دام برس:
بلاد العرب أوطاني , ذلك النشيد ما عاد يحمل بين كلماته تلك المعاني العظيمة
,لم يعد هناك بلاد للعرب إنما بلاد للأعراب والفرق كبير بين من هو عربي ومن هو
أعرابي فالعروبة الحقيقية هي ليست مجرد قومية أو لغة أو تاريخ مشترك و العروبة في
اللغة هي اسم يراد به خصائص الجنس العربي ومزاياه , يقولون إن العروبة هوية تأخذ
أبعادها ومضامينها من الحضور التاريخي لأهلها.
منذ بدء التاريخ كان يعرف العرب أنهم مجموعة من القبائل تنتشر على بقاع الأرض
وفي ظل الرسالة المحمدية تم لم شمل تلك القبائل وتحت عناوين مختلفة ومع مرور الزمان
كان لابد من أن تتطور كل المفاهيم بما فيها مفهوم العروبة.
ومن أبرز الأهداف التي حدتها الحركة القومية العربية لنفسها هي العمل من أجل
بناء الانسان العربي بناء يتجاوز الأبعاد العرقية والعنصرية فالأمة العربية ليست ضد
أي دين ولا ضد أي قومية لكنها ضد المعتدي على حقوقها أي تكن هويته وهي مع الحق بل
تقول بأن الحق فوق العروبة.
إلا أن حقيقة ما جرى على أرض الأمة العربية ومنذ احتلال فلسطين ونشوء ممالك
النفط وإمارات الغاز كان المفهوم الحقيقي السائد هو الرجعية العربية بدلا من
القومية العربية.
فالقومية العربية ليست حركة عنصرية تخص العرق العربي وحده ولكنها حركة الانسان
العربي في سبيل نهضته وتحرره ليتمكن من تحقيق طموحاته وهذا يختلف جذريا عن أهداف
الرجعية العربية.
مع تراجع المشروع القومي العربي بسبب تخاذل دول الاعتلال العربي كان طبيعيا ان
يقفز الى الساحة من يملئ الفراغ من خلال طرح مفهوم ما يسمى الربيع العربي كما لم
يكن مستغربا ان ينبري المشروع الديني كمنافس في الصراع الكبير لملئ ذلك الفراغ من
خلال نشر الفكر الظلامي الذي يعتمد على اصدار الفتاوى الدينية.
اليوم ونحن على أبواب اجتماع تآمري جديد لجامعة الدول الأعرابية أو لنادي الملوك
والأمراء العرب أو لاجتماع ولاة السلطنة الاخوانية لابد لنا من التذكير بأن هذه
الجامعة لا تمثل الارادة العربية ومهما صدر عن قرارات عن هذا التجمع لن تساوي قيمة
الحبر التي كتبت به.
تلك الجامعة التي ما استطاعت أن تتخذ قراراً واحداً منذ تأسيسها إلى اليوم لن
تكون قادرة على أن تكون ذات تأثير على الساحة الاقليمية والعالمية، الفرق الوحيد في
وقتنا هذا بأن دويلة قطر هي زعيمة الرجعية العربية حاليا بعد أن كان هذا المنصب
حكراً على مملكة آل سعود.
وإذا اردنا أن نقوم بجولة على أرضنا العربية من المحيط إلى الخليج نجد بأن كل
الممالك والإمارات العربية تحولت إلى ناطق رسمي باسم العدو الصهيوني وبدل من أن
تكون العلاقات سرية ومن تحت الطاولة أصبحت الآن على رؤوس الأشهاد بل أصبحت مدعاة
للتفاخر.
وانتقالا إلى الجماهيريات والجمهوريات نجد بأنها تحولت إلى مقاطعات وولايات تحكم
باسم اردوغان المكلف رسميا من بلاد الغرب والعم سام بإدارة مصالحهم في بلاد
الأعراب.
العربان سيقررون تسليم مقعد سورية لشرذمة من قطاع الطرق وشذاذ الآفاق لاستكمال
حلقات المخطط التآمري اليوم لم يبق سوى الجمهورية العربية السورية صامدة في وجه
المؤامرة عصية على المستعمرين الجدد .
وللحديث بقية.