سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: كشف المستور في كواليس الضربة الإسرائيلية للمفاعل الإيراني ولماذا رفضت الأوامر بتوجيه الضربة عام 2010 الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:46 pm | |
|
| كشف المستور في كواليس الضربة الإسرائيلية للمفاعل الإيراني ولماذا رفضت الأوامر بتوجيه الضربة عام 2010 ؟؟ | دام برس – متابعة : اياد الجاجة
حدثت انعطافة جديدة للموضوع الذي تناولته وسائل الإعلام لوقت طويل بخصوص التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن الحرب على إيران عندما بدا أن القصص الإخبارية تفترض أن نتنياهو قد أمَرَ الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لهجوم وشيك على المواقع النووية الإيرانية في سنة 2010. تراجع نتنياهو عارض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي, غابي إشكنازي, ومدير "الموساد", ميئير داغان, الأمر تبعاً للتقارير. لكن تفاصيل هذه الحادثة - التي عرضها تقرير للقناة الإسرائيلية الثانية, من خلال برنامجها الإخباري الاستقصائي "الحقيقة" الذي بُث مساء الإثنين [5 تشرين الثاني/نوفمبر 2012] – تبين أن أمرَ نتنياهو لم يكن مقدمة لهجوم وشيك على إيران. فقد تم رفض أمر وضع القوات الإسرائيلية في حالة تأهب من قبل إشكنازي و داغان لأن نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك لم يفكرا في خطورة أن يثير أمر رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى حرباً غير مقصودة مع إيران. وفوق ذلك, فهمَ جميع المشاركين أنه ليس لدى إسرائيل خيار عسكري واقعي لشن هجوم على إيران. لم تميز معظم القصص حول هذه الحادثة بين أمر بشن الحرب و أمر بالتأهب إلى الدرجة القصوى للحرب, مما خلق الانطباعَ الجلي أن نتنياهو يحضر لشن حرب على إيران. كان من الضروري قراءة هذه القصص بعناية شديدة لاستنباط الأهمية الحقيقية لهذه الحادثة. حمل تقرير "أنباء ينيت" حول القصة العنوانَ الرئيسي التالي "هل كانت إسرائيل على شفير الحرب في سنة 2010؟", بالإضافة إلى سؤال استفزازي يقول "هل حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك جَرَ إسرائيل إلى عملية عسكرية في إيران دون موافقة الكنيست؟" نقلت "أ ف ب" أن نتنياهو وباراك "أمرا الجيش بالتحضير لضرب المفاعلات النووية الإيرانية". وقالت قصة "رويترز" إن نتنياهو وباراك قد "أمرا قادة الجيش الإسرائيلي في سنة 2010 بالتحضير لهجوم على المنشآت النووية الإيرانية لكن أوامرهما رُفضت ..." كما نقلت "أ ب" أن الأمر من نتنياهو كان بخصوص "تأهب عالي المستوى لهجوم وشيك على برنامج إيران النووي" وأن الحادثة " أشارت إلى أن إسرائيل كانت أقربَ إلى تنفيذ ضربة في ذلك الوقت مما كان البعض يعتقد سابقاً". أخذ مدون "واشنطن بوست", ماكس فيشر, الانطباعَ من التغطية الإعلامية بأن نتنياهو وباراك "حاولا إعطاء الأمر للجيش الإسرائيلي بالتحضير لضربة وشيكة على إيران لكن أوامرهما رفضت من قبل مسؤولين رفيعين آخرين ..." وقد استنتج فيشر أن نتنياهو كان "مصمماً أكثر مما يعتقد البعض على ضرب إيران ..." وهكذا, يبدو أن تغطية القصة قد ضخت حياة جديدة في فكرة أن نتنياهو جاد في الهجوم على إيران, على الرغم من الدليل الواضح في الأسابيع الماضية أنه تراجع عن هذا الموقف. إن تفاصيل هذه الحادثة في برنامج "القناة الثانية" الأصلي, كما نقلتها الصحيفة الإسرائيلية اليومية "يديعوت أحرنوت", تشير إلى أن لاأحد من المشاركين في الاجتماع كان مقتنعاً من أن نتنياهو قد قرر فعلياً شنَ الحرب على إيران. وتبعاً للبرنامج فإن الحادثة وقعت بعد اجتماع لسبعة من كبار الوزراء في وقت غير محدَد في عام 2010. وبينما كان داغان وإشكنازي يهمان بمغادرة الغرفة, أمرهما نتنياهو بتجهيز الجيش ل "ضربة محتملة" ضد إيران من خلال وضع الجيش الإسرائيلي في حالة التأهب القصوى. استخدم نتنياهو الشيفرة "إف زائد" للإشارة إلى حالة التأهب, تبعاً لبرنامج "القناة الثانية". كانت ردة فعل إشكنازي وداغان قوية على الأمر, وفي النهاية تراجع نتنياهو وباراك عن الأمر. لكن يبدو أن إشكنازي وباراك متفقان على أن القضية ليست إن كانت إسرائيل ستهاجم إيران بالفعل, بل حالة التأهب نفسها. إذ دلت ردة فعل إشكنازي أنه لم يؤولها على أنها علامة لنية نتنياهو في مهاجمة إيران. فقد نُقلَ عنه قوله: "هذا ليس شيئاً تقوم به إن لم تكن متأكداً من أنك ستتابعه إلى النهاية". وقد سعى باراك إلى التقليل من أهمية الأمر بحالة التأهب القصوى, مؤكداً أن رفعَ حالة التأهب "لم تعنِ الحربَ بالضرورة". كما قال وزير الدفاع: "ليس صحيحاً أن خلق وضعٍ يضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب لعدة ساعات أو لعدة أيام لتنفيذ عمليات معينة يجبر إسرائيل على المضي قدماً في هذه العمليات". لم يكن إشكنازي يؤكد أن نتنياهو سيكون مجبَراً على تنفيذ الهجوم. لكنه كان يخشى من أن ذلك سيؤدي إلى عواقبَ غير مقصودة بإقناع إيران أن إسرائيل جادة في الهجوم, وبالتالي إطلاق شرارة الحرب. وقد وضح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق ذلك الخطر بتعليقه, "هذا الأكورديون يعزف الموسيقى عندما تلعب به", تبعاً ل "مصادرَ مقربة من" إشكنازي – وهي الصيغة المستخدَمة عادة عندما لا يرغب مسؤول أو مسؤول سابق في أن يُنقلَ كلامُه بشكل مباشر. وقال باراك أيضاً إن إشكنازي ردَ بأن الجيش الإسرائيلي لايمتلك القدرة على تنفيذ ضربة ضد إيران. وقد نقل عن باراك قوله في البرنامج: "في نهاية المطاف, وعندما حانت لحظة الحقيقة, كان الجواب الذي أُعطي هو أن القدرة لم تكن متوفرة". من الأهمية بمكان أن باراك لم يبذل أي جهد لإنكار حقيقة أن القوة الجوية الإسرائيلية لا تمتلك القدرة على تنفيذ هجوم ناجح ضد إيران. وبدلاً من ذلك فهو يلوم إشكنازي لفشله في تحضير القوات الإسرائيلية لهجوم محتمل. نفى إشكنازي بغضب تلك التهمة السياسية. فقد نُقل عنه قولُه: "قمت بالتحضير لهذا الخيار, وكان الجيش جاهزاً لتنفيذ الضربة, لكنني قلت أيضاً إن الضربة الآن ستكون خطأً استراتيجياً". لا يزال القادة العسكريون الإسرائيليون يرددون علانية إن بمقدور الجيش الإسرائيلي تنفيذ الضربة. ولكن بينما يُنقل عن إشكنازي قولُه إن الجيش كان "جاهزاً لتنفيذ الضربة", فهذا مختلف عن الادعاء بأنه كان لدى إسرائيل خيار عسكري يحمل فرصة للنجاح في تدمير برنامج التخصيب الإيراني. وفي شباط/فبراير 2011, قال للأدميرال مايك موللن, الذي كان عندها قادة أركان القوات المشتركة الأمريكية, إن الإشارات إلى مثل هذا الخيار العسكري كانت "كلاماً فارغاً" لأنه "ليس لدى إسرائيل خيار عسكري", تبعاً لتقرير سابق في "يديعوت أحرنوت". على الرغم من النزاع السياسي العلني بين باراك وإشكنازي, فقد ألمحا أن الغرض من حالة التأهب القصوى كان تحقيق تأثير سياسي وليس التحضير لهجوم فعلي. من الواضح أن إشكنازي ومدير "الموساد" السابق داغان قد صُعقا من انعدام الإحساس بالمسؤولية إلى درجة المخاطرة بالتظاهر بالتحضير لحرب ضد إيران. واستنتج داغان أن نتنياهو لا يصلح لقيادة البلاد – وهي نقطة كررها مراراً منذ أن ترك منصبه في "الموساد" في سنة 2011. سعى نتنياهو إلى استغلال التهديد المفترض باللجوء إلى القوة العسكرية ضد إيران للضغط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لفرض عقوبات أشد ضد إيران وحتى إجباره على التعهد باستخدام القوة في حال لم توقف إيران برنامَجَها النووي. وقد أدى رفض أوباما لذلك الطلب في الصيف الماضي إلى وضع حد لمطالبة نتنياهو باللجوء إلى استخدام القوة, كما يتبين من فشله في سَوق أي تهديد ضمني في خطابه في الأمم المتحدة في أواخر آب/أغسطس. ومع ذلك يستمر نتنياهو في إصراره العلني على أنه يدرس الخيارَ العسكري ضد إيران. ففي مقابلة مع برنامج "القناة الثانية" قال: "نحن جادون, وهذا ليس استعراضاً. إن لم تكن هناك طريقة أخرى لوقف إيران, فإن إسرائيل جاهزة للتصرف." يقول المراقبون السياسيون الإسرائيليون إن وقفة نتنياهو الوقحة أصبحت الآن موضوعاً لحملة إعادة انتخابه رئيساً للوزراء. ولكن كما تشير تغطية حادثة 2010, لم تتخلَ وسائل الإعلام الإخبارية بعد عن قصة جاهزية نتنياهو لشن الحرب على إيران
|
| |
|