دام برس:
معظم الرسائل تبدأ بالبسملة وتنتقل بعدها للسلام والتحية والاطمئنان عن الصحة لكن رسالتي مختلفة كونها تحمل تساؤلات واستغراب كما تحمل بين سطورها معان كان من الصعب صياغتها إضافة إلى أحلام وأماني
السيد أردوغان المحترم :
استقبلتك سورية مرات عدة برحابة وسرور وفتحت دمشق أبوابها لاستقبالكم ضيفاً عزيزاً وكونك ضيف رئيسنا فأنت ضيفنا جميعاً .
لقد رأينا فيك الخير وكنا في غاية السعادة من مواقفك اتجاه الشعوب العربية عموماً والفلسطيني خصوصاً وزاد على ذلك موقفكم أنذاك من شعبنا الفلسطيني المحاصر في غزة وتأكيدكم على مساعدته ورفع الحصار عنه .
وبناء على مواقفكم تم التعاون معكم الذي تم تتويجه باتفاقيات عدة كما تم تشكيل مجلس رجال الأعمال بين البلدين وتقبلنا منتجاتكم التي غزت أسواقنا ولم نفكر بمقاطعتها كما فعلنا مع الكثير من البضائع الأمريكية
والأوروبية .
علماً بأن بضائعكم قد أثرت بشكل أو بآخر على الصناعة المحلية ومع ذلك تم احترامها لتوثيق العلاقة بين الشعبين السوري والتركي .
لقد كانت أحلامنا وردية وفق تطور العلاقة وخصوصاً عندما قررت الدولتان إلغاء سمات الدخول بين البلدين.
لكن لن أخفيكم صدمة الشعب السوري فيكم عندما أكتشف بأنكم شريك أساسي في الأحداث المفتعلة في سورية وبأنكم أداة أمريكية وهذا ما تجلى في تصريحاتكم ووزير خارجيتكم المتباينة اتجاه الأحداث المفتعلة, وإنشاء المخيمات على أراضيكم للاجئين سوريين مفترضين سيدخلون تلك المخيمات , واستقبالكم للمجموعات الإرهابية وعقد المؤتمرات للمتآمرين على سورية تحت مسمى أنهم معارضة , وتتويج كل ذلك بالدرع الصاروخية الأمريكية.
كل ذلك أحدث الصدمة القاسية للشعب العربي السوري الذي يكن كل الاحترام والتقدير للشعب التركي الذي منحكم ثقته لتولي رئاسة الحكومة, والذي يعتقد (الشعب السوري) بأنه سينقلب عليكم في القريب العاجل كون شعبكم يدرك بأنكم أداة أمريكية ويدرك مصيرها, والأمثلة واضحة وجلية ففي السياسة مصالح وأنتم مصلحة أمريكية وبعد استنزافكم سيكون مصيركم كما الآخرين أو أسوأ إذا تحقق ما حلمت به بأن تركيا سوف تقسّم .
سيد أردوغان :
ألا تعتقد بأن أمريكا لا تثق بالإسلام وترى المسلمين إرهابيين وأن الإسلام مصدر الإرهاب في العالم رغم تأهيلها للإرهابيين كما بن لادن والظواهري وغيرهم .
ألا تذكر من افتعل أحداث 11سبتمبر كذريعة للقضاء على المسلمين ألا ترى بأن الأحداث المفتعلة والحروب التي تشنها أمريكا وحلفائها هي على المسلمين فقط من صربيا وأفغانستان والعراق والسودان وليبيا وغيرها .
وهل تعتقد بأن أمريكا ستمنحكم الثقة للعبور إلى الاتحاد الأوروبي أو لتحقيق أمجاد الدولة العثمانية,والدرع الصاروخية على أراضيكم هو لحماية المصالح الأمريكية وربيبتها إسرائيل.
السيد أردوغان:
في ختام رسالتي لا يسعني إلا أن أوكد لكم بأن إرادة الشعب العربي السوري في ظل قائدها السيد الرئيس بشار الأسد سوف تنتصر على المؤامرة الكونية المفتعلة ومآل الخونة والمتآمرين والإرهابين إلى زوال وستبقى سورية دولة الممانعة والمقاومة قوية صلبة لن تتنازل عن ذرة من ترابها متمسكة بمواقفها الوطنية والقومية .
وها هي الأزمة تمر, واعلموا بأن سورية لن تكون طرفاً بأي نزاع في أي دولة يحصل لأن سورية حكيمة بمواقفها كبيرة بشعبها .
ولي سؤال أتمنى أن ألقى جواباً عليه وهو لو كان مايحصل في سورية هو في تركيا من عصابات إرهابية تمارس أشنع أنواع القتل والتخريب هل لك أن تقول لنا كيف يمكنكم أن تتصالح معهم وما الإصلاحات التي يمكنكم أن تقدموها .
وما الدور المرتقب الذي ستجده من سورية للمساعدة .
هل كنت ستستخدم الطائرات وكافة صنوف الأسلحة للقضاء على تلك العصابات, وعن الدور السوري سأقول لسيادتكم بأن سورية قيادة وشعباً تحترم كل من وضع يده بيدها وستكون خير مساعد لكمولشعبكم.
فهذه سورية وهذا شعبها .
هيثم أحمد