أعداء سورية في مأزقهم الكبير ..أحمد زين الدين "الثبات"

أعداء سورية في مأزقهم الكبير ..أحمد زين الدين "الثبات"

صراحة اعترف وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل بـ"المأزق الكبير" الذي وصلت إليه الأزمة في سورية.

والأخضر الإبراهيمي الذي يتغنى بتاريخه الدبلوماسي، خصوصاً في فترة تمثيله الثورة الجزائرية بين عامي 1952 - 1954 في أندونيسيا، وفي دوره كساعي بريد في اتفاق الطائف اللبناني عام 1989، بات يسعى ويعمل لتأمين مخرج له من مهمّته التي حكم عليها هو بنفسه جراء بهلوانياته السياسية والدبلوماسية بالفشل.

أما الآخرون من الترك الذين كشفت الأزمة السورية أوجه رجب طيب أردوغان وأحمد داود أوغلو الحقيقييْن، والتي تتجلى في مزيد من الانخراط في المشروع الأطلسي، فلم يعد ينفعها البرقع "الإسلامي" الذي حاولا أن يطليا وجهيهما به.

وأيضاً حمدَيْ قطر، بعد أن نفدت ذخيرتهما وأساليبهما وألاعيبهما الشيطانية أيضاً ضد سورية، باتا لا يعرفان ماذا يعملان غداً، وآخر ما تفتقت به عبقرياتهما ما كشفته وثائق مسرّبة من الموقع الإلكتروني لـ"شرطة بريتام ديفيتس" البريطانية المتخصصة بحماية المنشآت في النقاط الساخنة، من أن حمد بن جاسم اقترح نقل السلاح الكيميائي المهرب من ليبيا إلى حمص، واستخدامه من قبل المسلحين، لاتهام القوات المسلحة السورية، بالإضافة إلى استقدام مرتزقة أوكرانيين للحديث أمام عدسات التلفزة عن أنهم خبراء روس وقعوا في أسر ما يسمى "الجيش الحر"، لإحراج روسيا.

ويلاحظ في هذا الصدد أن هذه الوثيقة موقعة بتاريخ 24 كانون الأول/ ديسمبر 2012، وهو نفس اليوم الذي نشرت فيه وسائل الإعلام الشريكة في المؤامرة على سورية مزاعم استخدام دمشق السلاح الكيميائي في حمص، ما يشير فعلاً إلى الترابط الوثيق بين ما نُشر من وثائق مسرّبة، وما سيجري تحضيره بالفعل.

إذاً، عرب أميركا و"إسرائيل"، أو العرب الصهاينة، على حد تعبير يحب أن يستعمله أحد أبرز المفكرين العرب، يعملون لاستنساخ التجربة اليمنية في سورية تارة، أو التجربة الليبية طوراً، وبالتالي فهؤلاء استسهلوا استجرار التدخل العسكري الأجنبي الاستعماري، من أجل صياغة أنظمة حكم ضعيفة، تدين بالولاء المطلق للخارج، وهم وجدوا الأدوات الرخيصة التي تسمي نفسها "سورية"، بعضها في الداخل وبعضها في الخارج، وبعضها تتغطى بتسميات "إسلامية" مختلفة ومتنوعة، فبدت الأمور هنا كأن الثقافات الوثنية والميثولوجيا الوثنية هي التي تهيمن نهجاً وسلوكاً وتسويقاً، لتبدو الأمور وكأنهم يعملون على تحويل الأديان إلى أيديولوجيات تخضع لغب الطلب، وحسب المزايدة أو المناقصة في تجارة المقاولات أو أسواق البورصة.

الحلف الغريب العجيب، من الأعراب وبائعي الغاز والأتراك والأميركيين والغرب، كبّر حجر مؤامرته كثيراً، خصوصاً لجهة مطالبته بإسقاط الرئيس بشار الأسد، وبالتالي إسقاط الدولة الوطنية السورية، واندفعوا في مشروعهم حتى رمقهم الأخير، حيث بدأوا يشعرون بكلفة مخططهم عليهم، وعلى استمرارهم، فها هو الخلاف داخل الأسرة الحاكمة في السعودية يتصاعد، والصحف العالمية تتحدث عن اتساع شقة الخلاف بين السعودية وقطر، والإمارات العربية المتحدة تعلنها حرباً على "الإخوان"، حتى أن هناك من يؤكد أن لقاءات أمنية حصلت بين مسؤولين سوريين وإماراتيين للتنسيق في مجال تبادل المعلومات والخبرات الأمنية.

الأتراك وأعراب الكاز العربي زادت صدمتهم وارتفعت وتيرة خيبتهم حينما أخذوا يكتشفون أن الأميركيين والغرب منهمكون بمشاكلهم، فالقرار الأميركي حاسم بعدم التدخل في سورية، وأعلنها باراك أوباما بأنه ليست لديه شهية لذلك، والفرنسي تورّط في مالي، والثعلب الإنكليزي يعرف أنه غير قادر على صيد دجاجة إذا لم يذهب وراء الأميركي، والسلجوق التركي متهم بالسرقة، من حلب وغيرها، والمعارضة الداخلية ضده تتزايد وتيرتها، كما الثورة المسلحة الكردية.

كل الحلف المعادي لسورية دخل في نفق مأزقه، وبات البحث جارياً عن مخرج.. فلينتظر الجميع لقاء سان بطرسبرج بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما، إنها أيام قليلة..

تذكروا أن حليف سورية الكبير إيران أوصلت قرداً إلى الفضاء الخارجي، لكن السؤال في لبنان سيبقى: متى سيعود سعد الحريري، الذي قال قبل سنتين إنه سيعود عبر مطار دمشق؟ غيبته لا شك ستطول..

» حلف أعداء سورية من لبنانيين وعرب يعوم على “شبر ماء” أميركي ..أحمد زين الدين
» حلف أعداء دمشق يزداد إرباكاً وعدوانية المؤامرة على سورية.. من فشل إلى آخر - أحمد زين الدين
» سورية وحلفاؤها.. موسم الحصاد ...أحمد زين الدين
» هل ينهض حلفاء سورية لبدء الهجوم المضاد؟ ..أحمد زين الدين
» المؤامرة تتهاوى في سورية.. وتسقط في مصر وتنفضح في لبنان ...أحمد زين الدين