عفيف دلا لدام برس: إن محاولة تصوير أن ما حدث في سورية في بداية الأحداث هو ثورة شعبية تم تشويهها لاحقاً باستغلالها من قبل الغرب وإسرائيل هو محض سذاجة

عفيف دلا لدام برس: إن محاولة تصوير أن ما حدث في سورية في بداية الأحداث هو ثورة شعبية تم تشويهها لاحقاً باستغلالها من قبل الغرب وإسرائيل هو محض سذاجة

قال الكاتب والمحلل السياسي عفيف دلا في تصريح خاص لدام برس : هل تدمير مكتسبات الشعب الذي يفترض به هو أن يقوم بالثورة هو فعل ثوري؟ وهل تدمير البنى التحتية للدولة هو فعل ثوري ؟ هل حرق القصور العدلية فعل ثوري ؟ هل قطع أنابيب النفط والغاز وضرب صهاريج نقل الوقود هو فعل ثوري ؟ هل القتل والذبح والتفخيخ والتفجير وقتل الأبرياء هو فعل ثوري ؟ هل الارتكاز على كل القيم الهدامة الأخلاقية والإنسانية هو قاعدة لفعل ثوري ؟ هل هناك من ثورة يقبع قادتها خارج البلد الذي تقوم به الثورة ؟ هل من ثورة مدنية كل منظريها من المتمشيخين والمتأسلمين وأصحاب شعارات دينية متطرفة ؟هل من ثورة تقوم على مصافحة أعداء الشعب والأمة ؟ قد تستغربون حديثي هذا لكن عندما نتحدث مع بعض المعارضين أن ما يجب مناقشته والاتفاق عليها بالدرجة الأولى هو الحالة الوطنية يعني أن نتفق على توصيف ما حدث في سورية هل هو ثورة أم لا ؟ وأعتقد أن الإجابات على الأسئلة السابقة تحدد إلى حد كبير صفة ما كان يجري في سورية.

وعن نظرته لبعض المعارضين في الداخل قال دلا : إن مشكلة بعض الشيوعيين من صف المعارضة السورية أنهم لا يزالون ينطلقون في مقاربتهم السياسية من فلسفة ماركسية لم تستطع أن تستمر حتى في مهدها الروسي واستمرت في بعض الدول الأخرى كالصين عندما استطاعوا أن يضيفوا إلى الفكر الماركسي بعض الأفكار الليبرالية التي تتطلبها عملية النهوض الاقتصادي في ظل اقتصاد عالمي مفتوح والمشكلة الأكبر لهذا البعض في سورية أن استغل ما حصل في سورية من حرب إقليمية ودولية مفروضة على سورية في تقديم المعطى السياسي على المعطى الوطني بمعنى تجنب طرح الأولويات الوطنية لحساب تمرير مفرداتهم السياسية التي تعتمد على عناوين اقتصادية اجتماعية تدغدغ مشاعر الطبقة الوسطى والفقيرة دون الخوض في آليات كيفيات تنفيذها الأمر الذي جعل معظم الشيوعيين العرب عموماً أصحاب سقوف عالية في الطرح السياسي والاقتصادي دونما قدرة فعلية على ابتكار أدوات تنفيذ فعلية وبالتالي بقاء هذه العناوين والشعارات حالة لفظية لا أكثر وفي السياق نفسه نرى هاجس الشيوعيين السوريين الانغماس في التفاصيل والجزئيات التي تركز على تظهير أخطاء السياسيات الحكومية دونما اتخاذ موقف واضح من الأزمة الحالية لتحقيق مكاسب سياسية دون التموضع الوطني الذي قد يجعلها تتماهى مع موضع الدولة السورية ويجعلها بالتالي تخسر استثمارها من وجودها في صف المعارضة فلم نسمع مثلاً إدانة واضحة للإرهاب والإرهابيين وكثيراً ما نسمع مساواة بين الجيش العربي السوري والمسلحين القتلة من باب الحديث عن العنف المتبادل وكأنهم هم مجرد متفرجين على ما يحدث في سورية فيتحدثون كما يتحدث بان كي مون أو دبلوماسي غربي فيتحدثون عن طرفي نزاع سوريين أو عدم القدرة على حسم الأمور لأي من الطرفين الخ ... بكل الأحوال من يزايد علينا في الفكر اليساري ويتموضع هو في اليمين سيكشف لا محالة ومن يصمت أمام الحق ويلوذ بالباطل لابد وأن يسقط قناعه فمن يتحدث عن أغلبية صامتة متفرجة أعتقد أنه يتحدث عن أقلية أو أغلبية ربما لن أناقش الحجم خارج دائرة الفعل الوطني وهي أغلبية أو أقلية متسلقة انتهازية لا نريد أن نعاني منها كما عانينا من أمثالها ونروج لها عن قصد أو غير قصد .

تأسيسا على كلامك السابق مازالت المعارضات تتبنى أفكارا تدعي بأنها ثورية فكيف ترد عليهم؟

هناك من صف المعارضة من يقول أن الدولة وفرت مقومات التدخل الخارجي من خلال الأخطاء المتراكمة في ببنيتها وأدائها خلال السنوات الماضية وأن الغرب استغل هذه المقومات والثغرات واستفاد منها فتدخل في سوري ... أقول لهؤلاء إن محاولة تصوير أن ما حدث في سورية في بداية الأحداث هو ثورة شعبية تم تشويهها لاحقاً باستغلالها من قبل الغرب وإسرائيل هو محض سذاجة باعتقادي لأننا في هذه الحالة ننفي وجود مشروع استعماري كبير في المنطقة الأمريكيون ومن معهم هم من نظروا له وأسموه مشروع الشرق الأوسط الكبير القائم على أساس الفوضى الخلاقة وأيضاً من جهة أخرى ينظر إلى ما جرى في المنطقة على انه حراك شعبي لا وجود للأيادي الأمريكية والصهيونية فيه على الإطلاق فينسون برنار هنري ليفي ويتناسون مجيء الإخوان المسلمين في كل دول الربيع المزعوم وبمباركة أمريكية صهيونية ويضعون بالتالي ما جرى في سورية في سياق مختلف عن الساحات العربية أو يتبنون قراءة بعيدة كل البعد عن واقع المشروع الأمريكي في المنطقة .. كما أقول أيضاً لمن يتحدث في هذا الإطار مرتكزاً لوجود أخطاء متراكمة في بنى الدولة : هل هناك من دولة دون أخطاء ؟؟ هل الخطأ ينتهي في دولة ما أو في مستوى ما أو في مرحلة ما ؟؟ من ينظرون وينطلقون من فلسفة مثالية في تقييم أداء الدولة فإما تكون فاقدة لكل شيء أو لديها كل شيء إنما يقعون في مطب منظور الكل أو اللاشيء في تقييم الأحداث وبالتالي يرتكزون إلى رؤية متطرفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دونما تقييم موضوعي فكل تنظيراتهم التي سمعناها في مناسبات كثيرة لمسؤوليتهم رأينا أنها تلاشت أدراج الرياح بعد وجود بعضهم في مواقع المسؤولية التنفيذية لأن النظري يختلف عن العملي وبالتالي حرب النظارات سهل جداً فهلا بذلوا جهداً أكثر في القراءة والتحليل وقدموا الحالة الوطنية على الحالة السياسية والمصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والسياسية ؟

- بعد أن تقرر إقامة مسيرة جماهيرية لدعم حماة الديار تم إلغاؤها مما تسبب بخيبة أمل للشباب السوري؟

على الرغم من إلغاء المسيرة التي كانت مقررة في ساحة السبع بحرات اليوم الثلاثاء إلا أني لا أتمنى أن يتملك أحد اليأس والإحباط فنحن نريد أن تكون مسيرتنا بحق مسيرة النصر دون شوائب أو أي محاولة غادرة للتشويش يريدها الخصوم والأعداء لتسجيل نقاط علينا وربما حصاد أرواح خيرة شبابنا وصدقوني سنجتمع قريبا في ساحة من ساحات العز وستكون المسيرة الكبرى لإعلان الانتصار .. لقد انتظرنا طويلاً هذه اللحظة ولا ضير في انتظار برهة أخرى من الزمن في سبيل أن نخرج جميعاً لإعلان النصر الكبير.

» أبرز الأحداث الميدانية في سورية والتي سجلت منذ بداية الشهر وحتى اللحظة
» العراق: ثورة شعبية أم هجمة داعشية؟
» المحلل السياسي عفيف دلا لدام برس : بين الكذب واللعب على المصطلحات .. الانتصار السوري قادم
» رئيس شبكة حقوق الانسان احمد خازم لدام برسك : ما يحدث في سورية يؤكد بداية انهيار منظومة حقوق الانسان
» النائب الكويتي عبد الحميد دشتي : ما يحصل في سوريا ليس ثورة شعبية