووي " ....
ايران تلعب بالجغرافيا !

» ايران والعين الحمراء
» تعرف علی أهل السنة في ايران
» ايران تحذر البحرين
» من لعب الورقة الصحيحة مع ايران؟
» وهم ايران بالرهان على مرسي...سميح صعب