من أجل لبنان .. فسورية بغنى عنكم – غالب قنديل

من أجل لبنان .. فسورية بغنى عنكم – غالب قنديل

يواجه لبنان أخطارا كبيرة بنتيجة سياسة التراخي الحكومية إزاء أوكار الإرهاب ومنصة التورط في العدوان على سورية التي أقيمت منذ عامين على الأرض اللبنانية وحادثة عرسال تبدو في نظر الخبراء والمتابعين مجرد إشارة جديدة إلى هذه الحقيقة .
أولا: إن الحكومة اللبنانية لم تطبق سياسة النأي التي أعلنت التزامها بها والذي جرى بالفعل هو تقديم التغطية والتسهيلات للمتورطين اللبنانيين في العدوان على سورية والذين يتزعمهم سعد الحريري ويعرف المسؤولون بكبارهم وصغارهم أن نوابا وكوادر في المستقبل من ضمنهم ضباط متقاعدون يقودون تشكيلات الميليشيات الحريرية في الشمال و بيروت و البقاع ، و أن ضباطا محسوبين على الحريري في بعض أجهزة الدولة قد تورطوا جميعا في تكوين عصابات مسلحة وفي حماية جماعات إرهابية سواء بالعباءة الإسلامية المتطرفة أم من خلال الجماعة الإرهابية المسماة الجيش الحر الموجودة في لبنان أو من تحت يافطة المساعدة و الإغاثة و هذه معلومات متوافرة و موجودة في جميع الصحف الغربية و المحلية و لو تنكر لها المسؤولون الذين غضوا أبصارهم عن قضية بواخر السلاح و أوعزوا بإطلاق التجار و المهربين.
رغم جميع عمليات الإنكار التي خرجت من مصادر رسمية متعددة وعلى الرغم فإن أي إجراء أو تدبير لم يتخذ ولولا رفض أبناء الشمال وخصوصا طرابلس وعكار والضنية للميليشيات ولسلوكها الإرهابي لكان مشروع الإمارة القاعدية هناك قد وجد طريقه إلى التنفيذ، بينما الأداء الرسمي كان طيلة العامين الماضيين متخلفا وعاجزا ولاهثا وراء الأحداث وقاصرا في التغطية السياسية لدور الجيش اللبناني في حفظ الأمن وفي ضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية.
ثانيا: إن الاعتبارات التي يتذرع بها بعض المسؤولين لتمرير قرارات ومواقف وسلوكيات تغطي الوجود الإرهابي في لبنان واهية ومرفوضة وأخطرها تعليق العمل باتفاقيات ثنائية بين الدولتين اللبنانية والسورية باستنساب سياسي لا صفة دستورية له فهو مخالف للدستور والقوانين المرعية الإجراء ولا صلاحية في ذلك لأي من المسؤولين الذين يتصرفون على هذا النحو بدافع سياسي هو مسايرة الحلف العالمي الإقليمي التركي الخليجي الذي ينفذ الخطة الإسرائيلية لتدمير الدولة السورية فهذا هو محتوى الأحداث الجارية على الأرض السورية ولا يمكن لأي كان أن يخترع لها توصيفا آخر .
المصيبة أن بعض المسؤولين اللبنانيين يتأخرون عن إدراك الاتجاه الفعلي للتطورات ويمعنون في التورط بمواقف وإجراءات تخدم مخططا يوشك أصحابه ومدبروه أن ينقلبوا عليه و يصفوا أدواته و من المشين أخلاقيا وسياسيا أن تنتظر بعض المواقع الرسمية تصريحات السفيرة الأميركية كونيللي عن أحداث عرسال حتى تشد من أزر الجيش وتدين التطاول عليه.
ثالثا: النهج الرسمي المساير لخطة الحرب على سورية جلب خرابا كبيرا على لبنان وهو يؤسس لتفعيل جماعات التكفير والإرهاب التي باتت موجودة في البلد وفي أكثر من منطقة وهي من جنسيات متعددة وبصورة رئيسية فيها لبنانيون وسوريون وفلسطينيون وبالتالي فإن من يطالب السلطات الإجرائية السياسية والقيادات الأمنية بالحزم في مكافحة الإرهاب والتكفير وبمحاسبة الجهات السياسية المسؤولة عن رعاية الإرهابيين وعن حماية أوكارهم إنما يطالب بذلك من أجل أمن لبنان وليس من أجل سورية التي تبدو أكثر من أي وقت مضى في غنى عن مؤازرة من دعمتهم ونكلوا بها وانقلبوا عليها ، فالجيش العربي السوري يحقق تقدما حاسما خصوصا في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية وعلى من لا يقرأون جيدا في المعادلات والوقائع أن يقيموا حساباتهم من اليوم على ما بعد الانتصار السوري الذي لم يعد بعيدا ولكن الاستحقاق العاجل والفوري الذي سيكون التحدي الأكبر لجميع المؤسسات اللبنانية هو التصدي لخطر الإرهاب التكفيري الذي زرعه سعد الحريري وأعوانه بشراكة شبه كاملة مع بعض المواقع و الجهات الرسمية.

» حكام الخليج و لبنان و سورية – غالب قنديل
» درس لبناني من غزة>>>غالب قنديل
» من وهم الإسقاط إلى خطة الاستنزاف – غالب قنديل
» حرب باردة لا تسوية – غالب قنديل
» خطة أردوغان المكشوفة...غالب قنديل