يسقط مرسي ومرشد الامريكان - ماجدي البسيوني
مصر تسحل ومرسى وقنديل يحتفلا بعرس اطفالهما بطابا..
جون كيرى : نحن من أوصلنا "الاسلاميين"للسلطة والاخوان ينفذون مصالحنا..
فيما كان يقر "جون كيرى" فى أولى كلماته بعد تسلم مسؤوليته رسميا كوزير خارجية أمريكا خلفا لـ "هيلرى كلينتون" بأن واشنطن هى من ساندت وصول "الاسلاميين"للسلطة فى الشرق الاوسط ،فى القاهرة كانت الدماء تسيل والارواح تزهق والسحل بما لايقل عما حدث فى العراق ابان الاحتلال الامريكى على يد من ساعدتهم أمريكا فى الوصول للسلطة .. فى نفس اللحظة كان بيان يزاع بلسان المتحدث الرسمى "للرئيس" محمد مرسى الذى يعد أهم من أوصلتهم واشنطن للسلطة ـ لأنها مصرـ يتهم المعارضة بأنها من شجعت للتظاهر أمام القصر الجمهورى،ويضيف البيان الذى ألقاه المتحدث بعد الانتهاء من حفلة نزيف الدم والقتل والسحل :على الانصار الابتعاد عن محيط قصر الاتحادية..!
الغريب فى الأمر أن ساكن القصر لم يخرج ولو عبر الشاشات فيما يؤكد الكثيرون من أنه لم يظهر منذ لقاءه بالمستشارة الالمانية ميركل ولم تبث أية مراسم لعودته لكن المؤكد أن السيدة حرمة"أم أحمد" سافرت إلى طابا بصحبة العديد من زوجات القيادات الاخوانية بعد أن تم حجز 12 غرفة بفندق طابا لإقامة الاحتفال المناسب لزواج ابنهما" 17 عاما" على ابنة" 15 عاما "هشام قنديل رئيس الوزراء الاخوانى ليذكر الشعب المصرى بالحفل الذى اقيم بشرم الشيخ قبل حوالى عام من القيام بثورته فى 25 يناير 2011 عندما احتفلت النخبة المقربة من الرئيس المخلوع مبارك ـ وله أيضا فى المانيا باعا فى العلاج هناك ـ بزواج نجله جمال،قبل أن يتم ازاحتهم جميعا واستبدالهم بمن أعلن جون كيرى بالوقوف بجانبهم لتسلم الحكم.
فى اللقاء الاول لجون كيرى اثر تسلمه مهامه رسميا وجه إليه سؤال حول موقفه مما سبق لمرسى وقاله من أن اليهود أبناء القردة والخنازير ولا عهد ولا ميثاق لهم فيما تساندونه وتقدمون له الدعم الكامل فقال كيرى :لقد أصدر مرسى بيانا يعتذر عما سبق وقاله ،وأضاف:ورغم أن وفدا من الكونجرس اجتمع معه وقدم مايشبه الاعتذار الا ان المؤكد حسب كلام كيرى أن المطلوب من مرسى الاعتذار الواضح رغم تعهده بالالتزام بالاتفاقيات المبرمة مع اسرائيل وأضاف:لنا مصالحنا الهامة مع مصر وهذا مايتفهمه مرسى.
امريكا اذن هى من ساندت ووقفت حتى وصول من أسماهم كيرى بـ الاسلاميين لسدة الحكم بعد التزامات وتعهدات من قبلهم ، ليس فى مصر فقط بل فى منطقة الشرق الاوسط ولم يكن هذا بجديد على أحد ،كان الاخوان فى مصر يسعون لان يجعلوا هذه اللقاءات سرية كما كانت تحدث من قبل فراحوا ينفون لكن الامريكان أرادوها علنية ليخرج المتحدث الرسمى للبيت الابيض بعد أسابيع قليلة من 25 يناير 2011 حين نفى مكتب الارشاد أية لقاءات مع الامريكان ليؤكد أن لقاءات بينهما قد تمت بالفعل ومنذ ذلك الوقت وسارت اللقاءات على عينك ياتاجر سواء لمكتب الارشاد أو مكتب خيرت الشاطر بالاضافة الى لقاءات مع مرسى من أعضاء بالكونجريس لـ هيلرى كيلنتون والسفيرة الامريكية بالقاهرة باتريون أو جون كيرى وقت أن كان يشغل مسئول العلاقات الخارجية بالكونجريس أو جون ماكين اليهودى المخضرم ،لكن ماذا دار فى هذه اللقاءات من تعهدات ..؟
نفس السياسات التى رفضها من قبل الشعب المصرى فى مختلف المناحى سواء أكانت اقتصادية أو سياسية داخلية كانت أو خارجية ،فعلى الجانب الاقتصادى هى نفسها السياسات التابعة التى ظلت تطبق فى مصر منذ الانفتاح الاقتصادى ـ السداح مداح الذى نفذه السادات وحتى الكويز الذى نفذ فى عهد مبارك والاستمرار على نفس الاتفاقيات بما فيها ضخ الغاز للكيان الصهيونى رغم عشرات الاحكام القضائية التى أكدت على وقفها ،كل هذا بما يرسمه البنك والصندوق الدوليين ،أضيف اليها اتفاقيات جديدة مع قطر تحديدا تم تسريب بعضها خاصة بقروض مقابل تسهيلات بالموانئ أهمها خليج السويس وستكشف الايام القادمة ما هو أدهى من ذلك لتصل بمصر الى الحالة الطبقية التى دفعت الشعب يخرج يطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
وعلى الجانب السياسى بالداخل هى نفس السياسات التى تجعل طبقة "الاسلاميين"ومن يسيرون على نفس الهدى هم الصفوة المنتقاه ،بل ومن بين الصفوة نخبة الصفوة ممثلة فى مجموعة من الثقاة فرئيس مجلس الشعب المنحل ورئيس مجلس الشورى الحالى وأكثر من وزير بالاضافة الى الرئيس "مرسى"يرتبطون بالنسب والمساهرة ليستكمل اليوم بمساهرة رئيس الوزراء نفسه مع الرئيس ذاته فى زواج ابن الرئيس بالثانوية العامة ـ جنسية أمريكية ـ على ابنة رئيس الوزراء بنفس المرحلة التعليمية ولم تنكشف جنسيتها الاخرى بعد فيما يتلظى الملايين من الشباب بحثا عن مايساعدهم على استكمال التعليم أو فرصة عمل أو حجرة تأويهم .
أما على جانب السياسة الخارجية فحدث ولا حرج لكنها فى المجمل ترتبط بالمخطط الامريكى الصهيونى الذى قال عنه جون كيرى بعد تسلمه رسميا لمهامه كوزير خارجية : مصالح أمريكية..
ماهى هذه المصالح الامريكية التى سينفذها مرسى وجماعته فى مصر وخارج حدود مصر الجغرافية لكنها بالطبع فى حيز الحدود الاستراتيجية وحدود الامن القومى لمصر والممتدة على نفس خريطة المشروع الامريكى الصهيونى المسمى بـ الشرق الاوسط الجديد الممتد من ايران شرقا وحتى منابع النيل جنوبا وصولا لحدود مرويتانيا على المحيط الاطلسى غربا.
*** *** *** *** ***
عامان من النزيف أخطر مافيهما استخدام الدين وبدلا من أن يستمر المكون الاقوى لتوحيد الامة العربية والاسلامية صار سلاحا لتفتيت الامتين العربية والاسلامية وانقسامها ،وداخل التقسيم عشرات التقسيمات الاثنية وسوق من الفتاوى لاتقف عند اباحة المناكحة للعريفى ولا عند لو أن محمد بن عبد الله بيننا لاستدعى الناتو للقرضاوى ولا عند التأكيد على ذكر"مرسى "فى القرآن الكريم "بسم الله مرساها ومجراها"،فأى مصالح لامريكا وللكيان الصهيونى أكبر وأعظم من هذا..؟
عامان من الكذب والخداع والمزيد من الفقر والضياع ،سالت الدماء بحورا والقتلى بلا عدد والجرحى بلا دواء والصلوات الخمس اليومية ساروا ستة بعد أن اضيفت صلاة الجنازة على حد قول صديق لنا، ولا أمل من أية اصلاحات سوى المصالح الامريكية فى مصر على يد "الاسلاميين" الجدد اللذين لاهم لهم ولا شاغل سوى التمكين من مفاصل الدولة العتيقة بغية تفكيكها حسب الطلب ،دفعوا وأفسحوا الساحات لمن يرفع الحناجر بـ يسقط يسقط حكم العسكر لينتهى الامر بجلاء لخروج مصر الحية تقر بـ يسقط يسقط حكم المرشد..
عامان أهم مافيهما نزع الخوف من قلوب وقود الشعب،من الشباب..
عامان فيهما كل شئ على المكشوف أدت إلى فرز من يدعى أنه حامل المسك ليتضح أنه نافخ الكير.
عامان بات العقل المصرى يبحث عن حقيقة ما كان يطنطن به "مرسى"أثناء انتخابات الرئاسة من أنه كان يعمل بوكالة ناسا الامريكية فإذا به لم يكن يعمل بها ،اذا ماذا كان يعمل هناك طيلة هذا السنوات ..وماهى حقيقة العالم المصرى عبد القادر حلمى ومن الذى أوشى عليه وماهى علاقة الرئيس مرسى به فى أمريكا وما حكاية الكربون الاسود.
عامان انتهيا بتلطيخ الاسفلت الملاصق لقصر الاتحادية مقر "مرسى "بالدم وبالسحل والقنص والقتل ثم القتل بتحريض وتخوين مباشر من داخل مقر الاتحادية ومن داخل مقر المرشد بالمقطم ..حتى بات المطلب الاساسى ارحل ارحل يامرسى.
نعم الجريمة مكتملة الاركان جلية المحرضين وليست لان الرئيس لم يمنع حدوثها كما اتهم مبارك المحبوس حاليا ولكن الدلائل بالصوت والصورة تحرض على القتل ويتم التنفيذ فلم يعد أمام الملايين الحية من شعب مصر لاستكمال ثورتهم التى فيها لايوجد من يدفع "جون كيرى" لان يعلن ان "الاسلاميين"يحققون مصالحنا فى مصر .