ابراهيم: انسحبت من الانتخابات لأنهم فاسدون.. ولن أنخرط في حياة سياسية مستهلكة
الكاتب : أحمد ابراهيم
مازال الصراع على سوريا دائراً بل وتطور ليصل إلى حد اجتماع كل الدنيا عليها لإركاعها... التطورات والتغيرات في العالم ومدى تأثيرها على الأوضاع في سوريا ومدى جدوى الأكاذيب والتلفيقات الإعلامية على الواقع الداخلي في السوري، وحقيقة الأسباب التي دفعته للانسحاب من الانتخابات لمجلس الشعب.. جميعها كانت موضوع "حوار" مع الدكتور طالب إبراهيم.
حكايتي مع الانتخاباتلم يكن طالب ابراهيم مقتنعا كثيرا بقوائم الوحدة الوطنية ولم يكن مقتنعا بالمشاركة مع هذه المجموعة لأجل تأمين متطلبات الشارع السوري وتأمين مستقبل أفضل لسوريا، موضحا "أتمنى التوفيق للجميع، ولكني لم أكن أمتلك القدرة في الإكمال معهم لذلك انسحبت من الانتخابات البرلمانية".
وأكد ابراهيم "لم أتعرض لأي تهديد على الإطلاق ولم يضغط علي أحد بالانسحاب وكان الجميع يتمنون أن أستمر ولكن الاعتبارات الشخصية متعلقة بعدم القدرة والرغبة على العمل مع الجماعة المطروحة والتي هي أسماء مكررة في الحياة السياسية في سوريا وأسماء مستهلكة وغالبيتهم منخرطون بقضايا فساد حتى العظم، فأنا لا أستطيع العمل معهم، هذا هو جوابي وهذا هو السبب الأول والأخير... لا يمكنني أن أكون فاسدا مثل غالبيتهم وأنا أقصد هنا قوائم الوحده الوطنية".
وحول العملية الأنتخابية لمجلس الشعب، قال ابراهيم إنها "كانت سليمة ولكن انتقاء القوائم كان سيئا للغاية"، مضيفا "في جميع الأحوال هي خطوة بالاتجاه الصحيح، أعتقد أن الانتخابات القادمة ستكون أفضل بكثير من حيث القوائم، من حيث التحالف، من حيث انتقاء الأسماء، من حيث سير العملية الانتخابية، وأنا سأترشح للانتخابات القادمة".
أما عن حزمة الاصلاحات وتأثيرها على الحراك الشعبي وهل ارضته أم لا، قسّم الدكتور طالب الحراك الشعبي إلى بعدين: داخلي خارجي. وبالنسبة للبعد الداخلي، اعتبر أنه "لو ترك الأمر للسوريين فإنه بإمكانهم الوصول لحلول لكافة المشاكل ولكن تدخل العوامل الخارجية هو الذي زاد الأمر تعقيداً لأن الجميع له أجندات في سوريا والجميع يسعى لتنفيذ هذه الأجندات"...أما كيف نرضي الحراك الشعبي وبعد مقابلة عدد كبير من المعارضين اكتشفت أن المجتمع السوري يريد فرص عمل ويريد عدالة اجتماعية وعدالة اقتصادية، يريد مكافحة الفساد، وآخر همه هو المطالب السياسية، أما مطالب المعارضة الخارجية مقتصرة على الشق السياسي.
واستطرد بالقول: إذا أتينا إلى الحريات فسنجد الحرية الدينية مضمونة، الحرية الاجتماعية مضمونة، حرية الملكية والحرية الاقتصادية مضمونة، أما بالنسبة للحرية السياسية لا من الاعتراف أن هناك مشاكل أخرى، ولكن الشعب السوري يريد أن يحل مشاكله الخاصة بعيداً عن التدخلات الخارجية، وهذه التدخلات الخارجة التي جاءت لتستثمر هذا الحراك الشعبي لتحقيق مصالحها الشخصية هي بعيدة كل البعد عن الشارع السوري ومتطلبات جماهيره.
وتابع ابراهيم.. أما عن الوضع الأمني غير المستقر بسبب السلاح الذي تملكه العصابات الإرهابية والذي يعرقل عملية الاصلاح وهذا لا دخل له بالحراك الشعبي، هؤلاء المسلحين هم آخر أناس يمكن أن نسميهم سوريين، هؤلاء مجرد إرهابيين، مجرد مخربين، مجرد قتلة, مجرد مجرمين، وظهور العناصر المسلحة أساء للحراك السلمي وأساء للشارع السوري، وهؤلاء المسلحين ظهروا منذ الأسابيع الأولى للأحداث في سوريا، وهؤلاء المسلحين نجحوا حتى الآن في إحداث بلبلة في سوريا، ومع ذلك يمكن لهذه الإصلاحات أن تنجح ويجب أن تستمر ويجب أن نتجاوز الملف الأمني في سبيل إنجاح الحياة السياسية.
وبالنسبة للعمليات الإرهابية التي تقد مضاجع السوريين اكد ابراهيم أن القاعدة متورطة بنسبة مئة بالمائة بل بمائة وعشرة بالمائة في هذه العمليات الإرهابية، هناك مسؤول سعودي مهم قال لي أرسلنا إليكم ألفاً من كبار قادة القاعدة ليقاتلوكم، إن قتلتموهم فقد أرحتمونا منهم وإن هزموكم نكون قد ارتحنا منكم.
تلفيقات وإشاعات باغتيال عدد من القيادات السوريةلفت ابراهيم إلى أن الأقاويل والإشاعات كثيرة.. "وأنا من أول الشخصيات التي أشيع عنها بأنها اغتيلت، وهذا دليل عجز وإفلاس كامل وعدم القدرة على تحقيق أي شيء على الأرض في سوريا، هم اعتقدوا بأنهم ببث هذه الإشاعات بأنه تم تصفية عدد من القيادات في سوريا فإن الناس ستهرول إلى الشوارع وتملأ الساحات وستحتفل، ولكن الشارع السوري تلقى النبأ بتشكيك وبصدمة، الشعب السوري لا يريد ضرب قيادته بل يريد من هذه القيادة أن تعطي حريات أكثر، يريد من هذه القيادة أن تعمل أكثر لمحاربة الفساد، يريد أن تضرب المسلحين، وهناك أوساط كبيرة من الشارع السوري يطالبون القيادة بالضرب بيد من حديد وأن تكون قوية بكل معنى الكلمة وأن تكون دكتاتورية بكل معنى الكلمة لأنهم يريدون الأمن والاستقرار وكل من يديرون هذه الإشاعات ويديرون قسماً من العمليات الإرهابية هم في واد والشارع السوري في واد ووسائل إعلامهم تتصف بالغباء لأنها تسوق لهذه الشائعات والمعلومات وتضع مصداقيتها على المحك والكذبة الكبيرة جداً تكون نتيجتها فضيحة كبيرة جداً.
أما في الشأن الخارجي.... اكد طالب ابراهيم بأن تراجع الدول التي كانت متعنتة بالنسبة للشأن السوري هو ليس هدوء قبل العاصفة وأن العاصفة لم تنته وهؤلاء توقعوا بأنه خلال شهرين أو ثلاث ستكون الأمور كلها لمصلحتهم "ولكننا الآن قد بلغنا السنة والنصف والمجتمع السوري يزداد قوة وتماسك والدولة أقوى وتزداد تماسك وبالتالي هؤلاء لم ولن يصلوا إلى نتيجة".
وعن الرئيس أوباما الذي أخبر نظرائه في اجتماع الدول الثمانيه أن على الرئيس الأسد أن يرحل أكد ابراهيم أن "أوباما" سيرحل قبل الرئيس الأسد وسترحل "ميركل" قبله وسيأتي رئيس للولايات المتحدة اسمه (ميترومي) وعلى رأس الأجندة الخاصة فيه إزالة الإسلام السياسي من المنطقة لأن عصر دمج الدين والدولة انتهى ولا يمكن أن نعيد التاريخ إلى الوراء، أوباما إنسان غبي جداً وكلينتون أشد غباءً منه وعندما أرادوا الاعتماد على الإسلاميين في إحداث تغيير سياسي ديمقراطي للشرق الأوسط ثبت بأنه قد فقدوا عقولهم بالثلاثة، هذه المرحلة انطويت وستطوى نهائياً.
وحول ما يتردد عن أن فرنسا قد خرجت من معادلة الأزمة في سوريا بعد رحيل ساركوزي، قال: فرنسا فهي الآن مضطرة للانصراف لهمومها الداخلية لحل أزماتها الاقتصادية والصراع الدائر بين أولاند وميركل والسيطرة على الإسلام التطرف داخل فرنسا بالإضافة إلى صراعات داخل البيت الأوروبي، معادلة توازن العالم الجديدة وظهور قطبين جديدين على المعادلة الدولية وهم أشد قوة من الولايات المتحدة الأمريكية في المجال الاقتصادي والمجال العسكري، هما الصين وروسيا بالإضافة إلى أن وزير فرنسا الأسبق ميشيل روكر كان في إيران قبل أسابيع وهو يحاول إعادة ترتيب مصالح فرنسا في الشرق الأوسط بالتعاون مع إيران والتعاون مع إيران يعني التعاون مع سوريا ولا يمكن أن تقوم فرنسا وإيران بأي دور في المنطقة بدون الرئيس بشار الأسد ولذلك قد نشهد في الأيام المقبلة تحولاً في الموقف الفرنسي بالنسبة للأزمة السوريا، وهنا معلومات مؤكدة بأن رئيسة وزراء ألمانيا ستنهج نهج ميشيل روكر بالنسبة لعلاقة ألمانيا بسوريا.
التدخل الخارجيوفيما يتعلق بموضوع التدخل الخارجي وتدخل النيتو في سوريا الذي ما عدنا نسمع عنه على الأقل بما صرح به قائد قوات النيتو مؤخراً بأنه ليس لدينا أي نية بتدخل في سوريا, أشار ابراهيم الى أن "هناك معلومات مؤكدة بأن النيتو قد انتهى بحسب ما كتبت مجلة التايمز اللندنية وهو على وشك الانهيار، ومنظومته العسكرية الاقتصادية في زوال، وهو من مخلفات الحرب الباردة ومن الغريب أنه باقٍ إلى الآن وأتوقع في نهاية 2012 ستكون له نهاية حتمية، أما بالنسبة للمناورات التي حدثت على حدود الأردن هي تبرئة ذمة وإثبات حضور في المنطقة، وأعتقد أن الملك عبد الله يتمتع بالحكمة الكافية لإنقاذ بلاده وشعبه وهو يعلم حقيقة المخططات التي تدور في المنطقة ونحن نثق بالقيادة الأردنية بأنها واعية ولن تدخل نفسها في صراعات هي بالغنى عنها".
الحل السلمي هو الطريق الوحيد لحل الأزمة في سوريا "في الحقيقة هو ليس الطريق الوحيد بل هو الحل الأفضل لحل الأزمة في سوريا لأن الطرق الأخرى قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة جداً، بجميع الأحوال الدولة قادرة على بسط سلطتها على أراضيها حتى لو اضطرت إلى استخدام الحل العسكري والحل سيكون سلمي إذا ما ترك السوريون يحلون أزمتهم بأنفسهم"، لا فتا إلى وجود بعثة المراقبين وأثره في هذا الشأن، معتبرا أن "عمل المراقبين الدوليين حتى الآن حرفي ورائع وستنجح مهمة كوفي أنان وستنجح وستنجح وستنجح ولن يكون بمقدور أحد إفشالها وكل الأطراف التي تقول بأنها ستفشل هي أطراف تتحمل جزء من المؤامرة وهم يقولون فشلت أو ستفشل لأنها نجحت".
وأضاف.. "أما بالنسبة لتعامل الأطراف الداخلية كالذين يسمون أنفسهم الجيش الحر فهم يرغبون أن يتخلصوا من بعثة المراقبين ويتمنون أن تنهي عملها وترحل، وأنا أعتقد بأنهم سيحاولون استهداف المراقبين بغية إخراجهم من سوريا وهم بذلك سيفتحون أبواب جهنم عليهم فالجيش السوري حتى الآن لم يمارس 1% من قوته على الأرض في قمعهم وفي السيطرة عليهم وهم سيقتلون وينتهون بغطاء دولي وشرعي وستقول اللجنة أن هذه ميلشيات هاجمت أعضاء اللجنة الدولية والجيش السوري قام بالقضاء عليهم".
وخلص ابراهي إلى القول "أنا متفائل إلى حد كبير بالمرحلة المقبلة، سوريا سائرة نحو مجتمع ديمقراطي في المجال السياسي، سوريا بلد عظيم، ولسوريا شعب عظيم وأنا أتمنى من المعارضة أن تلقي سلاحها وتعود إلى جناح الوطن لأن آل سعود سيذهبون وقادة قطر سيذهبون وسوريا وشعبها هم الباقون لأننا على حق ولأننا الأقوى".