سوريا فضحت "كذبة الربيع العربي" واظهرت اهدافه الحقيقة

سوريا فضحت "كذبة الربيع العربي" واظهرت اهدافه الحقيقة
Tuesday, February 26, 2013 - 05:51 PM

محمد العس

عاش العالم العربي لعقود من الزمن من الستينيات تقريبا الى العام 2010 في ظل انظمة عسكرية وصلت الى الحكم عن طريق انقلابات عسكرية.

وكانت هذه الانظمة جميعها تعتبر اسرائيل هي العدو وفلسطين القضية المركزية ولو شكليا.هذه الانظمة بدون شك استطاعت ان تؤمن استقرارا امنيا في الدول العربية مكنها من التقدم قليلا انمائيا ،وكانت هذه الانظمة العسكرية لديها عداء طبيعي مع التنظيمات الاسلامية وكانت ايضا تلك التنظيمات الاسلامية على راسها الاخوان تتهم تلك الانظمة بالتخاذل امام اسرائيل وكتم الحريات .

العام 2010 استبشر العرب خيرا بتفجر الثورة التونسية وهروب زين العابدين بن الى السعودية ومن ثم سقوط نظام حسني مبارك في مصر والقذافي في ليبيا ،وكان الشبابالعربي شباب الفايس بوك والتواصل الاجتماعي والمنفتح هو قائد الثورة ولكن المفاجأت بدات تتوالى فما تكاد ثورة تضع اوزارها حتى يظهر الاسلاميون من بعيد وهم الفرقة الوحيدة المنظمة والممولة جيدا لتضع يدها على منجازات الثورة السلطوية .

لكن المعاناة الاكبر كانت في سوريا ،في سوريا المعارضة السورية التي انطلقت تحت شعار "سلمية " والاصلاح والتغيير لم تستطع ان تحقق مآربها في اسقاط النظام فتحولت الى معارضة عسكرية مجهزة جيدا لوجستيا ومن حيث العدة والعتاد ما كشف ان تلك المجموعات المسلحة كانت تجهز من زمن ، وما وصولها الى مركز الامن القومي وتفجيرها واغتيال اصف شوكت الا دليل على التخطيط البعيد المدى المدعوم من اجهزة مخابرات خارجية .

ولكن مع توالي الاحداث تبين ان المعارضة السلمية والتغيير والاصلاح شعارات وان الائتلاف المعارض في الخارج ليس المسيطر على الارض بل جبهة النصرة الممثل الشرعي للقاعدة.

نعم المجتمع المدني في العالم العربي خدع والامور خرجت عن سيطرته والامر اصبح بيد الاسلاميين المتشددين فانتشرت على الانترنت فيديوهات الذبح وقطع الرؤوس من اجل اخافة الاخر .

الشاعر السوري المقيم في الخارج أدونيس والذي كان من اول المرحبين بالربيع العربي والثورة السورية يتراجع ويعيد حساباته ويوجه انتقادات لاذعة إلى المعارضة السورية والربيع العربي، منددا بالدعوات التي توجهها هذه المعارضة إلى الغرب لدعمها، كما انتقد وصول الإسلاميين إلى السلطة في عدد من البلدان العربية.

وقال علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسم أدونيس في مقابلة مع مجلة بروفايل النمساوية "كيف يمكن بناء أسس دولة بمساعدة نفس الأشخاص الذين استعمروا هذا البلد؟" في إشارة إلى الانتداب الفرنسي على سوريا من عام 1920 إلى عام 1946.

وأضاف أدونيس "أنا لا أدعم المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، وأي تدخل عسكري غربي في سوريا ستكون له نفس عواقب غزو العراق عام 2003، وسيدمر البلد".

كما أعطى أدونيس صورة قاتمة للربيع العربي. وقال إنه أعجب ببداية الثورات في العالم العربي، لكنه تحول إلى انتقادها مع وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ومصر إثر الانتخابات الأخيرة التي جرت في هذين البلدين.

وقال "لا توجد إسلاموية معتدلة" مشبها الإخوان المسلمين الفائزين بالانتخابات المصرية بـ"الفاشيين". واعتبر أن الثورات في العالم العربي لا يمكن أن تنجح إلا إذا قامت على "أسس علمانية".

كما ان المفكر محمد حسنين هيكل خرج إلى الملأ رغم سنينه التسعة وثمانون ليعلن موقفه مما يجري في المنطقة مبدياً رأيه في أحداث ما يسمى بالربيع العربي حيث قال بأن ما يجري في العالم العربي هذه الأيام ليس ربيعاً عربياً إنما "سايكس بيكو" جديد لتقسيم العالم العربي وتقاسم موارده وإن مقولة الربيع هي مجرد «كلام فارغ».

مؤكداً أن ما يجري في سورية من فتنة يقوم بها الأعداء تهدف إلى الإعداد لضرب إيران في المرحلة المقبلة أي ما بعد سورية. حيث أكد على تواجد للمخابرات التركية والأردنية والإسرائيلية لتقديم الدعم اللوجستي للمحتجين على الأرض .

ويضيف الإعلامي المخضرم محمد حسنين هيكل : أتحدى أن يستطيع أحد صحفيي قناتي الجزيرة أو العربية أن يتجول في الشوارع العربية بعد تآمر تلك القنوات ضد الأمة العربية. فقناة الجزيرة القطرية بالغت بالأحداث ودورها كان خطير وكارثي في الثورات العربية. تزييف حقائق وتضليل وقد تجاوزت خطورتها خطورة جيش أنطوان لحد اللبناني المتحالف مع إسرائيل. يقول محمد حسنين هيكل: إن نظام السوق الرأسمالي بدأ في التداعي معلناً عن عدم قدرته على الاستمرار حتى نهاية التاريخ كما كان يُقال، حيث أنه في ظل غياب الاتحاد السوفييتي وتفرد أمريكا فقد العالم الكثير جداً من أفكاره.

يبدو ان العالم العربي دخل نفقا مظلما ،لا قيادات جدية بل واجهات في الحكم ومن يحكم فعليا يقف في الظل ، الاسلاميون نسيوا اسرائيل ولم يفعلوا شيئا لفلسطين الا انهم بداو بتدمير الانفاق في غزة ، وانزال اسرائيل عن عرش العداوة للعرب وتصوير ايران على انها هي العدو. وعود بالانماء والبحبوحة لم يجد العربي منها الا الفقر بشكل جديد واقسى ممزوجا بفقدان الامن , ووعود من دول ممولة تملك الاموال بضخ المليارات فلم تصل المليارات من الدولارات ابدا بل مليارات الدولارات لا تصل الا ببواخر الاسلحة والمتفجرات لتخريب ما تبقى من البلدان العربية .

يبدو ان العالم العربي ثار من استجلاب التطرف والفقر والحقد والدمار والديكتاتورية التي تفوق بشاعة الديكتاتوريات السبقة بمئات المرات .

وبدا العرب يشعرون بالندم على ما فعلت ايديهم لان ما خربته الثورات العربية لا يمكن اصلاحه على المدى المنظور بل ما هو ات اعظم من فتن ومشاريع تقسيم بين دويلات وامارات .

» اقتصاد ((الربيع العربي )) (1) حتى يبقى بشر و حجر في سوريا
» كذبة الكيماوي السوري ...«الربيع الفرنسي» قد يطيح فابيوس! ...ناصر شرارة
» النجاح في سوريا سيكون شبه مستحيل..أميركا مصدومة : هل ينقلب «الربيع العربي» علينا؟
» الربيع العربي ، لماذا لا يتحرك ؟ .
» سوريا كشف عورات الخونة اصحاب البندقية والمتفجرات للايجارقبل الربيع العربي التنسيق الاستخباري اللوجستي الاسرائيليوالقطري والسعودي والكردستاني مع المعارضة السورية