ثوار سوريا في عيدهم الثاني...آل طلاس خذلونا!!

ثوار سوريا في عيدهم الثاني...آل طلاس خذلونا!!

جواد الصايغ - خاص عربي برس

لم تتبدل أحوال الثورة السورية كثيراً في
سنويتها الثانية، فالخلافات بين أقطابها لم تندثر بل أخذت شكلاً جديدا من التوسع،
وتشتت الرؤى بين قواها السياسية أبرز مواجهات جديدة فبعدما كان المجلس الوطني
السوري يشهر سيفه بوجه النظام، وهيئة التنسيق الوطنية على حد سواء، تصدرت منازعات
المجلس مع الإئتلاف السوري المعارض حول موضوع الحوار مع النظام وتشكيل الحكومة
الإنتقالية مشهد تباينات آراء الثوار.
الخلافات بين الأقطاب الرئيسية في
المعارضة عكس صورة غياب آجندة موحدة للدول الداعمة لها، فالمجلس الوطني السوري
مدعوم من تركيا حيث مقره الرئيسي، أما الإئتلاف المعارض الذي أبصر النور في قطر
فيحاول القيّمون عليه إعطائه صبغة عربية تمثلت بتمركز رئيسه في العاصمة المصرية
القاهرة في محاولة لنزع صفة العثمنة عن الثورة السورية.
معارض سوري إسلامي كان
لعربي برس لقاء معه بمناسبة العيد الثاني للثورة أشار "إلى ان الأشهر الأخيرة حملت
تقدما ميدانيا لعناصر الجيش الحر لكن الأداء السياسي لقادة المعارضة في الخارج شكل
تراجعا مخيفا، وأكثر سوءا من الأداء السابق الذي لعبه اعضاء المجلس الوطني بإختصار
تجربة الإئتلاف كانت أفشل من تجربة المجلس الوطني، والخوف يكمن اليوم في إمكانية
تشكيل حكومة إنتقالية ربما تساهم في الإطاحة بجميع إنجازات الثوار في
الداخل".
يتهم المعارض "عددا من قادة الثورة لم يسميهم بفتح قنوات إتصال مع
النظام السوري منذ بداية الأزمة، وهؤلاء يظهرون على شاشات التلفزة ليكيلوا الشتائم
للنظام ويتهمونه بإرتكاب المجازر، ويطالبون بتدخل خارجي بهدف كسب ثقة الجمهور
المعارض تحضيرا لمرحلة قادمة، بإختصار يتفوهون بكلام حق يراد به باطل الغاية منه
تحقيق أمر ما مستقبلاً".
موضوع جبهة النصرة وتوافد الجهاديين إلى سوريا وسيطرتهم
على بعض المناطق يبرره محدثنا "بالتقاعس الدولي عن نصرة المعارضة على غرار ما حدث
بليبيا، ويؤكد ان النظام إستغل موضوع جبهة النصرة في الإعلام إلى أبعد حدود وهذا ما
ساهم في وضع الجبهة على لائحة الإرهاب بسبب ما يقال عن ممارسات إرتكبتها، ولكن في
الحقيقية الممارسات السلبية التي ظهرت يتحملها أفراد يريدون الإساءة إلى الثورة، أو
يكون طمعهم بتحقيق مآرب معينة دفعهم إلى إرتكاب أفعال شائنة".
وفي رده على سؤال
حول كيف يمكن للسوريين ان يثقوا بثورة يقودها آل طلاس الذين كانوا اكثر المستفيدين
من النظام الحالي يجيب المعارض " إعتقد المعارضون ان مناف طلاس يمتلك ملفات هامة في
بداية الموضوع، ولهذا السبب هلّل لإنشقاق مناف الذي تسلق ظهر الثورة السورية عبر
تصدره أخبار وسائل الإعلام، قبل ان يظهر نجل وزير الدفاع السابق على حقيقته، ولكن
إكتشاف المعارضة له جاء متأخرا جدا، فهو كما حال شقيقه فراس لا يمتلك أي شيء يمكن
للثورة ان تستفيد منه".
وعن الكلام الذي يقال ان الثورة تأكل ابنائها بدليل
تهميش رياض الأسعد الذي يعتبر من أوائل المنشقين لمصلحة سليم إدريس يلفت المعارض
إلى أن الأخير كان يمتلك معطيات وملفات ساعة إنشقاقه ويمكن لهذه الملفات ان تخدم
الثورة كثيرا"، المعارض نفسه لا يجيب على سؤال حول إن كان معيار تسلم قيادة
المعارضة يكمن في الإتيان بمعلومات وملفات فهذا يعني إن إنشق أبرز رجالات النظام
السوري فمن الممكن ان يقود الثورة نظرا للمعطيات التي قد تكون بحوزته الأمر الذي
يمكن تفسيره ان الثورة قامت من اجل الحصول على ملفات وليس من اجل المطالبة بالحرية
والديمقراطية.
يعتبر المعارض "وفي معرض تفنيده لأخطاء الثورة ان بعض المعارضين
لا يريدون للثورة ان تنتصر خوفا من ضياع مكتسباتهم من إرتياد الفنادق الفخمة،
وإرتداء البزات الأنيقة ورحلات السفر لحضور المؤتمرات، وصدقا لو اننا عملنا على
توفير المال الذي يبذخ لعقد اللقاءات التي أثبتت الأيام عدم جدواها وقدمناه إلى
ألوية الجيش الحر لكان أفضل بمئة مرة".
يختم المعارض بالقول "أن الثورة لا بد
وان تنتصر" نسأله عن رأيه بما أعلنت عنه وكالة رويترز، والتي كشفت ان ما نسبته 70%
من الحلبيين يؤيدون الرئيس الأسد فيقول " رويترز وكالة إخبارية مشهود لها
بالمصداقية، ولكن من المواطن السوري الذي قال أنه يؤيد بشار الأسد لربما إعتقد ان
الصحافي الذي يسأله منتدب من قبل النظام، في لبنان مثلا الجميع كان يهادن الوجود
السوري، ولكن عندما توفرت ظروف سياسية معينة إنقلب الجميع على هذا الوجود، وهذا ما
يحدث في سوريا اليوم".

» «ثوار سوريا» vs «النصرة»: أهلاً بـ«الجيش الحر الجديد»
» جبهة النصرة تطرد "ثوار سوريا" من معقلها في سوريا
» ثوار سوريا يقتلون"كلب المعرة"!؟
» معارك «النصرة» و«ثوار سوريا»... نحو «التصفية الشاملة»
» واشنطن بوست: ثوار سوريا وصلوا إلى طريق مسدود