"تحقيق عربي برس" يثير سجالاً بين الجهاديين والمعارضين السعوديين

"تحقيق عربي برس" يثير سجالاً بين الجهاديين والمعارضين السعوديين
2013-02-13 01:19:09

نشر عربي برس تحقيقاً بعنوان "النفير شرط نظام آل سعود لإطلاق سراح الجهاديين" ملقياً الضوء على ظاهرة هجرة السعوديين إلى سوريا بهدف الجهاد، ودور السلطات السعودية في تشجيع هذه الهجرة. وقد توصل التحقيق الذي تابع مجموعة ناشطين سعوديين أوقفتهم سلطات بلادهم بعد اشتراكهم في اعتصام الطرفية في مدينة القصيم، إلى أنه لا يمكن أن تكون الصدفة وحدها وراء قرار هؤلاء الناشطين، بعد الإفراج عنهم، بترك المظاهرات والاعتصامات التي كانوا ينشطون فيها ضد سلطات بلادهم والالتحاق بالجهاد في الشام ضد النظام السوري. كما انتهى إلى أن السلطات السعودية تلعب دوراً في تشجيعهم على الهجرة والجهاد مقابل إطلاق سراحهم، وأنها بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة تزيح عن كاهلها الضغوط التي يمثلها حراك هؤلاء الناشطين في الداخل، ومن جهة أخرى تكثف ضغوطها على النظام السوري من خلال زيادة المقاتلين ضده بهدف إسقاطه.

سجال بين الجهاديين وبعض المعارضين السعوديين

وقد أثار هذا التحقيق سجالاً حادّاً بين بعض المعارضين السعوديين من أنصار الحراك السلمي وبين مجموعة من أتباع السلفية الجهادية وأحدهم ورد اسمه في التحقيق ويدعى "تركي الأشعري".
و(تركي الأشعري) هو أحد الذين نفروا للجهاد في سوريا أواخر العام الماضي مع عدد من أصحابه الذين قتل اثنان منهما هما أبو محجن الأزدي منفذ تفجير تدمر الأخير وسلمان الهاجري أبو عبدالجبار النجدي منفذ تفجير مدينة السلمية وإثنان آخران ما زالا في سوريا على قيد الحياة هما أبو قاصف القطري وشخص آخر يدعى براء.
وقد قال الأشعري بعد قراءة التحقيق المذكور، أنه يدل حسب رأيه على مدى "الغيظ الذي أصابهم من كثرة نفير الأخوة" وأكّد أنها "ليست المرة الأولى التي يقولون فيها أن الجهاديين أدوات بيد السلطة فقد سبق لهم أن قالوا أن بن لادن صنيعة أميركا"
وقد دار نقاش حاد على صفحات تويتر بين "المجاهد" تركي الاشعري وبين الناشط السعودي المعارض عزوز آل شبوك، ولاسيما عندما شبّه الأشعري تحقيق عربي برس بأنه قريب من تحليلات جمعية "حسم" الحقوقية، متهماً الجمعية في نفس الوقت بأنها ليبرالية كافرة، فأجاب آل شبوك: بأن هؤلاء – أي الجهاديون- مندسون ومغرر بهم وأن التعبئة الطائفية من المشايخ الموالين لـ نايف تمَّ حقنها في العوام منذ سنين"، قال (البتّار أبو عزام): "يظنون – أي رافضو الفكر الجهادي- أن السلفية الجهادية أداة في يد كل من أراد ولا يعلمون أنهم هم الأداة نستخدمها كلما أردنا لبلوغ هدفنا الأعظم" بحسب قوله.
ولكن أحد أنصار الجهاد ويدعى محمد (mlsh29) لم يستطع على ما يبدو أن يتجاهل ما ورد في تحقيق عربي برس من حقائق ومعلومات فوجّه سؤالاً مباشراً إلى تركي الأشعري: " أخي هل هذا التحليل غير صحيح ؟ وكيف نرد على الأسماء التي أوردها؟" ولكن الأشعري لم يقدم إجابة عن هذا السؤال وإنما اكتفى بالقول: " نعم غير صحيح فنحن دخلنا لسوريا عن طريق المجاهدين وليس عن طريق ال سلول" يقصد آل سعود، دون أن يفسر لسائله كيف يرد على الأسماء الواردة في التحقيق والتي تدل بشكل قطعي على أن عدداً من المفرج عنهم في اعتصام الطرفية توجهوا بعد إطلاق سراحهم للجهاد في سوريا بينما كانوا قبل ذلك يقومون بنشاطات سلمية ضد حكومة بلادهم مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين حتى إذا أصبحوا هم معتقلين وخرجوا تحولوا فجأة إلى مجاهدين. وأنهى الأشعري الحديث دون أن يصل إلى خواتيمه المنطقية.
جمعية "حسم" الحقوقية: تؤكد ما ورد في تحقيق عربي برس
وقد أكدت جمعية "حسم" الحقوقية المعلومات التي وردت في تحقيق عربي برس وكشفت عما سمته فضيحة جديدة لوزارة الداخلية السعودية متهمة إياها بأنها عرضت على بعض الشباب الموقوفين على خلفية التظاهرات الذهاب إلى سوريا للجهاد ضد نظام "بشار الأسد". وقال عضو الجمعية الدكتور محمد القحطاني: "الداخلية السعودية عرضت على بعض الشباب الموقوفين على خلفية المظاهرات الموافقة على الذهاب للقتال في سوريا مقابل العفو".
وبحسب ما قال فإن النظام السعودي يريد تفريغ شحنات الشباب الثائر بالمملكة، من خلال التضحية بشباب السعودية والتخلص من الحركة الاحتجاجية بإرسالهم إلى الخارج في معركة غامضة يقال أن أمريكا تديرها.
ويأتي هذا فيما لا تزال السجون السعودية تمتلئ بعلماء المملكة الذين أفتوا بقتال القوات الأمريكية في العراق، لكن يبدو أن تبعية النظام السعودي للولايات المتحدة تفضح نفسها، إذ أن واشنطن أخذت موقفًا مناوئًا من "بشار الأسد".
موقع ستراتفور الاستخباراتي يؤكد أن السعودية ترسل الجهاديين إلى سورية
يقول الموقع في مقالة نشرت في آخر الشهر الماضي أن الحكومة السعودية تعتقد أن استعمال "الجهاديين" ضد النظام السوري يستحق المخاطرة.
ويشير الموقع إلى منافع مباشرة تجنيها الحكومة السعودية من خلال إرسال الجهاديين: أولاً- كسر القوس الشيعي وثانياً- كسب تأييد الاسلاميين وتلميع صورتهم في وجه الحملة التي تتهمهم بالعلمانية واتباع الغرب وثالثاً- والأهم أن ذلك يسمح للسعودية بإرسال المتطرفين الموجودين على أراضيها إلى سورية ليموتوا هناك بدل أن تعاني هي من ويلاتهم.
ويؤكد الموقع أن لديه معلومات مؤكدة أن السعودية لا ترسل مواطنيها فقط للجهاد في سوريا وإنما ترسل مواطني دول أخرى أهمها اليمن.

رابط التحقيق الذي نشره عربي برس
http://www.arabi-press.com/?page=article&id=60626

رابط تقرير موقع ستراتفور
http://www.stratfor.com/weekly/consequences-intervening-syria

» وصول دفعة من الجهاديين السعوديين إلى سوريا
» بالاسماء ...تزايد وصول "الجهاديين السعوديين" إلى سوريا في رمضان
» من الذي يثير الاشمئزاز!؟
» مقتل عشرات السعوديين في ريف اللاذقية
» تلكلخ : مشهد "مصالحة وطنية " يثير جدلا