المدن التركية الحدودية مع سورية تتلقى الضربة القاتلة في اقتصادها.. الإفلاس.. الإغلاق.. الديون عناوين لأزمة خانقة تهدد أمن أنقرة

المدن التركية الحدودية مع سورية تتلقى الضربة القاتلة في اقتصادها.. الإفلاس.. الإغلاق.. الديون عناوين لأزمة خانقة تهدد أمن أنقرة

الأربعاء, 23 كانون الثاني 2013 14:48
تعيش المدن التركية على الحدود مع سورية، أزمة اقتصادية خانقة، لم تعهدها في تاريخا، فالعديد من الشركات التجارية والصناعية والسياحية أغلقت أبوابها تماماً وتوقفت عن العمل نهائيا، فيما الباقية تشارف على الإفلاس.

وتقول غولاي غل رئيسة نقابة رجال الأعمال والصناعيين في لواء اسكندرون، في تصريح لصحيفة "حرييت" التركية: " قبل عامين فقط، كان عدد الزوار الذين يدخلون إلى تركيا بهدف السياحة عبر بوابتي لواء اسكندرون مع سورية، فقط يتجاوز المليونين ونصف المليون سائح، أمّا الآن فلقد أصبح الرقم صفرا".

وأكدت غل أن الأزمة الاقتصادية الحالية التي يشهدها لواء اسكندرون، لم يسبق أن مرّ بها من قبل عبر تاريخها الطويل، فالعديد من الشركات التجارية والصناعية والسياحية شارفت على الإفلاس وبعضها أغلقت أبوابها تماماً".

وأردفت قائلة: "إن الأزمة مع سورية، أثرّت على التجار والصناعيين، وهو ما انعكس سلبا أيضا على أصحاب المحلات الكبيرة منها والصغيرة.. كل أشكال الحياة الاقتصادية في هذه المدينة، التي أغرقتها الأزمة".

كما أعربت النقابية التركية عن القلق البالغ للناس في لواء اسكندرون، إزاء هذا الوضع، وقالت: "المدينة ما عادت تستقطب رجال الأعمال ومندوبي الشركات لعقد صفقات تجارية مع الفعاليات الاقتصادية والتجارية، ولم تظل مركزاً كبيراً للتسوق كما كانت في السابق".

وفي هذا السياق، أكدت غل أن الوضع المالي للفعاليات الاقتصادية، أصبح مزرياً جداً، وقالت: "لم يعد بمقدورهم دفع ديون القروض المالية، التي كانوا قد سحبوها في الماضي من أجل تطوير عملهم ومنشآتهم، وأن رجال الأعمال غير قادرين حتّى على تسديد الديون المترتبة عليهم لسائقي شاحنات نقل البضائع بين الدول".

وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يقوم عدد كبير من الشركات العاملة في المدينة، إعلان إفلاسها في وقت قريب، وتابعت: "إن البضائع التركية لم يعد لها سوقاً في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة ارتفاع قيمتها بسبب ارتفاع تكاليف النقل، بعد قطع طريق الترانزيت عبر سورية ، مما فتح المجال أمام بضائع دول أخرى مثل الصين وألمانيا".

كما أكدت النقابية أن دول الشرق الأوسط، بدأت تفقد الثقة بتركيا، والتي كانت في زمن مضى وعبر بوابة"جيلفة كوزو" مع سورية أهم بوابة حدودية للنفاذ إلى منطقة الشرق الأوسط.

في السياق نفسه، تشير الإحصائيات إلى أن قيمة الصادرات التركية انخفضت في عام 2011 إلى 150 مليون دولار فقط، أما في عام 2012 فقد وصلت إلى الصفر تقريباً، بينما في عام 2008 تتجاوز 123 مليون دولار وفي عام 2010 تجاوزت 250 مليون دولار، جاء ذلك على لسان حكمت تشينشين رئيس غرفة التجارة والصناعة في أنطاكيا

وقال: "لواء اسكندرون تعتبر ثاني أكبر مدينة، من حيث عدد شاحنات الترانزيت التي تنقل البضائع إلى الخارج وهي الآن تعيش حالة ركود لم تشهدها من قبل أبداً . فقط في هذه المدينة، كانت الصادرات التركية تصل إلى 135 دولة بواسطة أسطول النقل البري الذي تمتلكه".

من جانبه، أكد رئيس البورصة التجارية في أنطاكيا محمد علي قصيري، في تقييمه للوضع الاقتصادي لبلاده: "كل المدن الحدودية مع سورية، تأثرت سلباً بشكل كبير نتيجة الأزمة السياسية مع سورية".
وأوضح قائلا: "إن الاقتصاد الصاعد في تلك المدن الحدودية، تلقى ضربة قوية وفي حال استمرار الأزمة سيكون لها نتائج سلبية أكثر مما هو متوقع".

وختم بالقول: "الحياة الاقتصادية في أغلب المدن الحدودية مع سورية مثل لواء اسكندرون وغازي عنتاب وكلس وأضنه ومرسين، كلها تعاني ضائقة اقتصادية كبيرة، وفي حال لم يتم مساعدة تلك المدن من قبل الحكومة التركية سوف تتفاقم الأزمة الاقتصادية فيها لدرجة قد تصل إلى حد الإفلاس".

» 3000 دعوى ضد تجار سوريين غادروا سورية دون تسديد الديون
» كشف المستور في كواليس الضربة الإسرائيلية للمفاعل الإيراني ولماذا رفضت الأوامر بتوجيه الضربة عام 2010
» واشنطن تسوّق «حلاً مدهشاً» لأزمة سورية؟
» الخارجية التركية: تقلص الخلاف بين أنقرة وواشنطن حول منطقة الحظر الجوي
» وزير الدفاع الإيطالي: المغامرات الأمريكية -التركية تهدد الأمن القومي الأوروبي