النظام الأردني … تاريخ أسود و ما خفي أعظم

النظام الأردني … تاريخ أسود و ما خفي أعظم
الاثنين , 4 اذار 2013 - 06:10 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
أحمد الحباسى تونس

لو حكينا عن النظام الأردني و قصة العائلة الهاشمية مع السقوط في أحضان الرذيلة السياسية نبتدى منين الحكاية ، و لو أردنا حصر المرات الكثيرة إلى وجدنا فيها هذا النظام متلبسا بالخيانة لحققنا سبقا يستحق الذكر في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، و لو شئنا التشهير بهذا النظام لاحتجنا إلى كل مصطلحات الهجاء التي جاءت في اللغة العربية و غيرها من اللغات الأخرى دون أن نكفى هذا النظام “حقه” في التقريع و السخط..

النظام الأردني لا يكل و لا يمل من خدمة إسرائيل و الإدارة الأمريكية ، و هو يقوم بهذه الأفعال المخطئة بكثير من الحماس و الجدية ، و الكل يعلم الآن أنه نظام أمريكي بامتياز كغيره من أنظمة عربية ذهبت مع رياح الربيع العربي و أخرى خليجية تنتظر دورها خائفة مرتجفة لمجرد شعارات تكتب على جدار أو أصوات تنادى بالحرية في البحرين كما في السعودية منذ أيام ، و مع ذلك يظن البعض خطأ أنه يمارس سياسة النأي بالنفس كغيره في لبنان في المسألة السورية ، و يستشهدون بما يردده بعض الساسة في هذا النظام المتهالك من تصريحات كاذبة.

عندما تحدث البعض عن وجود قوات بريطانية خاصة على الأرض الأردنية سارع النظام إلى التعتيم على هذا الأمر ، و عندما سربت الصحافة العالمية الأسباب الحقيقية لهذا التواجد و هو تدريب بعض الإرهابيين و تسهيل مرورهم إلى الداخل السوري أعاد النظام اسطوانة النأي بالنفس ، و عندما أصرت الصحافة العالمية و أولى الأمر من الغرب تغاضى النظام و ترك الأمر للوقت مبرزا لسانه لمن يحتج في الشارع الأردني الذي كفر بسلوك هذا النظام.

“القوات الأمريكية تدرب عناصر الجيش السوري الحر في الأردن ” ، هذا ما أكدته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية منذ أيام قليلة ، هذه التدريبات تتم في مركز عمليات تدريب الملك عبد الله بشمال العاصمة عمان ، و هناك مجموعات من القوات الخاصة البريطانية تقوم بنفس الدور لغاية تعزيز قدرات هذه المجموعات الإرهابية في مواجهة القوات النظامية السورية ،و بطبيعة الحال ما زال النظام الأردني يعانى من نفس حالة الإنكار البهلوانية المزعجة ، و بطبيعة الحال ما زال النظام الأردني يضحك علينا في سره و علانيته

لقد نسينا في غمرة تلاهينا بخيانة الآخرين في هذا النظام الخليجي المتآمر على سوريا أن النظام الأردني له مع التواطىء و الارتداد مع الغرب و الصهاينة قصص كثيرة و خبايا خطيرة مات الملك عبد الله و ماتت معه بعضها و مات الملك حسين و ماتت معه بعضها و سيموت الملك عبد الله- و الموت حق – و سيموت بعضها معه ، لقد نسيتا أيضا أن هذا النظام هو من تصمت مخابراته “الأمريكية” على كل العبث الأمريكي الصهيوني في الداخل الأردني ، لقد نسينا أننا في مواجهة مع نظام ربط نفسه و أحكم وثاق مستقبل الأردن بوثيقة باب عربة حتى يمنع على الجميع مجرد مظاهرة ضد الانتهاكات و العربدة الإسرائيلية في السماء العربية ، لقد نسينا أن هذا الملك قد آزر بالصمت المريب و “الكلمة الطيبة” العدوان الصهيوني على المقاومة اللبنانية صيف تموز 2006 ، لقد نسينا أن هذا النظام هو من يتغاضى عن كل المجموعات الإرهابية التي تقتل الشعب العراق ي في تفجيرات إجرامية ، لقد نسينا أن هذا النظام كان الوجه الآخر لنظام حسنى مبارك المرتبط ارتباطا عضويا مع النظام الأمريكي و مشاريعه المرية في المنطقة.

في علوم الطب و المرض هناك شيء اسمه الوراثة فيقال فلان مصاب بالحساسية بالوراثة و بالصلع بالوراثة و في تاريخ الدول هناك زعماء تعلموا الشهامة بالوراثة فيقال هذا الشبل من ذاك الأسد و هناك زعماء مصابون بداء عضال بالوراثة اسمه فيروس تفضيل الأجانب على مصالح شعبهم ، و هذا التفضيل يأخذ طرقا شتى من الممكن أن تصل بالشخص المريض حد العمالة للأجنبي ، و لا على المريض حرج ، و لا على النظام الأردني حرج ما دام ينال الرضا الصهيوني و آيات الثناء من النظام الغربي .

يتعامل النظام الأردني مع المخابرات الأمريكية و لا يجد أي حرج في الأمر ، و يقبل على أراضيه كل “أنواع” رموز أعداء سوريا بلا حرج ، و يسمح للمخابرات المختلفة باستجواب من شردتهم المجموعات الإرهابية من وطنهم و إعادة تأهيل البعض منهم للقيام بأدوار ضد مصالح سوريا في الداخل و الخارج دون حرج ، و يسهل تنفيذ القوات الخاصة البريطانية الأمريكية الصهيونية الخليجية لعمليات ” جراحية “موجهة ضد بعض الأهداف الحيوية أو الكوادر العلمية و العسكرية السورية دون حرج ، و لا يجد ضيرا في أن تساهم بعض أقلامه المأجورة في التصويب على النظام السوري و لقول ما لا يستطيع النظا م قوله بتعلة سياسة النأي بالنفس المنافقة .

هذا النظام معروف بالطمع و الاستغلال ، و الأمثلة كثيرة ، و من يقدمون فيه الخدمات اليوم لأعداء سوريا في هذه الظروف الخطيرة الحاسمة ينالون كل ما يستحقون على هذه الخدمات من الجانب “الأخر” ، و بعد ذهاب نظام حسنى مبارك و تعالى الأصوات المنددة داخل المجتمع الأردني و سخونة الأجواء في الممالك الشمولية الخائبة الجارة أصبح محكوما بمزيد التنازلات الأخلاقية و السياسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حكم أصبح في نظر الكثير من الأحرار في العالم العربي مثار تندر و إحباط .

بطبيعة الحال داء الأجنبي و داء الصهيوني هو من الأمراض المستعصية التي لم يتمكن العلم الحديث رغم تقدمه في كل المجالات من إدراك مصل نافـع يشفى منها، و بعض الأنظمة و بفعل انغماسها الطويل في هذا المرض و تعاملها مع المصابين به تجد صعوبة بالغة في التعافي ، المشكلة أن هذا المرض له تأثيرات جانية مروعة على الآخرين و ما يحدث اليوم في سوريا هو نتاج هذه العدوى الخليجية التي جعلت الدم السوري يسيل أنهارا.

من ينقذ سوريا من “أصدقائها ” ؟ ….من ؟؟؟

» النظام الأردني.. بداية عد عكسي أم فركة أذن سعودية؟
» النظام التركي يقود الاتصالات مع داعش لاطلاق سراح الطيار الأردني
» رئيس الوزراء الأردني: لم ندعم المعارضة السورية عندما كان النظام ضعيفاً فكيف ندعمها عندما أصبح قوياً؟!
» قتيل وما خفي كان أعظم
» الآتي أعظم