المخابرات الأميركية و"الإسرائيلية" مشغولة في كيفية اغتيال الأسد ... موسكو تحذّر: لعدم التفكير في تجاوز الخطوط الحُمُر

المخابرات الأميركية و"الإسرائيلية" مشغولة في كيفية اغتيال الأسد ... موسكو تحذّر: لعدم التفكير في تجاوز الخطوط الحُمُر

الحراك السياسي والدبلوماسي حول التسوية في سورية يشبه إلى حد بعيد من يتمرّن على آلة المشي الكهربائية، إذ إنه يمشي أو يهرول بالفعل، لكنه يظل واقفاً في مكانه.. بهذا التشبيه يمكن وصف ما يجري حالياً في كافة المحافل والعواصم المتابعة للملف السوري؛ من واشنطن ونيويورك، إلى موسكو، مروراً بالمعبر الإلزامي طهران.

وعلى الرغم من كثافة اللقاءات والزيارات والاقتراحات، إلا أن الأزمة ما زالت متفجرة، وحتى تحين لحظة الحل، ينشغل السوريون بأخبار الميدان العسكري وما يجري فيه.

سياسي لبناني مخضرم زار دمشق مؤخراً بعد انقطاع طويل بسبب الوضع الأمني، أجرى لقاءات عدة في دمشق مع كبار المسؤولين السوريين، وعاد بانطباع غريب، وهو حجم الثقة والطمأنينة ذو المنسوب العالي، والمبني على وقائع عمليات الجيش السوري.

ولاحظ السياسي أن المسؤولين الذين التقى بهم يتصرفون بشكل هادئ، مؤكدين لضيفهم أن الوضع غير مقلق، لا بل هو تحت السيطرة وممسوك في مفاصله الكبرى ذات الأهمية الاستراتيجية، معطياً أمثلة على شواهده، منها أن دمشق تسير فيها الحياة بشكل مقبول، ولا تأثيرات سلبية مباشرة عليها، وهي تحت السيطرة التامة من كافة محاورها، كما أن حلب وحمص صارتا قريبتيْن من الحسم، وأن ما جرى في حي بابا عمرو لا يعدو كونه عملية هروب ثلاثين مقاتلاً من الضغط العسكري على الخالدية والإنشاءات، فتمّ التعامل معهم، وانتهى الأمر خلال ساعتين، لكن الإعلام العالمي صوّر الأمر على أنه استعادة لذلك الحي الشهير من الجيش السوري، وهذا محض كذب.

ويستمر السياسي اللبناني بسرد ما سمعه من كبار القادة السوريين، فقال إن منطقة الرقة ذات الطابع العشائري ستتكفل بها العشائر، بدعم من الجيش الذي يحاصر "جبهة النصرة" في أكثر الأمكنة أهمية، وهي وقعت في حقل من الأوحال يصعب الخروج منه، وستعود الرقة إلى بيئتها الأساسية، ولا بيئة حاضنة لـ"جبهة النصرة" في هذه المنطقة المهمة. وأضاف السياسي اللبناني أن القوات الجوية السورية تسلّمت مؤخراً سرباً من الطائرات الحديثة من موسكو، بدأ بعضها في تنفيذ مهمات وطلعات تكتيكية في أكثر من منطقة.

بناء على هذا الوضع، لا يكترث المسؤولون في دمشق لحالة انسداد بعض الطرق في عملية المفاوضات السياسية، حيث الأولوية الآن لعمليات الميدان المهيِّئة للكسب السياسي.

في هذا السياق، يبدو أن التفاهم الأميركي - الروسي مؤجَّل إلى ما بعد حزيران؛ الموعد الأقرب للقاء الرئيسين الأميركي والروسي في أوروبا، حتى تتبلور آفاق الحل الدولي، وإلى ذلك الحين تمارس تركيا وبعض دول الخليج لعبتها المفضلة بالتدخل المباشر مالياً وعسكرياً وسياسياً، مقابل استمرار حالة الانقسام والتشرذم في صفوف المعارضات السورية، العاجزة على اتخاذ أي قرار أو القيام بدور فاعل، رغم الدعم القطري الواسع، آخرها تأجيل اجتماع اسطنبول لاختيار مرشح لحكومة المنفى.

في خضم هذا الضجيج، تنشغل المخابرات الأميركية و"الإسرائيلية" في التدريبات السرية في الأردن لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، والسيطرة على قصور الرئاسة، حيث كُشف النقاب عن معلومات سرية وصلت إلى الروس، مفادها أن تدريبات تجري في الأردن للسيطرة على قصر بأعلى الجبل، يقوم بها عناصر كومندوس أميركية، وقد تحركت الأجهزة الدبلوماسية والاستخبارية الروسية بشكل مباشر، وتمّ إبلاغ الأميركيين بكلام واضح وصريح بعدم التفكير في تجاوز الخطوط الحُمُر والقيام بحماقة كهذه.

موسكو أرسلت مبعوثاً إلى واشنطن، يحمل رسالة شفهية عالية النبرة، ملخصها أن استهداف الأسد يشكل محظوراً خطيراً، وهو خط أحمر كما قال لافروف، الذي أبلغ الخليجيين بضرورة الكفّ عن القيام بأدوار غير ذات جدوى.

على صعيد متصل، نقل دبلوماسي سوري في موسكو، أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم سلّم القادة الروس ورقة عليها أسماء فريق التفاوض السوري، طالباً لائحة بأسماء المفاوضين المعارضين، لكن أحد مسؤولي الكرملين أجابهم أن المعارضة ما تزال مختلفة على كل شيء، بل وحتى من يترأس الوفد المفاوض، فلننتظر متى يتوافقون.

إذاً، استطاعت موسكو فرض الحل السياسي كخيار وحيد، ليس في روسيا فحسب، بل في العالم كله، وكما قال المعارض السوري هيثم المناع، فإن الحل السلمي لا بد من أن يبدأ من موسكو، والظروف تنضج شيئاً فشيئاً لبداية مشوار الحل.

» عملاء المخابرات الأميركية والفرنسية يفضحون بعضهم: هكذا تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري
» البحرين: مضاعفات تجاوز الخطوط الحمر
» رئيس المخابرات الأميركية: تركيا غير مخلصة... وتتساهل مع الإرهاب
» حرب المخابرات في سورية ح 2 : وقائع من محاولة اغتيال نفذها الموساد والسعودية في دمشق
» تقرير ..الأهداف الأميركية الإسرائيلية من معركة درعا