افتضاح أمر المجزرة المُرتَكَبة من قبل المسلّحين لاستثارة مجلس الأمن ضدّ سورية ..

ولو في مرحلة لاحقة ـ لجأت المجموعات الإرهابية المسلحة وبإيحاء وتشجيع ليس فقط من قبل «مجلس أسطنبول»، وإنما بتغطية من الحلف الغربي ـ الخليجي إلى ارتكاب مجزرة بشعة في قرية التريمسة في حلب، في محاولة جديدة ومكشوفة لإلصاق تهمة المجزرة بالسلطات السورية، سعياً وراء إحراج كل من روسيا والصين في مجلس الأمن حتى لا يستخدما حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الأميركي ـ الغربي.
وعلى غرار كل مرة يجتمع خلالها مجلس الأمن وغيره من الهيئات الدولية والعربية للتآمر على سورية، عمدت المجموعات المسلحة إلى ارتكاب أبشع مجزرة في التريمسة وبدم بارد وذهب ضحيتها حوالى 150 شخصاً، وفور وقوع الجريمة سارع «مجلس اسطنبول» وغيره من التنظيمات المأجورة للغرب ومعها قنتا الفتنة «الجزيرة» و«العربية» إلى تحميل السلطات السورية المسؤولية عن هذه المجزرة ومطالبة مجلس الأمن في الوقت ذاته بإصدار قرار تحت الفصل السابع، يجيز العدوان والتدخل العسكري، بعد أن عجزت العصابات المأجورة ومن معها من تنظيمات تابعة للغرب في التأثير على صمود الشعب السوري وجيشه الوطني ووقوفهما وراء قيادتهما.
وكالعادة سارعت واشنطن وحلفاؤها الغربيون إلى تحميل دمشق مسؤولية المجزرة، قبل صدور أي مؤشرات حول المسؤولين عنها، مع العلم أن الغرب يدرك وفق أجهزة استخباراته أن الذي افتعل المجزرة هو «مجلس اسطنبول» والمجموعات المسلحة التابعة له في ما يسمى «الجيش السوري الحر»، سعياً وراء تأليب الرأي العام العالمي ضد سورية.
عملية عسكرية ضد الإرهابيين
وقد أوضح مصدر عسكري سوري أنه استجابة لاستغاثة أهالي التريمسة الذين تعرضوا لمختلف أنواع الإرهاب على يد المجموعات المسلحة، قامت بعض وحدات القوات المسلحة بعملية نوعية استهدفت تجمّعات الإرهابيين ومقراتهم ما أسفر عن القضاء على أوكار هذه المجموعات ومقتل عدد كبيبر منهم وإلقاء القبض على العشرات ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والوثائق، بينها بطاقات شخصية لعناصر من جنسيات غير سورية أحدهم يحمل الجنسية التركية.
وكان مصدر إعلامي سوري حمّل «مجلس اسطنبول» ومن معه من أنقره إلى باريس ولندن ما يحصل في سورية. «وكأنهم على علم مسبق بقيام الإرهابيين بإطلاق النار على المدنيين في التريمسة!».
واشنطن وحلفاؤها يغطون العصابات
في المقابل سعت واشنطن وحلفاؤها رفع مسؤولية المجزرة عن المجموعات المسلحة وحاولت استغلالها لممارسة الابتزاز ضد دمشق وادعى البيت الأبيض أن «الفظائع الجديدة التي ترتكبها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تستوجب رداً دولياً منسقاً من الأمم المتحدة»!
كذلك أدان وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ المجزرة، وحاول أن يحمّل السلطات السورية المسؤولية، عنها ودعا في بيان المجموعة الدولية إلى «تحمل مسؤولياتها كاملة للتعجيل بإنهاء العنف في سورية بطريقة سلمية، ووقف أعمال القتل العشوائي التي يتعرض لها المدنيون العزل على أيدي اتباع النظام».
من ناحيتها، دعت الخارجية الفرنسية مجلس الأمن الى تحمّل مسؤولياته تجاه ما حدث في بلدة التريمسة السورية.
وطالبت في بيانها الأسرة الدولية بـ«تولي مسؤولياتها عبر اعتماد قرار في مجلس الأمن يعطي قوة ملزمة لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ولاتفاق جنيف، بغية إنهاء أعمال العنف وقيام عملية انتقال سياسي تحظى بالصدقية».
كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة «المجزرة الشنيعة» التي وقعت في قرية التريمسة في ريف حماه في سورية يوم أمس وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
«مجلس اسطنبول» يتاجر بدم السوريين
وفي سياق متصل، حاول ما تسمى «المجلس الوطني السوري» ومعه رئيسه المدعو عبد الباسط سيدا رفع مسؤولية هذا المجلس المأجور عن المجزرة، وحاولا استغلالها للطلب من مجلس الأمن «اتخاذ قرار عاجل» بالعدوان والتدخل العسكري.
وكذلك سعت ما تسمى «جماعة الإخوان المسلمين» إلى تبرئة المجموعات الإرهابية المدعومة منها، ومحاولة إلصاقها بالسلطات السورية، وأطلقت هذه الجماعة الماجورة سلسلة من الشتائم البذيئة ضد القيادة السورية وصلت حتى إلى أنان وروسيا وإيران!
أنان في موسكو الإثنين
في هذا الوقت، يقوم أنان يوم الإثنين المقبل بزيارة روسيا لإجراء محادثات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف حول الوضع في سورية.
وقبل أيام من هذه الزيارة قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن موسكو تريد من أنان أن يعمل بطريقة نشيطة أكثر مع المعارضة السورية، داعياً إياه للعمل بفعالية أكثر مع هذه المعارضة.
في سياق متصل، تتوجه سفينة النقل «الايد» الروسية وعلى متنها ثلاث مروحيات من طراز «مي ـ 25» تابعة لسورية، تمت صيانتها، من ميناء مورمانسك إلى ميناء بطرسبورغ ومن ثم إلى الشرق الأقصى، كما أعلنت الشركة المالكة للسفينة.
محادثات روسية ـ أميركية
إلى ذلك، أجرى رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي مباحثات مع نظيره الروسي نيكولاي ماكاروف في البنتاغون، وتناولت تطورات الأوضاع في سورية، وبحث الفريقان في مشروع الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الأطلسي والولايات المتحدة في أوروبا.
الأسد اللاعب الثالث في الحرب الباردة
في السياق ذاته، أكدت صحيفة «فاينانشال تايمز دويتشلاند» الالمانية أن «الرئيس السوري بشار الأسد هو اللاعب الثالث في نوع من «الحرب الباردة» التي تشنها أوروبا والكتلة الغربية والولايات المتحدة الأميركية في مواجهة الكتلة الشرقية المكونة من الصين وروسيا».
ورأت أن «فرار السفير السوري في العراق لا يغير شيئاً في منحى الازمة السورية».
الجيش اللبناني يعزز انتشاره شمالاً
وفي سياق أمني متصل، بدأ الجيش اللبناني أمس عملية تعزيز انتشاره على طول الحدود اللبنانية ـ السورية شمالاً تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الأخير.
وأعلنت قيادة الجيش أن وحداته باشرت تعزيز انتشاره في منطقة الشمال بدءا من مدينة طرابلس وضواحيها، وصولا الى الحدود الشمالية والشرقية، على ان تستكمل هذه العملية خلال الايام المقبلة، والتي تشمل انتشار وحدات جديدة الى جانب الوحدات العسكرية والقوة الامنية المشتركة الموجودة سابقا في هذه المناطق».
اضاف البيان انه «تم تزويد جميع القوى المكلفة تنفيذ المهمة تعليمات دقيقة وحازمة تقضي بوجوب التشدد في حماية المواطنين من اي اعتداء وقمع المظاهر المسلحة ومنع التسلل والتهريب على جانبي الحدود اللبنانية – السورية، بما في ذلك الرد الفوري على مصادر النيران من اي جهة كانت».
وتوقيف مهربي أسلحة
إلى ذلك، أصدر قاضي التحقيق العسكري في المحكمة العسكرية اللبنانية أمس مذكرة وجاهية بتوقيف سوري وسبعة لبنانيين آخرين من بلدة عرسال في جرم الاتجار بالأسلحة وتهريبها إلى سورية.