لــن يــُـصـلب المـســيـح مـِنْ جـديــد ولـن يـُـنحـر مـرة اخــرى الحـســيـن ..
لـو نـَـحـيـنـا اعمـاق التـاريـخ البعيــد جــانبــا وشــخـوص رمـوزه , وحــاولنـا أنْ نســتقـريء القـريـب مـِنْ تـاريخنـا المعـاصـر الــذي عـشــنـا مـراحلـة وحـُــق علينـا أنْ نكـون شــهـود عـليــه سـوف نجـد انـفـسنــا غـارقيــن فـي وحــل خـزي حـكـامـه وإمـراءه ومـلـوكــه او مـثـلما يســميهـم البعض الســاذج والمغـيـب عقـلـة وفكــره بـأولــيـاء الأمـر ,وهنـا فـي طبيعـة الحـال عـنـدمـا نـتحـدث عـن العمــوم فهـذا لا يعـنـي المـطـلـق بـالـرغــم مـِنْ إنــه يــتقـارب مـنـه ولكنــه فـي الـوصـف النهـائـي لا يسـاويـة , فـحـالـة الانكسـار والهـزيمـة والخـنـوع الـتي اصـبـحت ثـقـافتــها هـي الســائـدة فـي دهـاليـز النظـام الـرســمـي العـربــي , وخـطـاب المســاومـة والاســتســلام المغـلـف بغطـاء الاعــتـدال الـذي اســتبـاح العقــول ودنسهــا الـى الـدرجــة التي اصــبـح فيهـا التطبيــع مـع اســرائيــل غـايــة مقدســة عـنـد ادعيـاء شــرف القـوم وليس مجـرد وســيـلـة للســـلام , والتبعيــة للقـرار الصهيـو امـريكـي اضـحـت عـنـدهـم مـِنْ اصـول الاســلام الـعـُربـانــيومـوجـبـاتــه وليس فـروعــة ومـُســتحـبـاتــه , مـا كـان لـظلمتهـا أن تنجـلـي مـِنْ العقـولويــسـتعـيـد الانسـان العـربـي المـؤمـن بقضيتــه والقـابض عـلـى زنـاد بـنـدقيتــه المقـاومـة والـثـابــت عـلـى مـبدئيــتــه رمـق حـيـاة الاحـرار وشــمـوخ وزهـو الانتصـارلــو لـم يــكـن فـي حـاضـرنـا اليـوم رجـال كـالأخ الرئيس بشـار الاســد والأخ الســيد حسـن نصر الله , اللـذان اعـادا الثقــة للنفـوس وتـرجمـوا ثقـافـة المقـاومـة والصمـود والتحـدي الــتي طـالمـا حـلمنـا بهـا الـى واقــع حــال نـتحـسس فعلــه و نـبصـر ألق انتصـاراتـه , ففـي كـل مـرة يطـل علينـا احـداهمـا بـضحكتـه التي تـرهـب الاعـداء ,وتضـيق الانفـاس فـي صـدور الحـاقـديـن , وتســقط رهـانـات المـُـدبـريـن , وتـؤرق النـوم فـي عيـون الشــذاذ والمنـافقيـن , نشــعـر بـزهـو التـاريـخ وعنـفـوان الحـاضـر ,ونتفـاخـر اننـا مـِنْ جـيــل الأســد ونصـر الله , وكـيف لنـا أنْ لا نـتفـاخـر وفيــنـا مـَنْ يــنــتزع النصــر كـل يــوم مـِنْ عـيـون اعــداءنـا كما تنتـزع الاســود فـرائسهـا , ويـخـطعـلـى صفحـات التــاريـخ ملاحـم الصمـود والتحـدي والثبـات عـلى العقيـدة والمبـدأمثلمـا خـط الاوليـاء فـي كتـبهـم شــرائـع الله عـلـى الارض , ويــرسـخ فـي العقــول القيــم الفكـريــة والاخـلاقيــة التي طـالمـا حـاول العـُربـان واخـوة الشـيطـان اغـراقهـا فـي بحـور جهـلهـم وظـلاميـة افكـارهـم وشـــذوذ عـقـائدهـم .
نعــم لــن يــُـصـلب المـســيـح مـِنْ جـديــد ولـن ينحـر مـرة اخــرى الحـســيـن , مـادام فـينـا نصـر الله , ولــن تــُســبى زيــنب والســجـاد فـي الشـام مـرتيــن مـادام بـيـنـنـا اســد الله ,وســتبقــى الشــام كـعبــة للمقـاومـيـن وعـيـونهـا عـن القـدس لــن تـغفــل , وارداتهـا عـن الحـق لـم و لــن تحـيــد أو تــليــن , امـا انــتـم , عـُربـان كــنتــم أم عـثمـانييـن متـأســلمـيـن, فمهمـا جـيشــتـم جـيـوش الارهـاب , واســتجمعـتـم خـنـازيــر الارض , واشــتـريتـم ذمـمـم ضعـاف النفـوس , وراهــنــتـم عـلـى اوهــام المعجــزات , ومـنيــتـم انفســكـم بنصــر حلمتــم بــه , وثــأرا عـشــتم الــدهـر تــطلبــوه , فــلــن تــنـالــوا مـنـا الا الســـم الـزؤام لتتجـرعــوا مـِنْ كـأســه , و ذل العـار لتلبســوا رداءه , و لـن تسـمعـوا غـيـر صــليـل ســـيـوف الحـق تحـصــد رقـاب ورؤوس اوبـاشــكـم الـذيـن تـدفعـون بهـم , وثغـاء نعـاجكـم المجـزورة عـلـى مـذبـح غســل عـاركـم , وصــراخ وعـويـل خــنـازيـركـم الـتي اخصنـا الله بـقتلهـا لنطهـر الارض مـن نجـاستهـا ورجســـكم .