الإعلامية باسلة علي لدام برس: أعداء سورية أرادوا قتل وعي الشعب السوري قبل أن يبدؤوا بقتل الإنسان وشرفاء العالم يقفون مع المقاومة والمقاومين
دام برس-خاص - بلال سليطين :
هي إعلامية سورية ونجمة تلفزيونية عرفت بموقفها المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد ونهجه المقاوم، تعتبر أن الأزمة السورية لم تبدأ منذ عامين فقط وإنما هي أقدم من ذلك بكثير وتهدف لإركاع سورية، وهي في الوقت نفسه تنتقد في الإعلام السوري ضعف تواصله مع الجمهور الداخلي والخارجي، وترى أن أعداء سورية أرادوا قتل وعي الشعب السوري قبل قتل الإنسان السوري.
الاعلامية والممثلة السورية باسلة علي ضيفة دام برس في حوار خاص، هذا نصه:
* اليوم بلدك يواجه أزمة عمرها قرابة السنتين، كيف تنظرين إلى الأزمة السورية وما هو تقييمك لها؟
** أزمة سوريا لم تبدأ منذ عامين, أزمة سوريا أقدم من ذلك, و من يخفى عليه تاريخ الضغط الدولي على سوريا فهو جاهل بالسياسة، فقد كان هناك محاولات كثيرة لإركاع هذا البلد و دائماً كانت حكمة قيادته أكبر من تلك الضغوط, قد تكون أكبر تجليات تلك الضغوط سابقاً الأزمة التركية السورية المفتعلة عام 1998 حين حشدت تركيا قواتها على الحدود مع سوريا، و في المؤامرة التي استهدفت سوريا عام 2005 و اتهامها باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري و ما تبعها من ضغوط .
أما الأزمة الحالية فهي نتيجة فشل كل الضغوط السابقة, و كلنا يعلم بأنه لو سلّمت القيادة السورية بمطالب وزير الخارجية الأميركي حينها كولن باول عام 2003 لكانت سوريا هي المدللة في المنطقة، الصخرة القاسية دائماً تنكسر عليها أمواج تآمرهم .
* برأيك كمختصة ما هو الدور الذي لعبه الإعلام في تفاقم الأزمة السورية؟
** في الأزمة السورية تجلّت مقولة جوزيف غوبلز ( استمر في الكذب حتى يصدقك الناس ) جليّاً في أداء إعلام البترول والغاز أو الإعلام الأسود، و رأينا تجسيداً لعدم المهنية الإعلامية و الأخلاقية, ولفبركات شوّهت الشاشة كما شوّهت الوعي العربي, رأينا صور شهداء فلسطينيين قتلتهم إسرائيل تُنشَر على أنها حدثت في سوريا , رأينا صور ضحايا زلازل في تركيا و إيران نُسِبتْ إلى بلدي !
هم حاولوا قتل وعي الشعب السوري قبل أن يبدؤوا بقتل الإنسان السوري.
* أخبار بلدك تتصدر الشاشات في أيامنا هذه، كيف تتعاملين مع هذه الأخبار؟
** أصبح لدينا كسوريين مناعة ضد الإعلام الأسود و لم تعد الإخبار حِكراً على قناة فضائية تفوح منها رائحة الغاز, يوجد مصادر أدقُّ و أصدق أستقي منها الأخبار، يوجد ناس ترى بعينيها ما يحدث في سوريا و تنقله بعفوية, هناك أصدقاء و معارف في كل المحافظات, هناك مجموعات شبابية على الانترنت, بالمختصر كُسِرَ احتكار نقل الخبر .
* ما هو الدور الذي تلعبينه من موقعك خارج سورية لإيضاح صورة ما يحدث في بلدك للرأي العام الخارجي؟
** قبل أن أكون إعلامية أنا مواطنة سورية, ويهمني معرفة واقع بلدي قبل أن أهتم بنقل المعلومة, أنا على تواصل دائم مع الناس في كل المناطق, وعلى تواصل مع شريحة كبيرة من الفعاليات الشبابية الوطنية على الانترنت ونقوم بنقل الوقائع دون تزييف, و أطلقنا موقعاً جديداً على الانترنت باسم ( بلا شعارات ) بالإضافة لمجموعة بنفس الاسم على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك".
* من موقعك كإعلامية ومقدمة برامج في محطة غير محلية، كيف تنظرين إلى الإعلام في سورية وماذا ينقصه ليتطور مهنياً؟
** مشكلة الإعلام السوري الرئيسية اليوم تتلخص بضعف تواصله مع الجمهور الداخلي والخارجي، وبعدها يأتي التقصير في تحديد الأدوار والمهام والمسؤوليات، والحاجة لكي يكون المنبر إعلامي ساحة لمناقشة وحل مشكلات وقضايا المواطنين السوريين، ويضاف إلى ذلك وغياب آليات التدريب والتنمية والتخطيط وغيرها.
مهمة تطوير الإعلام السوري ليست صعبة، أي أن الوصول إلى الهدف ليس صعباً فلدينا الكثير من الكوادر المهنية والإعلاميين المتميزين, وعلينا أن نخرج من تبعيتنا للموروث في الإعلام و النمطية وأن نعطي حرية أكبر لأنفسنا كإعلاميين.
بالمحصلة الصحافة السورية موجودة منذ العهد العثماني ولدينا المفكر عبد الرحمن الكواكبي خير دليل، لكن ينقصنا التطوير.
* برأيك كممثلة إلى أي حد أثرت الأزمة على الدراما السورية؟
** لا نستطيع أن ننكر أن الأزمة السورية أثرت على جميع المواطنين السوريين، وهي أيضا أثرت على الدراما ولكن ورغم ذلك الدراما السورية تحدت الصعوبات وواجهت كل المشاكل واستمرت في الإنتاج مقارنة مع دول تنعم بالأمان ولم نرى منها تقدما في الدراما.
* قبل فترة بكت باسلة على شاشة التلفاز، ما هو سر هذه الدمعة وماذا تختصر؟
** دمعة أم شهيد .. دمعة أخت جريح و مصاب .. دمعة ابنة خُطف والدها بدون ذنب .. دمعة كل سوري اضطر لترك منزله تحت تهديد و إرهاب السلاح .. للأسف الدموع كثيرة ...
* تقولين صراحةً أنك مع الرئيس بشار الأسد، ما الذي يدفعك لإعلان موقفك السياسي وأنت إعلامية والإعلامي غالباً ما يتحفظ على موقفه ويتبع الصمت؟
** عندما تؤيد إنسان فأنت تؤيد نهجه أو سلوكه أو موقفه و لا تؤيد شكله أو صوته، الإنسان بما يحمل من فكر و منهج , فالتأييد لا يأتي من فراغ، هل هناك شريف في الدنيا لا يؤيد المقاومين !؟
بعد الراحل جمال عبد الناصر لم تُرفَع صورة لزعيم أو قائد في كل الدول العربية إلا صور القائد الأسد و السيد حسن نصر الله, هناك وعي عربي يتبلور في هذه المرحلة, و ربما احتاجت القومية العربية لبعض النيران حتى ينجلي عنها الصدأ و يظهر بريقها, إحدى المجموعات على الفيس بوك ( أسود فلسطين 48 معك يا سيادة الرئيس ) تُصوِّر مقاطع فيديو بشكل دوري لشباب فلسطينيين يحملون العلم السوري وأغاني تُحيّي القائد الأسد في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، و يجوبون شوارع حيفا و صفد !! .. مجموعات أخرى تونسية و جزائرية و من كل الأقطار العربية أنشأها شباب عربي لدعم الصمود السوري و مواقف القيادة السورية ! .. فهل ينبغي لي كسورية أن أتّبع الصمت !!؟؟
* هناك سؤال يخطر في بال الكثيرين في سوريا، ما الذي دفعك للعودة إلى سورية والترشح للبرلمان؟
** من الأصل أنا لم أترك سورية لكي أعود إليها، وإنما لدي عمل في الخارج وأنا مضطرة لمتابعته وهذا لم يؤدي إلى الانقطاع عن زيارة سورية فزياراتي دورية ولا يمكن أن تتوقف.
طبعاً أنا لست سياسية رغم اهتمامي بالسياسة و متابعتها , لكنني ابنة بيئة بسيطة تشكو من إهمال مرشحين أخذوا أصوات أبنائها ليكتموها لا ليعملوا بها، لذلك فقد جاءت فكرة ترشحي لمجلس الشعب كمرشحة عن صوت العامل, و الفلاح, والشباب الذي ينتظر فرصة عمل, وعن صوت من لا صوت لهم في مجلس كان غائبا عن مطالب الناس في الفترات الماضية وكي تتكلم عن هموم الناس يجب أن تكون واحداً منهم حتى يكون كلامك صادقاً.
يذكر أن باسلة علي إعلامية سورية عملت في العديد من المحطات خارج سورية "التلفزيون الأردني، أغانينا، الكويت" و"البابلية" التي تعمل فيها حالياً، وهي ممثلة ولها العديد من المشاركات في الدراما الأردنية والعربية مثل مسلسل "نساء من البادية، قبائل الشرق، المرقاب، دموع القمر، وين ماطقها عوجة، نبع الحياة، وتوأم روحي" بالاضافة لمشاركتها بأربعة أفلام سينمائية "الشراكسة، توبة، زي الهوى، لست وحدك حبيبها"