تهديدات الجيش الحر واحمد الاسير لحزب الله ما هو الا تقديم اوراق اعتماد لدى العدو الصهيوني
الاحد , 24 شباط 2013 - 05:24 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
حسين الديراني
الاتهامات بوجود عناصر لحزب الله تقاتل الى جنب قوات الجيش العربي السوري كانت منذ اللحظة الاولي التي تحول الصراع في سوريا الى صراع دموي بين الجيش العربي السوري و الجماعات المسلحة المنشقة والمستوردة من الخارج, وكلنا يتذكر الاتهامات الموجهة لحزب الله بأن لديه 3 الاف من المقاتلين داخل الاراضي السورية وكأن الجيش العربي السوري المكون من ما يقارب مليون مجند بحاجة الى 3 الاف مقاتل من حزب الله و3 الاف من قوات الحرس الثوري الايراني , وكان كلما أشتدت الحملات على الجيش السوري الحر المنشق وتلقي ضربات موجعة وهزائم مؤلمة من قبل الجيش العربي السوري يهرب الى الامام ليتهم مشاركة عناصر من حزب الله في القتال.
اولا: ان حزب الله وقيادته المتمثلة بسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا يخفون يوما انهم يقفون الى جانب الشعب السوري الذي ما زال بأغلبيته العظمى مؤيدا للنظام السوري بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد, لعدة أسباب جوهرية ومنها وقوف النظام السوري الى جانب المقاومة ضد الكيان الصهيوني بكل الوسائل العسكرية والسياسية ودفعت من اجل ذلك ثمنا باهظا وما زالت تدفعه ليومنا هذا, وهذا اقل الوفاء من حزب الله الذي بات اليوم يدفع ثمن هذا الوفاء.
ثانيا: لقد صرح الامين العام السيد حسن نصر الله في تشرين الاول وهو المعروف عند الصديق والعدو بالصادق الامين ” ليس لحزب الله مقاتلين في منطقة القصير وان من يقاتل هناك لبنانيون من كل الطوائف, يدافعون عن انفسهم للحيلولة دون اخراجهم من ديارهم وحفاظا على حياتهم.
ثالثا: ان المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان كثيرا ما تختلط ببعضها البعض, وهناك مصاهرة بين العوائل وهناك الكثير ممن يحملون الجنسية السورية واللبنانية ومنهم من ينتمي لحزب الله ومنهم من ينتمي لتيار المستقبل ومنهم من ينتمي للتيار السلفي فلا غرابة في ذلك ابدا, فمثلا عندما يشن هجوم من قبل الجيش الحر على منطقة القصر فالذي يدافع عن هذه البلدة هم اهل القصر ومنهم قطعا من ينتمي الى حزب الله ويستشهد في سبيل الدفاع عن ارضه وعرضه ويكبد المهاجم خسائر لم يتصورها ولم يتوقعها ويا ليته أخذ نصيحة العدو الصهيوني قبل ان يفعل ذلك.
فالذي دفع برئيس هيئة الاركان في الجيش الحر سليم ادريس بقيامه بتهديد حزب الله وامينه العام السيد حسن نصر الله وأعطائهم فرصة 48 ساعة لوقف حزب الله قصف مناطق تواجد الجيش الحر والا سوف يشن هجوما على الحدود اللبنانية وما بعد بعد الحدود اللبنانية ليطال الضاحية الجنوبية هو, ليس فقط بسبب الهزائم المتكررة وعدم تمكنه من السيطرة على مكان يستطيع ان يؤكد لمموليه انه قادر على اسقاط النظام السوري وكسر الجيش العربي السوري , بل لأن الممولين قد تلقوا الاوامر من الادارة الامريكية على وقف التمويل لأن هناك تسوية سياسية ترعاها مع روسيا بعدما تبين لها أن ” جبهة النصرة ” التابعة لتنظيم القاعدة هي التي باتت الواجهة في مواجهة النظام السوري وترتكب الاعمال الارهابية اليومية على كافة الاراضي السورية من عمليات انتحارية الى تقطيع الرؤوس الى كل ما يثير اشمثزاز المجتمع الدولي. فأتى هذا التهديد لحزب الله بالخصوص لتقديم اوراق اعتماد بين الجيش الحر والكيان الصهيوني وهذا ليس امرا جديدا بل يشهد عليه الكثير من اللقاءات العلنية بين الطرفين ومؤخرا كان نقل الجرحى من الجيش الحر الى تل ابيب لمعالجتهم, وقد تحول الود والوئام بين الطرفين الى تعاون امني وعسكري على اعلى المستويات.
وطالما ان حزب الله هو العدو الوحيد الذي يهدد الكيان الصهيوني ويمتلك القدرة على ذلك, فان اي طرف يهدد حزب الله سيكون من الطبيعي حليفا لهذا الكيان ويستوجب الدعم المالي واللوجيستي والامني والعسكري, فتعويضا عن النقص التمويلي من الاطراف التي كانت تمول بسخاء بأمر من امريكا وخف هذا الدعم بأمر من امريكا, فباتت الوسيلة الوحيدة هي الاستجداء بالعدو الصهيوني لانه نقطة الضعف الامريكي, لما للكيان الصهيوني من تاثير على سياسة الولايات المتحدة الامريكية.
أن حزب الله ليس بوارد الرد على الجيش الحر بكامل عدده وعدته لأن قرية من القرى الحدودية تتكفل بالدفاع عن نفسها بل عائلة من العوائل المعروفة تصد هجمات كل الجيش الحر ومن معه في الداخل اللبناني, فان تهديد حزب الله من الشمال بالجيش الحر ومن الجنوب بالشيخ احمد الاسير الذي شاهدناه مؤخرا ببذته العسكرية ومدجج بالسلاح الذي يطالب الاخرين بتسليمه ما هو ألا تقديم هدية للكيان الصهيوني الذي بات مرتاحا على سير مخططاته التي رسمها وينفذها له التيار السلفي الصاعد في المنطقة.
ومما يثير الاستغراب لم نسمع احدا من المسؤولين السياسيين اللبنانيين اللذين صموا أذاننا باستنكار سقوط قذيفتين من الجانب السوري ردا على هجمات من الجيش الحر من داخل الاراضي اللبنانية في الشمال و التي بات متواجدا بها, معتبرين ذلك أعتداء سافر على الاراضي اللبنانية ويستوجب تقديم شكوى لمجلس الامن بينما لا يستنكرون التهديد الذي اطلقه الجيش الحر بقصف القرى والمدن اللبنانية وكأن القرى والمدن التى يتواجد بها حزب الله ليست اراضي لبنانية, او ربما يكون هناك تحالف وتنسيق مع هذا الجيش لمهاجمة تواجد حزب الله وقد فعلوها خلال حرب تموز.