إنسحاب تكتيكي آخر ...دوما حرة من الجيش الحر
2012-06-30 02:50:51
كتب ماهر العظمة - دمشق -عربي برس
بعد ايام على المواجهات العنيفة في مدينة دوما بين الجيش السوري، وميليشيات الجيش السوري الحر، إنسحب المسلحون من المدينة تاركين لعناصر الجيش السوري فرض سيطرتهم على المدينة التي شبهها الكثيرون بحمص ثانية بسبب المواجهات العسكرية التي تشهدها، خبر الإنسحاب لم تزفه وسائل إعلامية موالية للنظام السوري، بل أتى على صفحة تنسيقية مدينة دوما على موقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، الصفحة إكتفت بذكر بعض كلمات مفادها،" انسحاب الجيش الحر من كامل المدينة وسيطرة العصابات الأسدية عليها بشكل كامل".مصادر ميليشيا الجيش الحر في دوما أكدت لعربي برس "أن الجيش السوري مارس سياسية الأرض المحروقة بحق مقاتلي الجيش الحر الذين لم يكونوا يتوقعون هذه الحملة الشرسة، إضافة إلى ان الجيش الحر فقد عدد من قياداته في المعارك ليس آخرهم محمد حسن الدرة صاحب الباع الكبيرة في المناوشات العسكرية، ولا يمكننا ان ننسى دور بعض المنشقين المزيفيين الذين إستطاعوا إقناعنا انهم بحق إنشقوا عن النظام القاتل، ليتبين فيما بعد أنهم قاموا بلعب دور بوصلة النظام لإرشاده إلى أماكن تواجد المسلحين".
وبخصوص لإذا كان الإنسحاب تكتيكيا ام لا أشار المصدر إلى أنه بداية "ترسانة الأسلحة والذخائر بدأت بالنفاذ لعدم توقعنا لحجم هذه العملية العسكرية، ولا شك أن النظام أخذ القرار ببسط سيطرته على دوما بعد قيام الجيش الحر بإختطاف اللواء الطيار فرج المقت، والعميد منير شليبي، وذلك من اجل إرسال رسالة مفادها، النظام ما زال قوياً، ولكنه يعطي الفرصة تلو الفرصة للمسلحين من اجل العودة إلى رشدهم، وأنه ما زال مصرا على حقن الدماء"، مضيفاً"خسائرنا كبيرة في الأرواح، والتنسيق غائب، وعدد كبير من مقاتلينا لم نعد نسمع عنهم شيء منذ بداية المعارك".
بالمقابل إندلعت حرب التعليقات بين الثوار أنفسهم على صفحة تنسيقية مدينة دوما، فمنهم ما زال يبدي إصرارا على مناصرة الجيش الحر، وآخرون حملوا الميليشيات المسلحة مسؤولية الدمار الهائل الذي لحق بالمدينية، معبرين عن سخطهم من عدم معرفة العناصر المسلحة افاق المعركة، ومحملينهم مسؤولية عدم التمركز الصحيح على خطوط المواجهة، وذهب البعض الآخر بإلقاء التهم على قيادة المجلس الوطني السوري الذين يجهلون على حد قولهم بوجود مدينة دوما في سورية".
دوما الحنبلية بدأت الثورة ناصرية وتحولت مع السلاح إلى حاضنة لأكبر تيار وهابي في ريف دمشقبدأت دوما معركتها مع النظام بخمسة الاف متظاهر خرجوا نصرة لدرعا في الثالث والعشرين من اذار، كان المحرك لتلك التظاهرات هو الناصريين وبعض ابناء ضحايا معركة الثمانينات بين الاخوان والبعث ، لكن إتجاه التيار الوهابي في المدينة إلى إستخدام السلاح مبكرا جعلها الحاضنة الاكبر لذلك التيار وللجهاديين العرب الذين دخلوا سورية للقتال ضد النظام بتشجيع وتمويل من مخابرات عدد من دول الخليج التي تملك مفاتيح منظمات سلفية تتبرع للمقاتلين وتدير وجهات قتالهم .
مدينة دوما التي تعتبر من أكبر مدن محافظة ريف دمشق تقع في أحضان الغوطة الشرقية تحيط بها المزارع والكروم و أشجار الزيتون، وتبعد عن العاصمة السورية دمشق 14 كم إلى الشمال الشرقي منها، يقطنها حوالي 300000 نسمة، تحدها دمشق من جهة الغرب ومنطقة التل من الجهة الشمالية الغربية ومنطقة القطيفة شمالاً وتتاخم حدودها الإدارية البادية السورية من الشرق ومحافظة السويداء من الجنوب .
يتبع لمنطقة دوما المدن حرستا والضمير وبلدات النشابية والغزلانية وحران العواميد وبلديات الشيفونية عدرا، عدرا العمالية مسرابا جديدة الخاص دير سلمان العبادة، العتيبة، الهيجانة، حوش نصري، ويتبع لها قرى الريحان حوش الأشعري أوتايا تل كردي بيت نايم حوش الضواهرة ميدعا الصوان حفير التحتا مديرا الأحمدية الغريفة تل مسكن القرمشية البيطارية قرحتا وسكا والدلبة وغسولة ودير الحجر.
ولمدينة دوما ست مداخل رئيسية هي مدخل دوما الشرقي عن طريق عدرا القصير عبر ساحة عبد القادر بدران ومدخل دوما الغربي عن طريق حرستا جوبر مروراً بساحة جول جمال ومدخل دوما عن طريق مشفى حرستا العسكري والمدخل الشمالي عن طريق أوتستراد حلب والمدخل الجنوبي عن طريق مسرابا والمدخل الجنوبي الشرقي عن طريق الشيفونية .