2012-05-25 09:39:04
كتب خضر سعيد - دمشق
ما هي العلاقة بين وجود الصهيوني برنار هنري ليفي على الأراضي السورية وبالتحديد في ريف حمص وبين مروره من لبنان بتسهيلات من جهاز أمني فرنسي وآخر لبناني وبين إختطاف زوار لبنانيين في ريف إدلب؟
سؤال يطرح نفسه خاصة إذا ما عرفنا بأن المعلومات الخاصة جدا التي حصل عليها عربي برس من مصادر موثوقة وشديدة الاطلاع تشير إلى أن الاخير وصل الى الاراضي السورية ويقوم بالتجول بين عدد من نقاط تمركز المسلحين التابعين للجيش الحر وبحماية مشددة من عناصر أمنية دخلت معه وتدير عملا امنيا محددا من أهدافه:
1- السعي لفرض الوحدة بين المجموعات المسلحة التي ترتبط بتيار لبناني وبدولتين خليجيتين بعد إنفراط عقد المجلس الوطني وإنقسامه
2- التأكيد على ان موقف فرنسا لن يتغير من الثورة السورية حتى بعد وصول رئيس جديد لأن دعم المؤسسات التي يسميها ليفي مؤسسات أنسانية سيستمر (مؤسسات اللوبي الصهيوني الفرنسي والعالمي)
3 - الطلب من المجموعات الأمنية التابعة للجيش الحر توسيع نطاق الاغتيالات التي تستهدف ضباط الجيش النظامي السوري والمفكرين والصحافيين واستهداف الزوار اللبنانيين والعراقيين المسافرين الى ايران عبر تركيا او الى العراق او من العراق الى العتبات المقدسة في ريف دمشق (السيدة زينب)
4 - الطلب من المجموعات الأمنية في الجيش الحر استهداف الناشطين الفلسطينين في سورية ومن كل الاتجاهات لدفعهم إلى ترك سورية أو على الأقل لبث الارتباك على تحركاتهم
المعلومات الخاصة جدا أفادت أيضا بأن شخصية لبنانية نفت نفسه بنفسها من لبنان وتتبع لتيار تموله دولة خليجية كبرى هو من اشرف على دخول هنري ليفي ونسق له التواصل مع الجماعات المسلحة في سورية وفي شمال لبناني وهذا الشخص اللبناني له موقع رسمي معين في لبنان لكنه منذ بداية الأزمة في سورية سافر إلى بروكسل وينتقل منها الى بيروت والى تركيا للتواصل شخصيا مع المجموعات المسلحة التي يمثل هو في التواصل معها بعض الجهات الدولية المرتبطة باللوبي الاسرائيلي من جهة ومن جهة أخرى معروف عن تلك الشخصية اللبنانية ويعرفها الناس بلقب (ع -ص ) يعرف عنه قربه من الأجهزة الأمنية السعودية ومن شخصية لبنانية طائفية لعبت دورا كبيرا في عملية الاختطاف التي تعرض لها زار لبنانيون في ريف حلب .
وكشفت المصادر الموثوقة ان الشخصية اللبنانية الشهيرة بـ( ع -ص ) لها ممثل شخصي يتعامل من خلاله مع كل المنظمات التكفيرية والمسلحة والارهابية في سورية وهي الضابط السوري المنشق قاسم عبد العزيز المقيم مع كتيبة تابعة له في مدينة الرستن قرب حمص .
وكانت قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية قد وصلت إلى خواتيمها السعيدة بعد تأكيد الإفراج عنهم عبر نقلهم بداية إلى تركيا حيث وضع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري طائرته الخاصة بتصرفهم تمهيداً لنقلهم إلى بيروت، انتهاء القضية على هذا النحو ساهم في تنفيس الاحتقان الذي عاشته الطوائف والمناطق اللبنانية طيلة 3 أيام مضت.
قضية المختطفين اللبنانيين العائدين من زيارة العتبات المقدسة في إيران كانت محل أخذ ورد في الأيام الماضية، جميع القادة اللبنانيين توحدوا خلف استنكار هذا العمل، أمين عام حزب الله السيد حسن نصرا لله أعلن باسم حزب الله وحركة أمل أن موضوع الإفراج عن المختطفين اللبنانيين "أمانة في أعناقنا"، بينما وصل الأمر برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إلى حد التهديد باعتقال قائد "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد في حال تواجده على الأراضي اللبنانية ردا على عملية الخطف.
حادثة التعرض للعائدين من زيارة العتبات المقدسة كشفت مدى هشاشة العلاقة بين ضباط وعناصر ما يسمى الجيش السوري الحر، ففي حين نفى قائد هذا الجيش رياض الأسعد تورط عناصره بعملية الخطف، خرج العميد المنشق حسام الدين العواك ليعلن أن المختطفين هم بيد كتيبة شهداء الثورة، مشترطا الإفراج عن باخرة الأسلحة لطف الله 2 التي ضبطها الجيش اللبناني في المياه الإقليمية، وإطلاق سراح المقدم حسين هرموش، مقابل الإفراج عن المختطفين اللبنانيين، لتندلع معركة كلامية بين العواك والأسعد، بعدما أشار الأخير إلى أن العواك لا يملك أرضية في سورية، متهما إياه بالعمالة للنظام السوري.
في خضم المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين، ترك رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري التغريد على موقع تويتر وأنصرف إلى متابعة قضية مواطنيه الذين وقعوا ضحية حلفائه الجدد في سورية، فموضوع اختطافهم يمكن أن يؤدي إلى إشكالات لا تحمد عقباها على الأراضي اللبنانية.
مصادر متابعة لعملية الخطف أكدت لعربي برس "أن قيام سعد الحريري ببذل مجهود شخصي في سبيل إطلاق سراح اللبنانيين يعود إلى الأخبار التي وصلت إليه ومفادها أن "سرية الشهيد رفيق الحريري" بقيادة شخص يدعى محمد مناف معراتي هي من قامت بعملية الخطف تنفيذا لطلب شخصي تقدم به أحد من يتعاطون في الموضوع الأمني في تيار المستقبل وتزعم المصادر بأن الشخص المقصود محسوب على سعد الحريري شخصيا.
عربي برس سأل المصادر التي تحدث إليها بشكل مباشر : هل سعد الحريري متورط في التخطيط لتلك العملية وما هي فائدته منها ؟
المصادر قالت: عمليا لا يمكن إثبات تورط الرئيس السابق للحكومة وهو في الأصل ليس من يسيطر على الأمنيين الذين يعملون بغطاء من تياره السياسي، وهؤلاء لديهم مرجعيات مخابراتية خاصة بكل منهم ، فمنهم من تديره المخابرات السعودية ومنهم من يعمل مع الأميركيين أو مع الفرنسيين مباشرة، ولكن لا يمكن استبعاد هذه الفرضية في ظل المعلومات المؤكدة التي أفادت بأن "الحريري" كان منذ بداية عملية الاختطاف واثقا من قدرته على إطلاق المخطوفين وقد ابلغ من يعنيهم الأمر في بيروت بأن الموضوع عنده(...) وأنه قادر على حله. ولكن في التفصيل التفاوضي برز إلى السطح من ناور في التفاصيل بعد الانتهاء من المبدأ (وهو أن الأمر غير مقبول ولن يمر مرور الكرام وأن له مضاعفات محلية لبنانية لا يمكن لسعد الحريري ولا لحلفائه الغربيين والعرب تحملها) حينها حاولت الجهات التي تولت التفاوض باسم سعد الحريري في بيروت تمرير مسألة عودته إلى لبنان على جناح الفرحة بعودة المختطفين وعلى نفس الطائرة ، لكن هذه الشكليات الواضحة المعالم في رسائلها السياسية لم تمر أيضا وقد رفضتها قيادة حزب الله وأمل رفضا قاطعا (بحسب المصادر المقربة من الطرفين ) حيث إعتبرت القيادتين ان هذا الأمر سيجعل من سعد الحريري ضحية مثل الخاطفين وكأن هناك من يمنعه من العودة إلى بلده وإلى واجبه النيابي كعضو في البرلمان وزعيم للأقلية المعارضة لذا كان الجواب : بدو يرجع على لبنان اهلا وسهلا فيه ليشم ين مانعو بس استغلال المخوفين غير مقبول، القيادتان(امل وحزب الله) وجدتا أن المصلحة اللبنانية العليا في نبذ الفتنة وفي ترطيب الأجواء الداخلية على الصعيد الشعبي يمكن لها ان تستفيد من عودة المخطوفين بالشكل الذي جرى وهو الأمر الذي حصل لكن إشارة السيد حسن نصرالله الى لائحة من شكرهم وضمنها سعد الحريري حملت الكثير من المعاني البليغة فقد جاء شكره للرئيس السابق للحكومة (شكلا) مناقضا تماما لحماسة اهالي الضاحية على شاشات الفضائيات لسعد الحريري، حيث أورد قائد المقاومة شكره لسعد في أسفل قائمة المشكورين بعد سورية وقيادتها ورئيسها والحكومة اللبنانية ورئيسها والجمهورية ورئيسها.
وتضيف المصادر: يمكن القول بأن من أختطف اللبنانيين العائدين من إيران قد استفاد من علاقات تيار المستقبل به، وحاول تقديم خدمات للتيار اللبناني في مقابل التمويل والتسليح والطبابة والتدريب التي يؤمنها له في لبنان، وكون العملية جرت في حلب فلا يعني بأن الأمر يتعلق فقط بقرار تركي لا يمكن تصور وجوده على أرض الواقع دون أخذ المعرفة التركية بحزب الله بنظر الاعتبار، فالأتراك يملكون جنودا في جنوب لبنان ولو كانوا متورطين لكان الانتقام من جنودهم هو اقل الإثمان التي كان يمكن لهم إن يدفعوها .
وتكشف المصادر بأن القسم الفني في أحد الأجهزة الأمنية السورية ابلغ من يعنيهم الأمر بان عملية الاختطاف تمت بناء على معلومات فنية تلقاها الخاطفون فور دخول الباصات التي تقل الزوار اللبنانية إلى الأراضي اللبنانية وقد تابع. الخاطفون مسار الباصات على الطرقات السورية من خلال جهة كانت توجههم وفي نفس الوقت كانت تراقب هواتف قائد حملة زوار العتبات المقدسة في ايران عباس شعيب (مدير حملة بدر الكبرى لتنظيم الحج والزيارات إلى الأماكن المقدس) وعلى ما يبدو فإن المراقبة تمت من خلال قدرات فنية لا يملكها الجيش الحر، ولا كتائب الوهابيين التكفيريين الذين يقاتلون الجيش السوري. وهنا تعيد المصادر لفت النظر إلى ما يشاع عن قدرات فنية تشارك في تأمينها دول غربية للجيش الحر من خلال محطات اتصال ومراقبة منصوبة في تركيا ولبنان والأردن وفي الجولان المحتل ، فهل استعمل الخاطفون تلك القدرات أم أن جهة لبنانية استفادت من عملية الخطف أمنتها لهم ؟؟
المعلومات التي قدمتها لنا المصادر الخاصة قالت بأن سرية الشهيد رفيق الحريري في الجيش الحر لم تتبنى هذا العمل نتيجة انتظارها لما سيردها من تعليمات خارجية، خصوصا أنها تتلقى تمويلها من تيار سياسي لبناني، مضيفة "انكفاء سرية الشهيد الحريري عن تبني العملية دفع بسرية شهداء الثورة إلى تبني العمل رغبة في ابتزاز غوائل المختطفين مالياً".
تضيف المصادر قائلة إنه "نتيجة الاتصالات المكثفة التي قام بها رئيس مجلس النواب نبيه بري بتكليف من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرا لله، جعلت الخاطفين ومن يقفون خلفهم يدركون أنه لا مناص من إطلاق سراح المختطفين وإلا فأن رعاتهم في لبنان وعناصرهم في المناطق اللبنانية سيدفعون الثمن( علما بأن مسلحي القصير دفعوا ثمنا باهظا نظير خطفهم لبنانيان وفي التفاصيل، أن عشائر الهرمل إلى اختطاف خمسين مسلحا من الجيش الحر مقابل اثنين من أبناء آل جعفر اختطفهم الوهابيون من قرية زيتا التي يسكنها لبنانيون وتقع داخل الأراضي السورية . وقد أدى هذا الأمر الذي أشار إليه السيد نصرا لله إلى إطلاق سراح اللبنانيين والى إطلاق سراح الخمسين مسلحا في المقابل.
جدير بالذكر أن "سرية الشهيد رفيق الحريري" أبصرت النور في محافظة إدلب، ولكن بعد دخول الجيش السوري مدينة إدلب فرّ عناصر هذه السرية نحو مناطق ريف حلب واتخذوا من المناطق النائية منصة وقاعدة للهجوم على حواجز الجيش السوري، إضافة إلى امتهانها في الأيام الأخيرة مهمة قطع الطرقات وسلب السكان.