رغم المواجهات... الانتفـاضـــة الـثـالـثـة مستبعدة في الأراضي المحتلة

رغم المواجهات... الانتفـاضـــة الـثـالـثـة مستبعدة في الأراضي المحتلة
2013-02-26 01:10:44

إستبعد مراقبون فلسطينيون إندلاع إنتفاضة ثالثة، على الرغم من إستمرار المواجهات وتصاعد الحركة الإحتجاجية في الضفة الغربية بين جيش الإحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين إثر وفاة أسير داخل سجن مجدو.
وتشهد مدن الضفة الغربية مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية استشهاد الأسير عرفات جرادات في سجن مجدو، وكخطوة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ شهور.
وتستخدم القوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد الفلسطينيين الذين يرشقون الجنود الإسرائيليين بالحجارة.
وقال الكاتب ومحلل الفلسطيني "تيسير محيسن"، لا يمكن أنّ نصور ما يحدث قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة، موضحاً أنّ ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من احتجاجات في أعقاب استشهاد أسير فلسطيني قد يكون له ردود أفعال تتمثل بحسب الكاتب بـ"خروج مظاهرات ومطالبات دولية بضرورة التدخل لكشف أسرار ما تقوم به إسرائيل داخل السجون".
وأوضح محيسن في تعليق لـ"أنباء آسيا"، أنّ دولة الاحتلال لا ترغب بتدحرج حركة الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية لتصل إلى حالة اشتباك، قائلاً: "إسرائيل ستعمل جاهدة لكي تنفس حالة الاحتقان التي نتجت عن استشهاد أسير من خلال بعض الإجراءات التي يمكن لها أنّ تعيد الأمور لنصابها".
وتتمثل تلك الإجراءات، بحسب الكاتب بـ"تخفف الإجراءات الضاغطة على الأسرى داخل السجون وان تضع حدا وحلا للمضربين عن الطعام داخل السجون خاصة سامر العيساوي وزملائه الذين مضي على إضرابهم أشهر طويلة، أو أنّ تفرج عنهم بقرار من الحكومة الإسرائيلي، إضافة إلى السماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم" لكن الكاتب في ذات الوقت أشار إلى أنه في حال هيئة الفرص وسمحت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لان تخرج مظاهرات وجموع الشارع الفلسطيني للتعبير عن أرائه لما يجري، قد تتدحرج الكرة إلى أنّ يحدث حالة صدام مع الاحتلال عبر الحواجز ومناطق المستوطنات تؤدي فيما بعد إلى حالة يصعب على السلطة الإمساك بزمامها لتصل لنوع من الانتفاضة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة مساء الأحد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أوفد المحامي المفاوض، إسحاق مولخو، محملاً إياه رسالة للقيادة الفلسطينية في رام الله، يطلب فيها وقف المواجهات الميدانية في الضفة الغربية، في محاولة إسرائيلية لتجنب اندلاع انتفاضة ثالثة. وبحسب الإذاعة فإن موفد نتنياهو أكد أنّ "إسرائيل" ستنقل بسرعة أموال الضرائب الفلسطينية لرام الله عن شهر يناير الماضي دون تأخير، حيث تمر السلطة الفلسطينية بوضع مالي صعب دفعها إلى تأخير صرف الرواتب للموظفين العموميين.
من جانبه أكد حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أنّ هناك ما يمثل عقبة كأداء أمام اندلاع انتفاضة ثلاثة في الأراضي الفلسطينية، كونها تؤثر على تحقيق مصالحه الشخصية التي استخدم القضية الفلسطينية وسيلة لتحقيقها خلال السنوات الماضية. وقال خريشة في تصريحات صحفية "الشعب الفلسطيني على كامل الجاهزة ليتحمل تبعات أي مواجهة قد تحدث حتى لو وصلت إلى مستوى انتفاضة ثالثة، لأنه شعب تحمل الصعاب خلال عشرات السنين من أجل استرداد حقوقه التي سلبها الاحتلال بقوة السلاح والتهديد".
وتابع "المواجهات مازلت قائمة ومحتدمة مع الاحتلال في كافة المناطق، ونأمل أن يكون ذلك الحراك خطوة نحو الانتفاضة الكاملة في وجهه"، مشيراً إلى ضرورة دعم الحراك الشعبي من قبل الفصائل الفلسطينية التي نزعت ثقة المواطن بها من خلال انتصارها لنفسها، حسب تعبيره. كما أكد أن اندلاع انتفاضة جديدة هو نتاج طبيعي لممارسات الاحتلال القمعية التي تمارس بحق الفلسطينيين، وعلى رأسهم الأسرى داخل السجون، متمنياً أن تستمر تلك المواجهات وتصل لحد الانتفاضة التي تعيد القضية الكرامة لأصحابها.
وأعربت مصادر إسرائيلية مسؤولة، عن خشيتها من فقدان أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية السيطرة على مجريات الأمور وضبط مسار المظاهرات المتصاعدة في المناطق. وقالت ذات المصادر أنّ السلطة تحاول تنظيم احتجاجات شعبية ومنع العمليات الاستشهادية في مسعى لإعادة طرح القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الدولي، تمهيداً لزيارة الرئيس الأميركي براك اوباما لـ"إسرائيل". وانتقدت جهات مسؤولة أخرى قرار "إسرائيل" وقف تحويل أموال المستحقات الضريبية لسلطة من شهر كانون الأول ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أنّ الجزء الأكبر من هذه الأموال يستخدم لصرف رواتب أفراد أجهزة الأمن.
من جهته قال صلاح البردويل المتحدث باسم حركة "حماس"، إنه لم يعد هناك مجال لإنكار حدوث الانتفاضة الثالثة، موضحاً أن كل المقدمات التي سبقت الانتفاضات السابقة هي اليوم تتحقق.
وأضاف في تعليق لـ"أنباء آسيا"، "انسداد الأفق السياسي وغطرسة الاحتلال بشكل كبير واستفزازاته سواء على مستوى الاستيطان أو تهويد القدس أو الأسرى، والاستهتار بمشاعر وحيات الإنسان الفلسطيني، والعدوان على غزة وحصار المفروض، جميعها مقدمات" لاندلاع انتفاضة ثالثة.
وأشار البردويل إلى أنه ربما يحدث نوع من التسكين لمنع إندلاع الانتفاضة "عن كطريق وعودات بإحراز تقدم في المفاوضات مع قدوم الرئيس الأمريكي للمنطقة باراك اوباما، أو من خلال الإفراج عن أموال الضرائب التي تحتجزها إسرائيل"، مؤكداً على أن كل تلك الخطوات هي خطوات صغيرة مقابل حاجات الشعب الفلسطيني في الحرية وزوال الاحتلال.
ووفقاً لصحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي أعلن حالة التأهب القصوى في الضفة الغربية تحسباً لوقوع المزيد من المواجهات المتوقعة، أو اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، وذلك على خلفية استشهاد أسير فلسطيني من الخليل في سجن مجدو، واستمرار عدد من الأسرى في الإضراب عن الطعام منذ أكثر من ٢١٦ يوماً. ويشارك كبار ضباط القوات الإسرائيلية خلال الأسبوع الجاري في اجتماع خاص لدراسة كافة السيناريوهات المحتملة في الأراضي الفلسطينية والخطط التي أُعدت للتعامل معها.

» إرتفاع عدد المصابين في المواجهات أمام قصر الرئاسة المصرية إلى 226
» القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة: قواتنا المسلحة تدمر عربة إسرائيلية بما فيها دخلت من الأراضي المحتلة وتجاوزت خط وقف إطلاق النار
» قبل 22 كانون الثاني.. لا خطوط حمر في المواجهات في سوريا
» الخارجية الروسية: للأسف، وطأة المواجهات في سورية لا تخف
» تصاعد المواجهات في نجران – الحجاز – بين آل سعود والنشطاء