أمريكا.. قتلت سفيرها !!

أمريكا.. قتلت سفيرها !!
سؤال يتبادر إلى ذهن كل محلل عَلِم فيما بعد أن السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز تمّت تصفيته بعلم الـ «سي آي إيه» وبتنسيق مسبّق معها، فما هي الأمور التي تعزز هذه الفرضية، ولماذا أقدمت الإدارة الأمريكية على ذلك؟.
إن جميع المراقبين لما يحدث في المنطقة العربية منذ عامين، وعلى وجه الخصوص لما سمي بـ «الربيع العربي»، يعلم أن غرفة العمليات الكبرى التي تدير هذه الأحداث موجودة في واشنطن، وأن ما حدث هو ترجمة حرفية لصفقة عقدتها الإدارة الأمريكية مع الإسلام السياسي في المنطقة العربية ممثلاً بجماعة «الإخوان المسلمين» والأحزاب التي تدور في فلكها على اختلاف المسميات، تقوم بموجب هذه الصفقة الإدارة الأمريكية بدعم «الحركات الإسلامية» للوصول إلى سدّة الحكم في المنطقة العربية، مقابل تعهّد الأخيرة بحماية أمن "إسرائيل"، وحفظ مصالح أمريكا في المنطقة من خلال تبعية كاملة لهذه الإدارة، ويمكن للإسلام السياسي في سبيل تحقيق هذه الأهداف الاستعانة بتنظيمات إرهابية مثل القاعدة والتحالف معها وتأمين التغطية السياسية لها من خلال الفتاوى التي تغطي كل تصرفاتها.
وما حدث في ليبيا على وجه الحقيقة أن الإدارة الأمريكية عملت على صناعة معسكر كبير لتنظيم القاعدة فيها تقوم من خلاله بتجميع أكبر عدد ممكن من الإرهابيين في العالم وتسليحهم وتدريبهم، وجعل ليبيا قاعدة لانطلاقهم إلى دول المنطقة لتنفيذ سياستها ابتداء من هناك، وطبعاً يقوم الإسلام السياسي بتأمين التغطية السياسية والإعلامية والدينية لهؤلاء الإرهابيين لتنفيذ هذه الأهداف.
وفي الوقت الذي فشلت محاولات أمريكا وحلفائها في محاولة بإقناع روسيا والصين بالموافقة على تأمين غطاء دولي للتدخل في سورية، تفتّق الذهن الصهيوني عن فكرة تقوم على تنفيذ مسرحية تقوم أمريكا بموجبها باستخدام مجموعة من إرهابيي القاعدة في قتل سفيرها في ليبيا داخل القنصلية في بنغازي، ومن ثم تقوم بتسريب معلومة بشكل تدريجي الى الرأي العام العالمي، مفادها أن المجموعة التي نفذت عملية الاغتيال كانت بقيادة «مهدي الحاراتي» الذي تبيّن فيما بعد أنه يتزعم عصابة ما يسمّى جبهة النصرة التي تقوم بأعمال قتل وتخريب وتفجيرات إرهابية على الأراضي السورية بدعم مالي ولوجستي من أدوات أمريكا «تركيا والسعودية وقطر».
إذاً ما تسمّى "جبهة النصرة" أو أحد فروعها تتهمها أمريكا بأنها قامت بقتل سفيرها، ثم تسرّب إعلامياً أنها انتقلت إلى القتال في سورية، وبعد فترة من الزمن تقوم الإدارة الأمريكية بوضعها على لائحة التنظيمات الإرهابية، فما الرابط بين هذه الأمور الثلاثة؟.
معلوم أن الفكر الصهيوني مستعدّ لصناعة أي حدث لاستغلاله وتضخيمه، وما تسمى «المحرقة اليهودية» أكبر شاهد على هذا الاستخدام، وليست حياة القنصل الأمريكي أغلى ثمناً من حياة آلاف الأمريكيين الذين تاجرت الإدارة الأمريكية بحياتهم في صناعة مسرحية الحادي عشر من أيلول 2001 لتبرير احتلال أفغانستان، لذلك ليس بعيداً أن تقوم الإدارة الأمريكية بتدبير عملية اغتيال السفير ستيفنز، لتقول فيما بعد: إن قتلة هذا السفير يقاتلون في سورية تحت لواء "جبهة النصرة" التي تقوم بوضعها فيما بعد على لائحة التنظيمات الإرهابية في خطوة مفاجئة للرأي العام كان يجب أن توضع بعدها آلاف إشارات الاستفهام، ثمّ تقوم بعد أن تسوّق عملها هذا إعلامياً «وضع جبهة النصرة على قائمة الإرهاب» بادعاء محاربة هذا التنظيم الذي صار مقره سورية وبالتالي تبرير التدخل في سورية تحت ستار محاربة الإرهاب الذي اتخذته سابقاً ذريعة لاحتلال أفغانستان والتدخل في اليمن والصومال، بينما هي في الحقيقة تقوم بزرع هذه التنظيمات الإرهابية داخل هذه البلدان لشرذمتها وإضعافها ومنعها من امتلاك أسباب القوة، ولإبقائها خاضعة لإرادتها، وكل ذلك طبعاً يتم بتمويل من البترودولار الخليجي الذي تكفل في الثلاثين سنة الأخيرة بدفع تكاليف الحروب الأمريكية والإسرائيلية كاملة في المنطقة.
وما يحدث في مالي حالياً هو دليلٌ واضح على هذه السياسة التي تُبنى أصلاً على زرع هذه التنظيمات في مكان ما من العالم لتكون مبرراً مستقبلياً للتدخل بالدولة نفسها أو بجيرانها، وطبعاً المستهدف من وجود القاعدة في مالي هو الجزائر بعد أن تمّت إحاطتها بمعسكرات القاعدة من ليبيا إلى تونس فمالي فموريتانيا، وليست المغرب بعيدة عن هذا الدور لأنها أصلاً أداة لتنفيذ مثل هذه السياسة.

» «داعش» قتلت «سيفو» … الداعشي
» أعراب أمريكا.. ها قد تجلت عوراتكم النتنة وأكدتم أن بشار الأسد المقاوم سيدكم ياعبيد أمريكا.. بقلم: د. يحيى ابوزكريا
» الاردن تفرج عن سجين ليبي لديها تمهيدا للافراج عن سفيرها المختطف
» بريطانيا تصف قرار سوريا باعتبار سفيرها غير مرغوب به بأنه لفتة تبادلية
» التلفزيون السوري : دمشق ستطرد القائم بالاعمال الاردني ردا على طرد سفيرها في عمان